وصلت الرسالة ….أميرة سكر

وصلت الرسالة ….أميرة سكر

التقيا عند زاوية الحانوت لشراء عشب أخضر علهما يزينان به قبرهما.
دخلا معا الى المقابر دون سابق تصميم أو تصور.
مشيا بخطوات متوازية ووصلا إلى حيث دفن كل منهما عزيزه.
هنا دفنت انكسارها وسكوتها وآلامها ومعاناتها
وهنا دفن كبرياءه وتعجرفه وغروره وبطشه.
شخص كل منهما ببصره ريثما حلقت بصيرتهما المسيٓرة لاستطلاع واستكشاف واستشراف المواقع الأبدية والأغوار الأمنية وأنفاق ودهاليز النفاق التي ارتاداها طيلة خمس سنوات مضت.
التفت اليها قائلا اشتقت إليك….
بحثت في عيناه المتعبة عن شعلة أو وميض يشعل أرضها الخصبة أو مرجها الأخضر الذي ازدان فور رحيله ونما.
مازال في عالمه يتخبط ويدور حول قدره كالفراش يدور حول النار
كادت ان تقول له كنت افكر بك كل يوم كنت أتساءل عن سبب هذا الهجران كنت اتمنى ان تتصل بي وكنت انتظرك بفارغ صبري
إلا أن كلماتها وقفت رهن إشارة عقلها أمام انغلاق ثغرها الأحمر وتراجعت للخلف.. ابتلعت كلماتها بابتسامه ..ضبطت أوتارها وإيقاع كلماتها وتردد ذبذباتها كي تتفلت من عفويته وفوضويته.
كان يبدو مصمما على نبش الماضي والعودة إلى نقطة البداية إلا أن المسار الحلزوني بالرغم من كونه دائري إلا أنه لا يعود مطلقا لنقطة البداية.
جمعت كل ذلك بنظرة وقالت له بعد صمت البوح وانا اشتقت اليك.
لكنه أدرك لياقتها وأدرك أن تشابك أرواحهما قد أفل.
رمقها خلسة وقال وصلت الرسالة..
أميرة سكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *