مصر بحاجة إلى قيادات وطنية من الطراز الأول
بقلم . نادى عاطف
تمر مصر في هذه الفترة بتحديات سياسية واجتماعية واقتصادية تتطلب وجود قيادات وطنية مخلصة لا تنحاز إلا للوطن، ولا تضع ولاءها إلا لخدمة الشعب ومصلحة البلاد. إن الولاء للأحزاب أو المؤسسات السياسية والدينية على حساب مصلحة الوطن يمثل خطرًا جسيمًا قد يؤدي إلى انقسامات داخلية وصراعات تهدد استقرار البلاد.
الدين لله والوطن للجميع
من المبادئ الأساسية التي يجب أن تترسخ في أي مجتمع متحضر هو الفصل بين الدين والسياسة. ليس بمعنى إقصاء الدين من حياة الناس، بل عدم استغلاله كأداة لتحقيق مكاسب سياسية. الدين هو علاقة فردية بين الإنسان وربه، ولا يجوز استخدامه كوسيلة للسيطرة أو التفريق بين أبناء الوطن الواحد.
التاريخ القريب يُظهر لنا دروسًا قاسية من دول مثل سوريا والعراق، حيث أدت الخيانات الداخلية والتطرف إلى انهيار الدولة ومؤسساتها، وتحولها إلى ساحة صراعات لا نهاية لها. الخطر يكمن في وجود أفراد وقيادات داخل مؤسسات الدولة يتبنون أفكارًا متشددة ويعملون على تنفيذ أجندات تخدم مصالح ضيقة على حساب أمن واستقرار الوطن.
الطريق إلى النجاة والاستقرار
لكي تتجنب مصر هذا المصير، يجب التركيز على:
- اختيار القيادات:
يجب أن تكون معايير اختيار القيادات قائمة على الكفاءة، الوطنية، والنزاهة بعيدًا عن أي انتماءات حزبية أو أيديولوجية.
- تعزيز الولاء للوطن:
يتم ذلك من خلال التعليم والإعلام اللذين يجب أن يغذيا الروح الوطنية ويعززا قيم الوحدة والتسامح.
- محاربة الفكر المتشدد:
عبر سياسات واضحة تدعم الوسطية والاعتدال، وتعمل على تفكيك الأفكار المتطرفة التي تهدد النسيج الاجتماعي.
- إصلاح مؤسسات الدولة:
يجب أن تكون مؤسسات الدولة محايدة تعمل لصالح جميع المواطنين دون تحيز ديني أو سياسي.
خاتمة
إن مستقبل مصر يعتمد على قدرتها على تجاوز الانقسامات والتركيز على بناء دولة قوية وعادلة. ولتحقيق ذلك، يجب أن نضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر، وأن نرفض أي شكل من أشكال الولاء الذي يتعارض مع روح الوطنية. مصر تستحق أن تقاد بأيدي رجال ونساء ينتمون إليها قلبًا وقالبًا، ليكونوا حجر الأساس في بناء مستقبل مشرق ومستقر.