كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) استهدافٌ للإعلاميين ومحاولاتٌ لحجب وصول الصورة الحقيقة إلى حيثما يجب أن تصل

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) استهدافٌ للإعلاميين ومحاولاتٌ لحجب وصول الصورة الحقيقة إلى حيثما يجب أن تصل

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)

استهدافٌ للإعلاميين ومحاولاتٌ لحجب وصول الصورة الحقيقة إلى حيثما يجب أن تصل

إعداد: ربا يوسف شاهين

هذه الحرب هذه المأساة المروعة لا يمكن أن تستمر وأن تتواصل لا يمكن يجب أن نتحرك جميعاً كل من موقعه من أجل أن تصل رسالتنا إلى حيثما يجب أن تصل

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

الأخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء

يطيب لي أن أخاطبكم مجدداً من رحاب مدينتنا المقدسة , القدس الأبية , القدس التي تحتضن أهم مقدساتنا , وتاريخنا , وتراثنا , و جذورنا عميقة في تربة هذه المدينة المقدسة .

القدس تتعرض في هذه الأيام لحملات احتلالية غير مسبوقة , تستهدف المقدسات , تستهدف الأوقاف , تستهدف الشخصيات الوطنية , التي يتم ملاحقتها و اعتقالها والتنكيل بها , في محاولة هادفة لإسكات المدنيين ومنعهم من أن يعبروا عن موقفهم تجاه ما يحدث في غزة , وتجاه ما يحدث في فلسطين كلها بشكل عام .

استهدافٌ للمسجد الاقصى ومنعٌ للمصلين من الوصول إليه , استهداف ٌ للأوقاف المسيحية استهدافٌ للحضور الفلسطيني الأصيل في المدينة المقدسة , و محاولةٌ بائسة و فاشلة , هدفها تهميش وإضعاف الحضور الفلسطيني الإسلامي والمسيحي في مدينتنا المقدسة والمباركة .

نلتفت من القدس واياكم إلى غزة , فنزيف غزة هو نزيف القدس , كما أن نزيف القدس هو نزيف غزة , ونزيف فلسطين كلها , ونزيف الأمة العربية كلها من المحيط إلى الخليج , كما انه نزيف كافة الأحرار في هذا العالم .

استهدافٌ للإعلاميين ، ومحاولات لحجب وصول الصورة الحقيقة ، إلى حيثما يجب أن تصل .

الاحتلال يخاف من الحقيقية ، ولذلك هو يستهدف الإعلاميين في غزة ، الذين من خلالهم تصل الصور المروعة لكل مكان في العالم ،

هذه الصور التي حركت شعوب الأرض ، هذه الصور التي حركت كل إنسان عنده قيم إنسانية أو أخلاقية ، وجعلت الكثيرين في هذا العالم يتحركون ، مطالبين بوقف هذا العدوان ، مطالبين بوقف هذه الحرب الهمجية .

نترحم على أرواح الشهداء ، ونذكر بنوع خاص الإعلاميين منهم شهداء الحقيقة، و نتمى شفاءً لكل الجرحى ولكل المصابين .

أهلنا في غزة أيها الأحباء ، يتعرضون للإبادة الجماعية ، و للتطهير العرقي ، والاحتلال يريد أن يمرر هذه السياسة ، وهذه الممارسات ، دون أن تصل الصورة إلى العالم ، يريدون حجب الحقيقة ، لا بل يسعون عبر إعلامهم لتشويه الصورة ، وتضليل الراي العام العالمي .

ولذلك فإنني أعتقد ، وهذا ما قلناه قبل أيام ، و نكرره اليوم ، كل وسائل الإعلام العربية ، وكل نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي ، وكل أولئك المختصين بما يسمى وسائل السوشال ميديا ، كل هؤلاء يجب أن يقوموا بدورهم ، من أجل إيصال الصورة الحقيقة لكافة شعوب الارض ، لأمتنا العربية بالدرجة الأولى ، ولكل شعوب الأرض يجب أن يعرف العالم ، أن في غزة ترتكب الجرائم المروعة بحق الإنسانية ، والاحتلال يسعى لحجب هذه الحقائق والوقائع ، لكي لا تصل إلى العالم .

◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

غزة تدمر، غزة تباد ، ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه بالكلمات ، حرب تجويع ، أطفال يموتون من الجوع ، عائلات تموت من الجوع ولكنهم أهلنا في غزة ، رغماً عن كل ألامهم و أحزانهم ومعاناتهم ، إنما معنوياتهم عالية ، و إرادتهم صلبة ، ولكن يجب ان يتحرك العالم يجب أن يتحرك العرب ، يجب أن يتحرك كل إنسان حر في هذا العالم ، من أجل وقف هذه الحرب ، هذه المأساة المروعة ، لا يمكن أن تستمر وأن تتواصل ، لا يمكن ، يجب أن نتحرك جميعا، ً كل من موقعه ، من أجل أن تصل رسالتنا إلى حيثما يجب أن تصل ، بضرورة العمل على وقف هذا العدوان ، و بضرورة العمل على حقن الدماء ، ووقف الدمار هذا الدمار الهائل الذي حل في غزة الأبية.

ايها الأحباء ، نتضامن مع الصحفيين المستهدفين ونقول بأن هؤلاء هم أبطال في الساحة ، يناضلون من خلال الكاميرا التي يحملونها ، من خلال الميكروفون الذي يستعملونه ، لكي يوصلوا آلام ومعاناة شعبنا إلى كل مكان ، هؤلاء هم أبطال ، هؤلاء هم أبطال بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، ولذلك هم يستهدفون وبطريقة بشعة و مروعة ، في إطار سياسة ممنهجة هدفها حجب الحقيقة ، ولكن لن يتمكن أحد من حجب الحقيقة .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

الحقيقة واضحة ، أن هنالك إرهاباً و عنفاً وقتلاً تمارسه سلطات الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل في غزة الأبية ، ما ذنب هؤلاء الأطفال لكي يموتون بهذه الطريقة المروعة ، ما ذنب هذه العائلات المسالمة لكي يتم تشريدها والتنكيل بها بهذه الطريقة المروعة ، ما ذنب أهل غزة الذين عاشوا نكبة 48 ما ذنبهم لكي يعيشوا نكبةً جديدة و تهجيراً جديداً و تنكيلاً مروعاً غير مسبوق ، ما يحدث اليوم في غزة حالة غير مسبوقة ، تكاد تضاحي ما كان يرتكب في الحروب العالمية ، وفي الحروب الخطيرة في هذا العالم .

أيها الأحباء جميعاً في كل مكانٍ في هذا العالم أيها الأحباء فلنرفع الصوت معاً و سوياً مجدداً ولن نألوا جهداً ولن نصمت من أن نرفع هذا الصوت ، مطالبين و مناشدين ، لعل رسائلنا تصل إلى حيثما يجب أن تصل ، بضرورة أن تتوقف هذه الحرب ، بضرورة أن يتوقف هذا العدوان

حقناً للدماء ووقفاً للدمار .