المطران ابراهيم احتفل بعيد الصعود الإلهي في معهد يسوع الملك

المطران ابراهيم احتفل بعيد الصعود الإلهي في معهد يسوع الملك

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بالذبيحة الإلهية في كنيسة معهد يسوع الملك في زحلة بمناسبة عيد الصعود الإلهي وعيد المعهد، وشارك سيادته في القداس رئيس الكلية الشرقية الأب الدكتور شربل اوبا والآباء شربل راشد والياس الخوري بحضور رئيسة المعهد الأم اميل جوزف الحاج شاهين والراهبات، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، النائب السابق الدكتور طوني ابو خاطر وعقيلته، ومدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعاد، المختار جوزف حوكو، مدراء المدارس في زحلة، اهالي الطلاب ومجلس الأهل وقدامى المعهد وحشد من المدعوين.

بعد الإنجيل المقدس كانت كلمة ترحيب من رئيسة المعهد الأم اميل جوزف الحاج شاهين قالت فيها:

” سيادة المطران ابراهيم ابراهيم رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك

نرحّب بكم في معهد يسوع الملك وتحديداً من أمام أيقونة المسيح الملك الذي ترعرع على التأمّل ببهاء محيّاه جميع تلامذة وخريجي هذا المعهد. وهو المثال الاعلى لكلّ العاملين ههنا.

نعلم أنّ تأمّل الحبيب يجعل المتأمّل يشبهه. لذلك ورغم الصعوبات الجمّة التي يمرّ بها القطاع التربوي عامة ومعهدنا خاصة، نستمرّ يإغناء المجتمع الزحلي وكلّ مكان يحلّ به أحد أساتذتنا وخرّيجينا، بثروات الايمان والأخلاق والعلم سواسيّة. فهذا المعهد جعل غاية وجوده السهر على توازن العلم والخلق والحياة الروحية لروّاده.

إنّنا لذلك نأتمنكم على حمل هذا  المعهد في صلواتكم وعلى تبنّيه وهو اصلا ولدكم- بين جهودكم للمحافظة على المؤسسات الملكية وانتشالها من كبواتها. كما اننا نؤكد لكم اننا نحملكم على الدوام في صلواتنا ونحن نعاين جهودكم المضنية  في خدمة الفقراء وتوجيه المقتدرين نحو الخدمة.

بارك الله جهودكم وشكراً على تلبيتكم الدعوة للإحتفال بالقداس في عيد ملك معهدنا.”

المطران ابراهيم كانت له كلمة بالمناسبة هنا فيها المحتفلين بالعيد وتطرق الى الوضع التعليمي الراهن فقال:

” الحضور الكريم مع الأم الرئيسة اميل جوزف وكل الراهبات.

هذا الحضور الكبير اتى ليكرّم تاريخاً عريقاً، تاريخ هذا المعهد المعطاء على الصعيد الثقافي والإنساني لمدة سنوات طويلة.

اتمنى لكم جميعاً وخصوصاً الأهل الذين يضنّون كل يوم في تربية اولادهم تربية انسانية فوق كل شيء ومن ثم تربية مسيحية وتربية اجتماعية وثقافية تليق بالكرامة التي اعطيت لهم كطلاب. معهد يسوع الملك يحمل هذا الإسم العظيم، اسم يسوع الذي يفوق كل اسم، وبه نكبر ونفتخر بالإيمان والمحبة لبعضنا البعض على مثاله هو الذي أحبنا حتى انه تحرك من علياء سمائه ونزل قبل ان يصعد.

القادة الحقيقيون هم في تحرك دائم، لا يجلسون على الكراسي فقط من ثم يديرون الناس وأمور العباد عن بعد، ولم يتعلموا من مثل يسوع االملك الذي ترك عرش السماء وأخلى ذاته آخذاً صورة عبدٍ، لذلك نجد اليوم في المكتبات المهمة، وفي الغرب بنوع خاص، في قسم الأعمال حيث نجد الكتب المتخصصة في ادارة الأعمال، نجد كتباً عن يسوع القائد المثال الذي منه تعلمت الأجيال، القائد الذي تحرك من السماء نحو الذين أحبهم وافتداهم بدمه الكريم، ليس فقط تحركاً لكن فداء ايضاً حتى الموت على الصليب.”

واضاف” الأم الرئيسة تحدثت عن فكرة جميلة ” نتحول الى ما نتأمل” . واذا تأملنا في هذا المعهد مثال المسيح يسوع الملك نصبح نحن بدورنا ملوكاً وملكيين حقيقيين، والملكيون ليسوا جماعة تقوم على العصبية وعلى الإنغلاق، لكن منذ تأسيس هذه الكنيسة كانت دائماً كنيسة منفتحة وقائدة لأنها تتحرك وتلحق ابناءها حتى في المغتربات من اجل اكمال عملية التبشير لمجد الله يسوع الملك، كان هناك بعد نظر لدى رؤسائنا في ذلك العهد اي منذ 200 عام ورغم كل الصعوبات لم يتوقفوا عن نشر الإنجيل في اوقات المخاطر التي اصابتهم على مثال مار بولس في الأسفار.”

وعن الوضع التعليمي الحالي قال المطران ابراهيم ”  نحن أحياناً نؤسر بالمفاهيم التي نعيشها اليوم لذلك نتحدث عن خطورة امكانية اقفال المدارس لأن الوضع الإقتصادي صعب جداً لكن لا ننسى ان هذا المعهد والكلّية الشرقية وكل المدارس التي لها تاريخ عريق في زحلة مرّت عليها حروب عديدة ولم تقفل ابوابها، بل بقيت بالرغم من كل الصعوبات، وهنا أطرح سوألاً : شخص كـ “سعيد عقل” انتجته هذه المدينة وهذا المجتمع الزحلي، اين درس؟ وما كانت وسائل التدفئة على ايامه ؟ لماذ ابدع بهذا الشكل؟ لماذا لم تعلو الأصوات بأنه ليس هنالك من تدفئة في حين كان التعليم تحت الشجرة؟ طالب العلم لا يوقفه شيء لا هو ولا أهله ولا معلّميه الذين يتابعون رسالة التعليم في اصعب الظروف، لذلك انا شخصياً لا استطيع اخذ اي قرار نيابة عن اي مؤسسة رهبانية او تعليمية لكن لا استطيع فهم فكرة ان يأتي وقت ونقفل مدارسنا. ممكن الإقفال يوم، يومين او اسبوع بسبب العاصفة والجليد، لكن ان نقفل مدارسنا فقط لأنه لم يعد هناك مردود منها، ومن قال ان مدارسنا فتحت من اجل المردود؟ المردود الأساسي في المدارس التي تحترم ذاتها هو التوزيع الثقافي والتعليم قبل كل شيء، عندها نكون قد استثمرنا في توزيع المواهب التي اعطانا اياها الله وتممنا رسالتنا التعليمية بحسب الإمكانيات المعطاة لنا. وهذه كلمات نراها في الإنجيل المقدس. ومن قال ان المواهب مرتبطة دائماً بالجيبة؟ كل الذين ابدعوا في التاريخ ابدعوا من لا شيء، لماذا اليوم اصبح العلم مرتبطاً بالجيوب؟ وهذا سؤال اطرحه.

ليكن الرب في عون المؤسسات التربوية وبنوع خاص الرهبانيات المقيدة بقيود قاسية جداً بقوانين كنسية ورهبانية تلزمهم بعدم جواز بيع ارض لإبقاء المدارس مفتوحة، لدينا صعوبات عملية وهذا امر اعترف به لكن علينا ان نجتمع كعائلة واحدة والا نرمي المسؤولية فقط على الراهبات والرهبان والمؤسسات التربوية. المشكلة لديها عدة اوجه ولا يمكن ان تعالج من جهة واحدة. يؤلمني جداً ان تأخذ مؤسسات قراراً بإقفال مدرسة، ونحن بعيدون عن هذا القرار في هذا المعهد العريق، واتمنى ان الرب الذي يصنع الأعاجيب الكثيرة يجترح اعجوبة جديدة. فشفاء المريض مهم جداً لكن الأهم هو ان يشفي الله جيلاً كاملاً من الجهل الذي يمكن ان يهدده، لذلك علينا ان نصلّي لكي يرحمنا الرب ويجد لنا حلاً في هذا البلد المغمور بالمشاكل والهموم، ومع المؤسسات المانحة نحاول اقناعهم بأن الطعام ليس كل شيء، فالمساعدة يجب ان تشمل القطاع التعليمي والإستشفائي ايضاً ، غريب امر هذه المؤسسات احياناً كثيرة يبعدون عن هدفهم الذي ينبع من الإنجيل والذي يجب ان يصبّ في رسالة الإنجيل. لا يجب الخوف من اعلاء الصوت وتصوب المسار، لأننا نعرف الأزمة جيداً اكثر منهم، نعرف اين هو الجرح النازف وأحد هذه الجراح المهمة في حياتنا اليوم هو الأزمة التعليمية التي سببتها ألأزمة الإقتصادية.”

وختم سيادته” ادعوكم في هذا العيد لكي نكون جميعاً الى جانب الراهبات اللواتي لديهن طاقة معينة للتحمل، وكلنا لدينا طاقة معينة للتحمل ولكن عندما نكون محاطين بأشخاص يحملون معنا الرسالة ويرفعون عنا الصليب مثل سمعان القيرواني يصبح درب الصليب اسهل.”

وفي حتام القداس بارك المطران ابراهيم القرابين والزيت والخمر والقمح ، وانتقل الحضور الى صالون المعهد حيث تبادلوا التهاني بالعيد.