مركز الزيتونة يصدر ورقة علمية تناقش حرب حجارة السجيل وانعكاساتها على حركة حماس

مركز الزيتونة يصدر ورقة علمية تناقش حرب حجارة السجيل وانعكاساتها على حركة حماس

يسر مركز الزيتونة أن يقدم ورقة علميَّة للأستاذ شعاع جلال نايف كممجي، تحت عنوان “حرب حجارة السجيل 2012 وانعكاساتها على حركة حماس”.

تناولت هذه الدراسة حرب السجيل 2012، وأظهرت أهميتها الاستراتيجية والمعنوية لقطاع غزة بشكل عام، ولحركة حماس بشكل خاص؛ حيث ناقش الباحث الحرب، وأسبابها، ومجرياتها، واتفاق وقف إطلاق النار.

وتكمن أهمية الدراسة في أنها تسلط الضوء على مدى إسهام حرب السجيل 2012 في تعزيز مكانة حركة حماس سياسياً وعسكرياً، وإظهار تطور أدائها العسكري في أثناء خوض المعركة، والإنجازات السياسية التي حققتها الحركة على الساحة الفلسطينية والساحة الدولية، وعلى تأثير الدور المصري وبيئة الربيع العربي في التأثير على المعركة ومجريات المفاوضات في حرب السجيل.

أشار الباحث إلى أن انتفاضة الأقصى سنة 2000 كانت مفترقاً مهماً في تاريخ الشعب الفلسطيني، ذلك أنها شكّلت بداية انطلاقة العمل العسكري المسلّح والمنظم، الذي أخذ بالتطور تدريجياً حتى أصبح يُشبه الجيوش الصغيرة التي تعتمد أسلوب حرب العصابات، والتي تحدَّت الجيش الإسرائيلي ودولة الاحتلال، حتى أجبرتها على الانسحاب من قطاع غزة. غير أن الاحتلال فرض حصاراً خانقاً على القطاع سنة 2006، الأمر الذي دعا المقاومة إلى تنفيذ الكثير من العمليات الجهادية، وإطلاق الصواريخ، وتبعها العديد من المواجهات، والتوغلات الإسرائيلية وتصفيات للعديد من رموز المقاومة. وقد كان اغتيال القائد الكبير لكتائب القسام، أحمد الجعبري، الشرارة التي أشعلت حرب حجارة السجيل 2012.

وحاول الباحث المقارنة بينها وبين حرب الفرقان 2008، من عدة نواحٍ: طبيعة المعركة، واستراتيجية العدو، ومدّتها، وعدد الضحايا، وكيفية إنهائها. وقد وجد الباحث أن حرب 2012 أسهمت في تقوية مكانة حماس والمقاومة الفلسطينية، فكان لتلك الحرب أثر إيجابي في تطوير القوة العسكرية وقوة سلاح الأنفاق، وفرض نوع من معادلة الردع والرعب. كما أنهاعززت من مواقف حماس السياسية من خلال شرعنة المقاومة، وتغيّر نظرة العالم إليها من حركة إرهابية إلى كيان مقاوم على أرضه. وقد تَأتَّى ذلك من خلال الزيارات التي قام بها السياسيون والديبلوماسيون إلى قطاع غزة، والوساطات الأمريكية والمصرية لوقف هذه الحرب، والتي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار ضمن مفاوضات تمَّت برعاية الرئيس المصري محمد مرسي، والذي شكّل متغيراً أساسياً في حرب 2012؛ حيث أظهر مرسي تعاونه الذي لم يقتصر فقط على الشجب والتنديد، وإنما خطى بخطوات واقعية وعملية تصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية.

وقد خلصت الدراسة إلى أن حرب 2012 على غزة مثّلت محطة مهمة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وتركت آثاراً على الصعد المحلية والإقليمية والدولية. فقد أعادت لمصر دورها الإقليمي وبلونها الإسلامي الجديد، ورسّخت دور حركة حماس في الخريطة السياسية الفلسطينية، وفتحت الآفاق أمامها لفرص جديدة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقد أثبتت حماس قدرتها على إدارة المعركة من جميع جوانبها العسكرية، والتفاوضية، والإعلامية، والميدانية، وسارت وفق استراتيجيات محددة مخططة ومدروسة، وأظهرت في تلك المعركة مدى استعدادها وجاهزيتها في أي وقت لخوض أي معركة. كما أن تفاهمات التهدئة دلّت على تراجع مكانة “إسرائيل” في المنطقة، وتغيُّر مواقف الدول المركزية فيها تجاه تل أبيب، كمصر وتركيا، وعززت صورة عودة الدولة العبرية للدفاع عن وجودها، وأيضاً أبرزت الحرب زيادة انحسار النفوذ الأمريكي.