النجمُ العُماني الفيصل الزبير يتألّق في سباق 24 ساعة في سبا – فرانكورشان ويُسجّل الفوز بلقب فئة الكأس الذهبية وعلم السلطنة يُرفرف مشرقًا بعد الأمطار الغزيرة

النجمُ العُماني الفيصل الزبير يتألّق في سباق 24 ساعة  في سبا – فرانكورشان ويُسجّل الفوز بلقب فئة الكأس الذهبية  وعلم السلطنة يُرفرف مشرقًا بعد الأمطار الغزيرة

سجّل البطل العُماني الفيصل الزُبير نجاحًا جديدًا في مسيرته التسابقية بإحرازه الفوز بلقب فئة الكأس الذهبية في سباق كراودسترايك 24 ساعة في سبا – فرانكورشان، على متن سيارة “فريق المنار للسباقات” مرسيدس – أيه أم جي “جي تي 3 إيفو” من تحضير “فريق جيتسبيد”. وتقاسم الفيصل قيادة السيارة مع زملائه السائقين النمساوي دومينيك باومان والكندي ميكائيل “ميك” غرينير والسويسري فيليب إليس. وفي الترتيب العام النهائي، احتل الرُباعي المركز السابع.

وشكّل هذا السباق الجولة الثانية من تحدي فاناتيك جي تي العالمي أوروبا من “أيه دبليو أس” – كأس التحمُّل موسم 2024، وأُقيم على الحلبة البلجيكية الشهيرة، التي تُعد من أكثر الحلبات تطلُّبًا في رياضة السيارات. انطلق الفيصل من المركز الرابع في فئة

الكأس الذهبية، لكنه اتبع خطةً مثالية توافقت مع سقوط أمطار غزيرة، التي أثرت على وتيرة السباق في الفترة الليلية.

وقاد ميك السيارة في القسم الأخير من السباق، ونجحَ بإيصال السيارة إلى خطّ النهاية دون الوقوع بأية مشكلات أو مفاجئات في الدقائق الأخيرة للسباق، حيث اجتازوا 477 لفة، متقدمًا بفارق مُريح على أصحاب مركز الوصافة سائقي “فريق ساينتلوك للسباقات”.

على صعيد الترتيب العام، حقّق “فريق كامتويو للسباقات” فوزًا مُثيرًا بالسباق، في سيارة أستون مارتن “أيه أم آر جي تي 3 إيفو” قادها السائقون ماتيا درودي ونيكي ثيم وماركو سورنسن. وذلك بعد أن أغلقت سيارة لامبورغيني متعطلة مدخل خط منصات الصيانة لأكثر من دقيقة، وتراجع سيارة فيراري بألوان “أيه أف كورسي” في الترتيب العام إلى المركز الثاني بعد أن أمضت مدةً طويلة في صدارة السباق، حيث لم يتمكن السائق أليساندرو بيار غويدي من الدخول إلى منصات الصيانة.

وقال الفيصل: “كان سباقًا رائعًا بحقّ. لم نكن متأكدين كيف سيسير بادئ الأمر. لكن الحمد للـه، لدينا توليفة قوية من السائقين والفريق والسيارة ساعدتنا على تحقيق هذه النتيجة الممتازة. سعداء بما سارت الأمور عليه. كما كان سباقنا خاليًا من أخطاء تجاوز حدود المسار وكان زملائي سريعون في السباق”.

وتابع: “وضعنا نُصب أعيننا تحقيق الفوز بالسباق إجمالًا، وليس الفوز بلقب فئة الكأس الذهبية فقط، إنما إنهاء السباق في المركز السابع في الترتيب العام من أصل 66 سيارة شاركت في سباق تحمّل يمتد 24ساعة يُعدّ نتيجةً ممتازة ونعتزُ بها. وأسعدني تحقيق هذا الإنجاز تحت راية العُلم العُماني. وبالنظر إلى ما حققناه في المواسم القليلة الماضية فإن هذه النتيجة تُعد من بين الأفضل. كان سباقًا فوضويًا، إنه النسخة المئوية منه لذا فقد كان أكثر تميُّزًا. قدم فريقنا وسائقونا أداءً رائعًا”.

فيما يخص مُجريات السباق، اصطفت 66 سيارة على شبكة انطلاق النسخة المئوية على انطلاقة سباق التحمُّل العريق الذي يمتد 24 ساعة، والذي توقف لبضع سنوات فقط في أثناء الحرب العالمية الثانية.أنهى دومينيك اللفة الأولى في المركز الـ 11 في الترتيب العام والرابع في فئة الكأس الذهبية، خلف السائقين غلين فان بيرلو وجيم بلا وأرجون معيني. جديرٌ بالذكرأنه أُعيد فرش 80 في المئة من سطح المسار بطبقةٍ إسفلتية جديدة، ما أوفّرَ قوة تماسك أفضل على المسار في الأجواء الجافة. حافظ دومينيك على مركزه في أول نصف ساعة من السباق، ثم دخل إلى منصة الصيانة بعد 40 دقيقة، وتمكن من التقدم للمركز العاشر ما إن دخل منافسوه إلى منصات الصيانة، لينجح لاحقًا بالتقدُّم للمركز التاسع قُبيل مرور أول ساعة من السباق.

تولى الفيصل مهمة القيادة في القسم الثاني، وحافظ على المركز التاسع في الترتيب العام، والتقدُّم إلى المركز الثالث في فئة الكأس الذهبية. وتمكّن سائقو الفريق العُماني من التقدُّم إلى المركز الثامن في الترتيب العام بعد مرور أربع ساعات من السباق، لكنه تراجع إلى المركز الـ 22 في الترتيب العام، والثاني في فئة الكأس الذهبية بعد انقضاء الربع الأول من السباق.

استعاد الفريق العُماني وتيرته العالية بمرور الوقت، حيث عادوا بعد مُنتصف الليل إلى المركز الـ 11 في الترتيب العام والمركز الأول في فئة الكأس الذهبية طوال الفترة الليلية، وحافظوا على هذا المركز قبل انبلاج الفجر حيث هطلت أمطار غزيرة وتشكل الكثير من برك المياه على امتداد المسار، ما استلزمَ تدخُّل سيارة الأمان مدةً تجاوزت الساعتين والنصف للحفاظ على ظروف سباق آمنة للجميع.

وتمكّن “فريق المنار للسباقات” بعد مرور 15 ساعة من التقدّم إلى المركز الثامن في الترتيب العام مع تعزيز صدارته لفئة الكأس الذهبية. وليزيدوا تقدمهم في الترتيب العام إلى المركز السادس في الترتيب العام بعد مرور 18 ساعة من السباق واجتيازهم 335 لفة – أي ثلاثة أرباع السباق، وبفارقٍ كبير عن أقرب مُلاحقيهم في فئة الكأس الذهبية، ودخلوا في منافسةٍ مع سائقين فئة كأس المحترفين “برو”.

واصل الفريق العُماني الهجوم، حيث تولى فيليب مهمة القيادة قبل أربع ساعات على انتهاء السباق، حيث احتل المركز الرابع خلف سيارة بي إم دبليو من “فريق روي” وسيارة أستون مارتن من “فريق كامتويو” وسيارة بي إم دبليو من “فريق دبليو آر تي”. وصعد فيليب لصدارة الترتيب العام مع دخول السيارات أمامه إلى منصات الصيانة من أجل استبدال السائقين. بعدها احتل فيليب المركز السادس في الترتيب العام مع تبقي 2:50 ساعتين على انتهاء السباق، وسلّم مهمة قيادة السيارة إلى زميله ميك.

وتولى ميك مهمة القيادة في القسم الأخير من السباق، حيث تراجع للمركز الثامن، لكنه كان ما زال محافظًا على صدارة فئة الكأس الذهبية بفارقٍ مريح مع تبقي 2:25 ساعتين واجتياز 416 لفة، ونجح بالتقدم إلى المركز السادس في الترتيب العام مع تبقى ساعة واحدة فقط على انتهاء السباق، علمًا أنها شهدت رفع العلم الأصفر التحذيري على كامل المسار لمدةٍ وجيزة إثر توقف إحدى السيارات على المضمار.

وحافظ ميك على صدارة فئته في اللفات الأخيرة من السباق مُسهمًا في تحقيق “فريق المنار للسباقات” الفوز بلقب فئة الكأس الذهبية والمركز السابق في الترتيب العام للسباق.

هذا وازدانت سيارة “فريق المنار للسباقات” بحلةٍ لونية حصرية لهذا السباق. وخاض سائقو الفريق العُماني فترة تجارب حرة أولى، تبعها فترة تجارب حرة ثانية صباح يوم الخميس، وسجّلوا التوقيت الأسرع في الفترة بواقع 2:16.39 دقيقتين.

أُقيمت التجارب التأهيلية على أربعة أقسام، واحتل الفريق العُماني المركز الرابع في فئة الكأس الذهبية في القسم الأول، مع أفضل توقيت له 2:16.917دقيقتان، فيما سجّل “فريق سي إس أيه” أسرع توقيت. احتل الفريق العُماني المركز الرابع في فئة الكأس الذهبية في القسم الثاني من التجارب التأهيلية، مع أفضل توقيت لهم 2:15:891 دقيقتان. تكرّر ذلك في القسم الثالث مع احتلال المركز الرابع في فئة الكأس الذهبية، وسجّلوا أسرع زمن في القسم الرابع بتوقيت 2:15:981 دقيقتان. وبعد احتساب المُعدّل الإجمالي للأوقات في جميع الأقسام انتهى المطاف بسيارة “فريق المنار للسباقات” في المركز الرابع على شبكة الانطلاق في فئة الكأس الذهبية، فيما ذهبَ المركز الأول لسيارة أودي “آر 8” بألوان “فريق ساينتلوك”.

تَبِعَ ذلك فترة تجارب ليلية، ومن ثم فترة تجارب تأهيلية لقُطب الانطلاق الممتاز من المركز الأول يوم الجُمعة، ووضعت الفرق اللمسات الأخيرة على تحضيراتها في فترة التحمية الليلية.

وصلت الأمور ذروتها بانطلاقة سباق كراودسترايك 24ساعة في سبا فرانكورشان في الساعة 4:30 عصر يوم السبت الفائت (6:30 مساءً بتوقيت مسقط)، ، على الحلبة البلجيكية الشهيرة البالغ طولها 7.004 كيلومترات، وانتهى في نفس الوقت من يوم الأحد، الموافق 30 حزيران الفائت . جديرٌ بالذكر أن السائق البلجيكي جاكي إيكس، أسطورة سباقات السيارات، لوَّح بعلم الانطلاقة على خطّ بداية السباق.