رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة أخاطب الحكام العرب قائلا لكم : أن تعملوا من أجل وقف هذا العدوان وانتم قادرون على ذلك إن أردتم .

رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة  أخاطب الحكام العرب قائلا لكم : أن تعملوا من أجل وقف هذا العدوان وانتم قادرون على ذلك إن أردتم .

رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة

أخاطب الحكام العرب قائلا لكم : أن تعملوا من أجل وقف هذا العدوان وانتم قادرون على ذلك إن أردتم .

متابعة وإعداد /ربا يوسف شاهين

عشرة آلاف شهيد ويزيد في غزة دماء تهدر في كل ساعة لا يستثنى شيء

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء ، في صبيحة هذا اليوم ، وأمام هذه التضحيات ، وأمام هذه الدماء المسفوكة ، وأمام هذا الكم الهائل من الشهداء ، ناهيك عن  الخراب والدمار والتشريد والأحزان والآلام.

نقف متسائلين مع كل أولئك الذين يتساءلون إلى متى سوف تستمر هذه المعاناة ؟

إلى متى سوف تستمر هذه الحرب ، والتي يبدو انها ليست حرباً وليس عدواناً يستهدف فصيلا فلسطينياً بعينه بل هي استهداف للشعب الفلسطيني كله.

ما يحدث في غزة إنما هي جريمة ، وما يحدث في الضفة أيضاً  ، وما يحدث في القدس ، كلها جرائم تستهدف شعبنا الفلسطيني حيثما كان وأينما وجد.

غزة المنكوبة غزة الجريحة غزة التي تقصف في كل حين تحولت إلى حقل تجارب لكل الصواريخ والقذائف ، التي اوتي بها من أمريكا ومن غيرها من الأماكن لكي تستعملها السلطات الاحتلالية ، في قتل وتدمير كل شيء،  في غزة الأبية .

إن ما يحدث في غزة إنما يظهر الوجه القبيح لهذا الغرب وخاصة حكامه.

◾ وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

طبعا الحديث عن الشعوب في الغرب مسألة أخرى ، نحن نتحدث بنوع خاص ، عن الحكام في الغرب وخاصة في أمريكا وفي أوروبا وفي غيرها من الأماكن أولئك الذين يشاهدون ويتابعون ويعرفون أن هناك جرائم مروعة بحق الإنسانية ترتكب في غزة ولا يحركون ساكنا

يتفرجون علينا يتفرجون على هذه المعاناة وكأننا أمام مسرحية أو فيلم سينمائي في حين اننا لسنا في مسرحية أو فيلم سينمائي بل نعيش نكبة جديدة و تشريدا و تطهيرا عرقيا يستهدف شعبنا الفلسطيني و خاصةً في غزة الأبية.

الشعوب بدأت تتحرك ، بدأت تنتفض ، بدأت تقول ، إلى اين نحن ذاهبون؟

 ونحن نحيي هذه الشعوب التي تقول كلمة الحق في هذه الحقبة الأليمة و الحزينة على شعبنا الفلسطيني.

ماذا تريدون من غزة ؟ ماذا تريدون من غزة المنكوبة وشعبها المنكوب ؟

هذه سادس حرب تتعرض لها غزة قبل هذه الحرب الاخيرة كانت نسبة البطالة أكثر من 70% ومشاهد الفقر والدمار في كل مكان ،  أهل غزة كانوا يعيشون ، في وضع  اسوأ من العالم الثالث واليوم اتت هذه الحرب لكي تدمر ما بقي ولكي تشرد ولكي تقتل ولكي تستهدف المدنيين في غزة الأبية.

◾ واوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء يبدو أن المخطط هو تدمير غزة وتشريد أهلها ، في إطار مخطط شيطاني ، هدفه إحداث نكبة جديدة ،  نعم “نكبة جديدة” كما حدث عام 48.

 يريدون تشريد هذا الشعب يريدون إبعاد هذا الشعب عن وطنه وكان أهل غزة أمامهم خياران لا ثالث لهما إما البقاء في غزة والموت أو الرحيل عنها إلى سيناء أو إلى غيرها من الأماكن .

وأهل غزة قالوا كلمتهم  وهذا ما يقوله كل الفلسطينيون نحن باقون في وطننا باقون في أرضنا لن نقبل بالنكبة الجديدة ولن نقبل بالتشريد الجديد .

ولكن هنالك مسؤوليات ملقاة على عاتق أمتنا العربية حكاماً و شعوباً بضرورة أن يعملوا لوقف هذه النكبة .

      كفانا نكباتٍ و نكساتٍ ودمار وخراب

العرب إن أرادوا هم قادرون على وقف هذه الحرب ، العرب إن أرادوا ، هم قادرون على وقف هذا الدمار والخراب والتشريد والعدوان الهمجي.

◾وخاطب سيادة المطران عطاالله حنا:

أخاطب الحكام العرب ، قائلاً لكم :

تحركوا نصرة لهذا الشعب ، ما هو مطلوب منكم اليوم ، هو أن تعملوا من أجل وقف هذا العدوان وانتم قادرون على ذلك إن أردتم .

أما الشعوب العربية ، فنحن ، نحيي الأحرار من أبناء أمتنا ، الذين منذ اليوم الأول للحرب، رفضوا هذا العدوان ، وعبروا عن غضبهم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأبي الصامد في بلده وفي أرضه.

ولكن يبدو، أن ما تريده أيضاً السلطات الاحتلالية ، من خلال استهدافها للمدنيين ، وسياسة الدمار الشامل ، والخراب واستهداف كل شيء في غزة طبعا لا يستثنى دور العبادة والمستشفيات وكل شيء.

تسعى السلطات الاستعمارية الغاشمة ومعها من يدعمونها في الغرب لضرب إرادة الفلسطينيين.

يريدوننا هؤلاء المستعمرين ، أيها الأحباء يردون للفلسطينيين ، أن يكونوا غارقين في ثقافة اليأس والإحباط والقنوط ، يريدوننا أن نكون غارقين في ثقافة الهزيمة والاستسلام .

ولكن الفلسطينيون ، الذين يتعرضون إلى هذا الكم الهائل من القذائف والصواريخ ، والذين تمارس بحقهم أبشع الجرائم ، لن يرفعوا راية الاستسلام.

لن نكون غارقين في ثقافة اليأس والإحباط والقنوط ، لن نكون غارقين في ثقافة الضعف والاستسلام والقبول ، بما تريده هذه السلطات الاحتلالية.

ما هو مطلوب من الفلسطينيين في هذه الأوقات العصبية ، مزيدا من الصمود مزيدا من الرباط مزيدا من التشبث بالثوابت والانتماء ، لهذه البقعة المباركة من العالم.

فلسطين التي نحن ساكنون فيها ، ولكنها ساكنة في وجداننا ، وفي وجدان كل فلسطيني ، وكل عربي ، وكل إنسان حر في هذا العالم.

لا تستسلموا لثقافة الإحباط والقنوط والقبول بالأمر الواقع ، والتي تريدها منا السلطات الاحتلالية ، ليس فقط في غزة ، بل في الضفة وفي القدس وفي كل مكان .

◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

الفلسطينيون هم أصحاب قضية عادلة ، صحيح أننا نتعرض لكم هائل من المؤامرات ، ليس فقط بسبب الحرب في غزة ، وقبل هذا منذ وعد بلفور

ومنذ 48 و 67 وحتى الآن ، مؤامرات يتعرض لها الفلسطينيون من كل حدب وصوب ، والهدف منها النيل من عزيمتهم و إرادتهم وتصفية هذه القضية ، التي هي ليست قضيتنا كفلسطينيين فقط

طبعا هي قضيتنا بالدرجة الأولى ، ولكنها هي قضية الأمة العربية كلها ، وهي قضية كافة الأحرار في عالمنا.

نكرر مطلبنا في صبيحة هذا اليوم ، و نداءنا الذي نوجه إلى كل إنسان مسؤول في هذا العالم.

تحركوا من أجل وقف هذه الحرب ، تحركوا من أجل وقف هذا الدمار ، وهذا الخراب ، وهذا العدوان ، شهداؤنا بالآلاف ، الأطفال الشهداء اكثر من اربعة ألاف.

إلى متى؟ ماذا تنتظرون؟ ماذا تنتظرون؟

 كم هو عدد الشهداء الذين يجب أن يرتقوا لكي تتوقف الحرب ، كم هو عدد الأطفال الذين يجب أن يقتلوا لكي تتوقف هذه الحرب.

أناشدكم ، أطالبكم من القدس ، من رحاب أقدس مقدساتنا ، المسيحية والإسلامية ، من أقدس بقعة في العالم ، تجسدت فيها محبة الله للإنسانية كلها.

أناشدكم أيها الأحباء في كل مكان ، وخاصة كل إنسان مسؤول ، تحركوا من أجل وقف هذا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار