الإمارات تحتفي باليوم العالمي لأصحاب الهمم تقدير، دمج، واحترام بقلم المستشار الدكتور خالد السلامي

الإمارات تحتفي باليوم العالمي لأصحاب الهمم تقدير، دمج، واحترام  بقلم المستشار الدكتور خالد السلامي

الإمارات تحتفي باليوم العالمي لأصحاب الهمم تقدير، دمج، واحترام

بقلم المستشار الدكتور خالد السلامي

في زاوية من العالم حيث الشمس تلقي بظلالها على الرمال الذهبية والأبراج الشاهقة، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. هذا اليوم، الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، ليس مجرد مناسبة للتذكير بأهمية دمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، بل هو أيضاً تأكيد على التزام الإمارات بمبادئ المساواة والشمولية.

يبرز هذا اليوم الجهود المستمرة لدولة الإمارات في تعزيز حقوق ورفاهية الأشخاص ذوي الإعاقة. تبنت الدولة سياسات وبرامج متنوعة تهدف إلى دمج هؤلاء الأفراد بشكل كامل في جميع جوانب الحياة. من التعليم إلى العمل، من الرياضة إلى الفن، تسعى الإمارات لضمان حصول الجميع على فرص متساوية للنجاح والتميز.

يأتي الاحتفال بهذا اليوم ليذكرنا بأن الإعاقة ليست عائقاً، بل هي دعوة لاكتشاف قوة الإرادة والتحدي. تقف الإمارات اليوم كنموذج يحتذى به في تعزيز مفهوم الشمولية والاحترام للتنوع. إن الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة هو تأكيد على روح الإمارات في تقدير كل فرد وإبراز أهمية كل مساهمة في بناء مجتمع يسوده التفاهم والتكافل.

إن ذوو الهمم يمتلكون من الطاقة الكثير والكثير. بل إن لهم من الإبداع ما يعجز العقل عن إدراكه. ويمتلكون إصرارا فولاذيا نابعا من قلب يحب الحياة ويعشقها. إنهم بالفعل استثنائيون، لكن في طموحهم وعزيمتهم. هم أصحاب العزيمة، أصحاب الهمم، الذين استطاعوا أن يصنعوا المستحيل بعزيمتهم وحبهم للحياة. هم أولاء الذي لم يعتبروا الإعاقة نهاية لهم، بل بداية لطريق طويل، مملوء بالنجاح والتميز.

علينا ألا ننظر إلى أصحاب الهمم بضعف وشفقة، بل بفخر وحب. لا يحتاج هؤلاء منا إلا أن نفسح الطريق أمامهم ليسابقونا إلى المستقبل، وسنعجز نحن عن مجاراتهم. علينا أن نعلم أن أصحاب الهمم لم يكونوا يوما معاقين، إن المعاق هو هذا الذي يقف في طريق نجاح الأخرين. المعاق هو ذلك الذي فشل أن يدرك معنى التنوع في المجتمع. إن المعاق هو معاق الأخلاق والمبادئ.

التعليم والتوظيف يمثلان مجالين رئيسيين حيث تبرز جهود الإمارات في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة. في مجال التعليم، تتبنى المدارس والجامعات الإماراتية برامج تعليمية شاملة تراعي احتياجات هذه الفئة، مما يمكّنهم من الحصول على تعليم عالي الجودة. كما توفر الدولة فرص عمل متنوعة وتسهل عملية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، مما يعزز استقلاليتهم ويساهم في تحقيق ذاتهم.

كم أن الرياضة والفن هما قطاعان آخران يشهدان تقدماً ملحوظاً في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة. فعلى صعيد الرياضة، تنظم الإمارات بطولات وأحداث رياضية خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، مثل بطولة فزاع الدولية لألعاب القوى للمعاقين، التي توفر منصة للرياضيين لإظهار مهاراتهم وتحقيق إنجازات على المستوى الدولي. في مجال الفن، تتيح المعارض الفنية وورش العمل فرصة للأشخاص ذوي الإعاقة للتعبير عن أنفسهم ومشاركة إبداعاتهم مع المجتمع.

الدعم المجتمعي والتوعية العامة هما عنصـران حيويان في عملية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة. تقوم الجمعيات والمنظمات الإماراتية بحملات توعية واسعة لتعزيز الفهم والقبول لهذه الفئة داخل المجتمع. كما تقدم الدعم النفسـي والاجتماعي للأفراد وأسرهم، مما يسهل عملية التكيف ويزيد من فرص النجاح والتميز في مختلف المجالات.

فيا أصحاب الهمم، لكل منكم قصة فريدة، قصة تحدي وشجاعة، تكتبونها كل يوم بخطوات ثابتة وابتسامات لا تغيب. لا ترى العيون فقط ما تحققونه، بل تشعر القلوب بالطاقة والإلهام الذي تبثونه. أنتم مثال للقوة ليس فقط في مواجهة التحديات، بل في تحويلها إلى فرص للتألق وإثبات الذات.

في كل خطوة تخطونها، تتركون بصمة لا تُمحى في تاريخ الإنسانية. كونوا دائماً فخورين بما أنجزتموه، فكل إنجاز، مهما كان صغيراً في نظر العالم، هو في الحقيقة نجم يضـيء في سماء الإمكانات اللامحدودة. أنتم النور الذي يُضـيء دروب الأمل، والرسالة التي تُعلمنا أن لا حدود للعزيمة ولا سقف للأحلام.

أنتم لستم فقط أصحاب همم، بل أنتم أصحاب الهمم العالية التي تعانق السحاب، وتلامس نجوم الإبداع والإلهام. أنتم تُظهرون للعالم بكل عزف وخطوة أن الإمكانات لا حدود لها وأن كل تحدٍ هو بداية ألحان جديدة من النجاح والإلهام