ليلي الهمامي تدعو إلي حماية ” اللغة العربية ” من التهميش

ليلي الهمامي تدعو إلي حماية ” اللغة العربية ” من التهميش

ليلي الهمامي تدعو إلي حماية ” اللغة العربية ” من التهميش

كتب – علاء حمدي

سلطت الدكتورة ليلى الهمامي الخبيرة السياسية التونسية واستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن، الضوء على اليوم العالمي للغة العربية حيث أن اللغة العربية هي هوية وثقافة الشعوب العربية، وانها تعبر عن تعددية الثقافات والتاريخ المشترك في المنطقة وهي اللغة الرسمية لـ 22 دولة حيث يبلغ إجمالي عدد سكانها أكثر من 300 مليون نسمة، مما يجعلها واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم.

وأكدت الدكتورة ليلى الهمامي أهمية اللغة العربية اليوم في جمع شمل حكام المنطقة لثبات تواصلها واستخدامها وازدياد أهميتها بازدياد تداولها بين الشعوب الاخرى وتمسك الاجيال الجديدة بها وتجددها ومرونتها وازدياد رقعة مجالاتها، أهمية على حكام المنطقة تبنيها والاستقواء بها دون مزايدة عن منشئها الذي اختلف عنه المؤرخون وعلماء الاجتماع ذلك أن اللغة العربية تعد من أقدم واعرف اللغات في التاريخ، فأقدم نص عربي شمالي عثر عليه هو من أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد بعدما انفصلت اللغة العربية البدائية عن السامية الوسطى في وقت تلى تلك الحقبة. وتقول انه على الأرحام تكون اللغة العربية البدائية قد استعملت في جنوب لبنان وشمال شرق شبه الجزيرة العربية. ثم تكثر الدلائل عن اللغة العربية الشمالية القديمة في أواخر الألفية الأولى ق.م عبر نقوش في الأبجديات النبطية و‌الصفائية و‌الحسمائية.

وأضافت استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن انه قيل في وصف اللغة العربية : “أنا البحرُ في أحشائِهِ الدُرُّ كامنٌ.. فهل سألوا الغوّاصَ عن صَدَفاتي”، فلا اختلاف على عظمة هذه اللغة وتفوّق اللسان العربي في الفصاحة والبلاغة، ولا عجب أن العربيّة احتوت عصورًا من البيان والعلوم والشعر والنثر، ولا زالت قادرةً على التكيُّف والتبلور، واستيعاب كلّ جديدٍ في عصرنا هذا. في إطار ما ذُكِر، ونظرًا لكون العربية من اللغات الأكثر انتشارًا حول العالم، كان لا بد من تخصيص يومٍ للاحتفاء بها، والوقوف على خصالها وجمالها، فضلًا عن تعريف العالم بأهم كُتّاب العربية وشعرائها، ليبقى هذا الإرث حيًا وحاضرًا في الاذهان .

وأشارت استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن إلي إرتباط يوم اللغة العربية بقرارٍ صادرٍ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 18 ديسمبر 1973، نصّ على إدخال اللغة العربية ضمن مجموعة اللغات الرسمية المعمول بها في الأمم المتحدة، ذلك على الرغم من أن النسبة الأكبر من الدول الأعضاء في مجلس الأمم المتحدة تتحدّث بلغاتٍ أخرى غيرها. بناءً على ذلك القرار، اعتمدت اليونسكو اليوم العالمي للغة العربية عام 2012 للاحتفال بهذه اللغة سنوياً؛ انطلاقًا من رؤيتها المتمثلة في تعزيز تعدد اللغات وتنوع الثقافات تحت مظلة الأمم المتحدة، التي اعتمدت بدورها شعارًا متميزًا لليوم العالمي للغة العربية يرمي إلى توعية العالم بتاريخها المشرّف وأهميتها العظمى، ويتجلّى ذلك من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة والفعاليات المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أن اليونسكو تعتزم إقامة عددٍ من الفعاليات في مقرها في باريس احتفالًا بيوم اللغة العربية لهذا العام، وتضم تلك الفعاليات نخبةً من الشخصيات العالمية في مجال الأدب العربي والصحافة والإعلام والتدريس وغيرها من المجالات .

وقالت استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن : يشكّل اليوم العالمي للغة العربية أهميةً كبيرةً للكبار والصغار على حدٍ سواءٍ؛ لذا لا بد من المشاركة في ذلك اليوم والتعبير عن تقديرنا للغتنا الأم بشتى الطرق والوسائل، كما يتوجب على كافة شرائح المجتمع على مستوى الأفراد والمؤسسات احياءها، وهنا يجب التنويه إلى دور اليونسكو الكبير في مشاركاتها المؤثرة التي أسهمت في كشف الستار عن بعض القضايا المهمة المتعلقة باللغة العربية؛ مثل حلول بعض اللغات الأجنبية محلها في التواصل اليومي والمجال الأكاديمي، وحلول اللهجات العربية المحلية محل العربية الفصحى، وعليه من الواجب علينا أيضًا أن نكون جزءًا من هذه المشاركات الفعالة من مختلف المواقع .

وأكدت استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن أنه تتمتع الأسرة بدورٍ محوريٍ فيما يتعلّق بتنمية حب لغة الضاد لدى الأبناء وتنشئتهم على تقديرها وإتقانها والحرص على استخدامها ما أمكن ذلك. من أفكار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي تثري معلومات أبنائك وتنمي روح المنافسة لديهم؛ طرح الأسئلة المعرفية المتعلقة بقواعد اللغة ومفرداتها وتراكيبها والمحسنات البديعية في نصوصها والمزيد، مع تخصيص جائزة مميزة للفائز كإهدائه إحدى قصص أو كتب اللغة العربية ، التي يمكن شراؤها من أشهر المكتبات بالمدن التي توفر مجموعات كبيرة من الكتب القيّمة بأسعارٍ زهيدة، إلى جانب المكتبات .

وأضافت استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن : يتّخذ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في المدارس منحىً مختلفًا؛ نظرًا لاعتبار اللغة العربية مادةً أساسيةً في جميع المراحل الدراسية واعتمادها كلغةٍ رسميةٍ للتدريس، كما تتعدد الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لتذكير الطلبة بهذه المناسبة الرائعة وضرورة مشاركتهم فيها، فالقطاع التعليمي هو خير داعمٍ لها. ويوجد قائمة بأفكارٍ مميزة للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية في المدارس منها علي سبيل المثال : تخصيص فقرة في الإذاعة مدرسية حول أهمية تعليم العربية وتعلّمها وتنظيم مسابقة لأفضل قصيدة شعرية أو نصٍ نثري عن اليوم العالمي للغة العربية وأيضا عرض مسرحية هادفة حول أهمية لغة الضاد وكيفية حفظها من الزوال والاندثار وسط التغيرات والتحديات المستمرة وتزيين المدرسة والغرف الصفية بالجداريات واللوحات الإرشادية التي تضم عبارات التغنّي باللغة العربية وتخصيص جائزة للقراءة باللغة العربية تعطى للطلّاب المتميزين في قراءة الكتب العربية القيّمة وتدريب الطلبة على تنظيم عرض أو إلقاء نشيد عن اليوم العالمي للغة العربية ومشاركة المعلمين في توعية الطلّاب حول تاريخ اللغة العربية والخطر المحدّق بها في الوقت الحالي وضرورة الحفاظ عليها

وقالت أستاذة الأقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن : لا شك أن القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تعد بمثابة حلقة الوصل بين المعرفة والمتلقي، كما أن لها دورًا كبيرًا في نقل أخبار العالم جميعها وجعلها في متناول الجميع، تسهم هذه المنصات في توعية الجمهور المستهدف حول قيمة اللغة العربية وما تمثله بالنسبة للشعوب العربية؛ إذ إنها عاملٌ أساسي في توحيدها وتقريبها. وفي يوم اللغة العربية من كل عام، يمكن لكبار الشخصيات إلقاء كلمة عن هذا اليوم المميز بحيث يتم بثها في أشهر القنوات التلفزيونية، كما يمكن عرض حلقاتٍ تلفزيونية أو فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي من شأنها توضيح تسلسل الأحداث التاريخية والوقائع التي مرت بها العربية حتى آلت إلى ما هي عليه الآن؛ إذ إن لكل أمةٍ وحقبةٍ تاريخيةٍ أثرٌ في تطور اللغة وصقلها. من الأفكار الأخرى التي يمكن تطبيقها في ذلك اليوم نشر الصور التوضيحية التي تعبّر عن كلماتٍ عربيةٍ أصيلةٍ لا يألفها الكثيرون وتوضيح معاني كلٍ منها وكيفية استخدامها في سياق الحديث، أو التعريف بكبار الشخصيات الأدبية وأبرز الإنجازات التي قدمتها تلك الشخصيات وأسهمت في إثراء الحصيلة الأدبية باللغة العربية في الماضي والحاضر.

وختمت أستاذ الأقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن حديثها قائلة : تشمل نشاطات اليوم العالمي للغة العربية أيضًا المؤسسات والهيئات العامّة والخاصّة؛ إذ تتنوع أفكار المشاركة في اليوم العالمي للغة العربية 2022 التي يمكن لتلك المؤسسات تطبيقها؛ مثل تزيين مكان العمل باستخدام صور أو تصاميم عن اللغة العربية أو حتى عبارات وأشعار عربية جميلة، كما يمكن للجمعيات إلقاء ندوة عن يوم اللغة العربية شاملة لتفاصيل هامّة وحقائق حول العربية ومدى انتشارها وأصلها وما يميزها عن سائر اللغات في العالم، أو إقامة جلسةٍ حواريةٍ بين موظفي المؤسسة يشاركون فيها بعض المعلومات القيمة والجديدة، كما وسيكون من اللطيف من رؤساءها إلقاء كلمة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بحيث يشيدون بأهمية هذا الحدث؛ فهم خير قدوة لذلك. أما إن كان بعض الموظفين يتمتعون بموهبة الكتابة والتأليف بالعربية، فبإمكانهم أن يشاركوا زملاءهم لمحةً من كتاباتهم وأعمالهم؛ إذ لا وقت أفضل من يوم اللغة العربية لمشاركة تلك الأعمال الفنية والثناء على المميز منها.