مصر: الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابات العالم العربي والشرق الأوسط يعززون حماية الصحفيين ضد المراقبة والتهديدات الرقمية

مصر: الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابات العالم العربي والشرق الأوسط يعززون حماية الصحفيين ضد المراقبة والتهديدات الرقمية

شارك حوالي ثلاثين ممثلاً عن نقابات الصحفيين من العالم العربي و الشرق الأوسط في ورشة عمل استمرت يومين حول السلامة الرقمية والذكاء الاصطناعي، نظمها الاتحاد الدولي للصحفيين، واستضافتها نقابة الصحفيين المصريين في القاهرة يومي 15 و16 ديسمبر/كانون الاول 2024. وقدم المشاركون توصيات تهدف إلى حماية الصحفيين بشكل أفضل وسط التهديدات المتزايدة بالمراقبة الرقمية، التي تشكل خطراً كبيراً على سلامتهم وخصوصيتهم وحرية التعبير.

وقد تم التركيز خلال الجلسة الأولى التي اشرف عليها خبير السلامة الرقمية أمير رشيدي، على كيفية استهداف الصحفيين بشكل متزايد من خلال أدوات المراقبة السيبرانية المتقدمة وتقنيات الاختراق التي تهدف إلى اختراق أجهزتهم الشخصية.
وأكد رشيدي أن هذه الهجمات، التي تُنفذ دون رقابة قانونية كافية، تعيق بشدة قدرة الصحفيين على العمل بحرية وأمان. كما شدد على أهمية تعزيز ثقافة السلامة الرقمية على المستوى الفردي والجماعي.

و كما تناولت المناقشات المخاطر التي تشكلها تقنيات المراقبة، بما في ذلك برامج التجسس وأنظمة المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وغالبًا ما تُستخدم هذه الأدوات لتعقب اتصالات الصحفيين، وجمع معلومات حساسة عن مصادرهم، والتلاعب بأعمالهم أو اختراقها. وأكد المشاركون أن هذه الممارسات لا تنتهك فقط خصوصية الصحفيين، بل تخلق أيضًا مناخًا من الخوف، وتُرهب المصادر، وتعيق تلتدفق الحر المعلومات الذي يمثل حق الجمهور في المعرفة.

و قدم مدربو السلامة المهنية في الاتحاد الدولي للصحفيين وأعضاء نقابة الصحفيين المصريين، نهى لملوم وشيرين عبد العظيم،عرضًا تطبيقيًا حول أدوات السلامة الرقمية للصحفيين وأداروا نقاشًا حول استراتيجيات دور النقابات في تدريب الصحفيين على السلامة الرقمية. واتفق قادة النقابات على تحمل مسؤولية رفع الوعي بحقوق الصحفيين الرقمية وتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لتوفير تدريب حديث على السلامة الرقمية لأعضائها.

وخُصص اليوم الثاني للحديث عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الإعلام. وقدّم أشرف أمين الخبير في الإعلام الرقمي أمثلة عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالمحتوى وصعوبة كشف المواد الزائفة. ومع ذلك، أوضح أمين الفرص الجديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للصحفيين، مثل النسخ الصوتي، وتوليد الصوت، وتحليل البيانات بشكل أسرع، مما يجمع بين كفاءة التكنولوجيا وإبداع البشر. وأكد المشاركون على أهمية الالتزام بالأخلاقيات المهنية عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي ينبغي توجيهها لإنتاج محتوى عالي الجودة.

وعقب نقاش حول سبل تعاون النقابات لحماية الصحفيين بشكل أفضل وسط التهديدات الرقمية المتزايدة، حدد قادة النقابات سلسلة من التوصيات لتعزيز السلامة الرقمية:

التوصيات:
1. بناء شبكة من مدربي السلامة الرقمية لتقديم الدعم الفني المستمر والتدريب للصحفيين والنقابات.
2. تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والعالمية، مثل الاتحاد الدولي للصحفيين، لتصميم استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات الرقمية.
3. مواصلة تقديم دورات تدريبية حول السلامة الرقمية للصحفيين، على أن يتم تحديث المحتوى بانتظام لضمان معرفتهم بأحدث الأدوات لحماية أنفسهم.
4. تشجيع الصحفيين على استخدام منصات آمنة للتواصل مع مصادرهم ومشاركة المعلومات، وتجنب الأدوات التي قد تكون عرضة للاختراق أو المراقبة.
5. رفع الوعي بحقوق الصحفيين الرقمية.
6. تطوير أدوات سلامة رقمية تستهدف الصحفيين العاملين في بيئات تخضع لزيادة المراقبة.
7. مراقبة تطورات الذكاء الاصطناعي وضمان وجود أطر قانونية وأخلاقية تحكم استخدام هذه التقنيات من منظور إنساني.

وشجع الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي، النقابات في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي على تعزيز تعاونها لمواجهة التهديدات الرقمية والانضمام إلى مجموعة الذكاء الاصطناعي التابعة للاتحاد الدولي للصحفيين، والتي تتكون من ممثلي النقابات من دول مختلفة. وقال:“لقد حان الوقت لبناء استراتيجيات قوية وعابرة للحدود لتعزيز سلامة الصحفيين الرقمية ومكافحة تهديدات المراقبة التي تقوض سلامة الصحفيين وخصوصيتهم وحقهم في حرية التعبير. التعاون الإقليمي أساسي لضمان سلامة الصحفيين حول العالم. معًا نحن أقوى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *