ورقة علمية لمركز الزيتونة حول مفهمة الحالة الاستعمارية في فلسطين

ورقة علمية لمركز الزيتونة حول مفهمة الحالة الاستعمارية في فلسطين

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان: “مفهمة الحالة الاستعمارية في فلسطين: أُطر نظرية متعددة أم إطار استراتيجي مشترك”، وهي من إعداد الأستاذ هاني رمضان طالب.
وتهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على بعض المحاولات لفهم وتفسير الحالة الاستعمارية في فلسطين، التي تعددت بتعدد آراء الدراسين والباحثين، والتي أثارت سجالات نظرية مختلفة حول أي المداخل النظرية أو العدسات التحليلية أدق للنظر إلى واقع تلك الحالة. وأيهما أصلح؛ فتح الفضاء البحثي للإسهامات الفكرية المختلفة ومن ثم التعامل مع وجود أُطر نظرية متعددة في آن معاً، أم اعتماد إطار استراتيجي موحد تشترك فيه كافة المداخل؟
وتنبع أهمية الدراسة من كونها تمثّل محاولة لتقديم معالجة لإشكالية تعدد واختلاف الأطر النظرية الموظفة في سياق دراسة وتحليل الحالة الاستعمارية في فلسطين، الأمر الذي قد يترتب عليه تشتت الاستراتيجية الوطنية. وذلك، من خلال الدعوة إلى اعتماد إطار نظري استراتيجي مشترك، يشمل كافة الطروحات والنماذج النظرية والتحليلية الأخرى.
وذهبت الدراسة إلى عقد مقارنة بين حقليّ دراسات الاستعمار الاستيطاني، ودراسات “الأصلانية”، وذلك من أجل التعرف على أوجه الاتفاق والاختلاف، ومن ثم استيضاح دواعي وأسباب النقد والسجال النظري المُثار بينهما. واستعانت الدراسة بالأدبيات الفلسطينية والأجنبية المتاحة في هذا الحقل، للإجابة عن التساؤلات المثارة آنفاً، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الارتباط والتشابك بين التأطير النظري وصياغة الحلول العملية المناسبة للصراع المستمر منذ أكثر من قرن على أرض الواقع، التي لا فكاك منها في حالة قضية فلسطين.
وعملت الدراسة على مناقشة المسألة في قسمين اثنين، أولهما: يشمل استعراض طروحات وفرضيات إطارين نظريين، من أبرز أُطر تحليل الواقع الاستعماري في فلسطين، من أجل التعرف على أفكارهما، ثم التطرق إلى بعض أوجه النقد والسجال النظري الذي أثارته بعض إشكالات التوظيف والتطبيق الفعلي لهذين الإطارين. أما القسم الثاني، فتناول أهمية الخروج من حالة تعدد واختلاف الأطر النظرية في سياق دراسة الحالة، عبر اعتماد إطار نظري مشترك، يمثل استراتيجية أكاديمية مشتركة، مما قد يساعد في صياغة استراتيجية وبرنامج وطني موحد، يعمل على ترميم الحالة الكفاحية الفلسطينية بمختلف مستوياتها وتوجهاتها. وذلك، على افتراض ترابط وتداخل دوافع وغايات العمل النظري والعلمي الأكاديمي بالسياسي والوطني الفلسطيني.
ورأى الباحث أن تعدد الأطر التحليلية يستنزف الجهود ويضيع الأهداف، وبالتالي يشتت الاستراتيجية. كما رأى أن ذلك يشجع على التوجه نحو تبني مفهوم الفصل العنصري، إطاراً نظرياً استراتيجياً، تشترك فيه كافة الإسهامات البحثية، في مجال دراسة الحالة الاستعمارية في فلسطين.
وخلُصت الدراسة إلى أهمية تأطير هذا المشروع من خلال منظور استراتيجي، لا يتعارض مع الأطروحات النظرية الأخرى، إنما يكمل بعضها بعضاً، بما يحقق أفضل النتائج على المستوى الأكاديمي، ومن ثم على مستوى الفعل السياسي الفلسطيني، بما يتناسب مع آليات عمل المنظومة القانونية والسياسية للنظام العالمي في الوقت الراهن.