كان حِواراََ غامضاََ بين كيانها وكينونتها، لم تستطع أن تعقِلَ كل معانيه ولم تُيقِن أنه بداية رحلة العودة إلى الذات.

كان حِواراََ غامضاََ بين كيانها وكينونتها، لم تستطع أن تعقِلَ كل معانيه ولم تُيقِن أنه بداية رحلة العودة إلى الذات.

كان حِواراََ غامضاََ بين كيانها وكينونتها، لم تستطع أن تعقِلَ كل معانيه ولم تُيقِن أنه بداية رحلة العودة إلى الذات.

كانت تتصبَّبُ ولعاََ وهو يتصيدها ويصطادها ويتنشقها في رواحها ومجيئها وذهابها وخروجها ودخولها وكلِّ سَكَناتها..

وأدركت أنه لا مفر من قبضته على كل مفاتيحها، فارتمت قيدَ أفكارها، ولكنها لم تأبه لكل ما سمعته في قرارة نفسها.

ضربت بعرض الحائط كل بروتوكولات العروض واستعراض العضلات وانقباض الأسارير وتراخت عن متطلباتها.

أطبقت على بنانها محبسا يحمل حجرا أزورديا يخفي أول حرف من حروف قصائد الولع.

واشتعلت به شبابا وشيبا وعمرا وعمرانا ورحيقا وشغفا.

في سريرة نفسها أخبرت ذاتها مِراراََ مُرٌَةََ أنه في حياة كل امرأة زاوية تهرب بها من يومياتها إلى دواوينها ومفكراتها وحقباتها وحقائب تاريخها وأرفف خزاناتها العلمية ومخزوناتها العملية..

إلا أنها اكتشفت أنه في كل جاروف وزقاق وحافلة وفرملة، جنيٌّ صغير يحمل حرفاََ من حروف شقائها به وتراكُمِهِ بداخلها.

وانشقت اثنتا عشر ساعة من ساعات عقارب الوقت المحمولة فوق ذراعها

وأطبقت أنياب غضنفرها على تلابيبها وصفَّرَت دواخين مراكبها مُعلِنةََ انتهاء الفصل الأخير من رحلةِ البداية.

أعلنت بينها وبين هواجسها أنه لن يكون فارسها ولن يكون حاميها ولن يكون كينونتها.

أضرمت ناراََ حَطَبُها ثواني الانتظار الطويلة.

وجلست تنفُثُ سيجارة الأمل المحترقة بشوق إلى طفولتها.

أطفأت سيجارتها وأضواء سيارتها وانقضت على مفاتيح العمر وانطلقت في رحلة العودة إلى الذات.

أميرة سكر