مطر: المعارضة ضعيفة بسبب عدم التوافق على مرشح يواجه فرنجية

مطر: المعارضة ضعيفة بسبب عدم التوافق على مرشح يواجه فرنجية

أعرب النائب إيهاب مطر عن أسفه لواقع الشلل في البلد بعد مرور عام على الانتخابات، نتيجة ممارسات الطبقة السياسية في ظل الشغور الرئاسي وغياب التشريع، وأبدى استعداده للتعاون مع الجميع من أجل مدينة طرابلس والشمال، حيث تركز مجموعته على إنماء البشر قبل الحجر.
وإذ شدد على أهمية الحراك الدبلوماسي السعودي في تثبيته حقيقة أن الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني، نبّه الى جوانب عدة عالقة في العلاقات اللبنانية – السورية في ضوء إعادة سوريا الى الجامعة العربية، داعيا الى علاقات ندية وسيادية حقيقية.
كلام النائب مطر جاء خلال برنامج “بالأول” الذي يبث عبر أثير إذاعة “صوت لبنان” 100.5 FM مع الاعلامي فادي شهوان.
وقال مطر: “منذ صدور نتائج الانتخابات كنت أبادر للتواصل مع كل نواب طرابلس لوضع كل اختلافاتنا السياسية جانباً، ونجتمع كنواب عن المدينة لنتحدث عن انماء مدينتا، خصوصاً أن هناك سنوات لا بل عقودا من الاهمال الممنهج وغير الممنهج، من قبل بعض الاشخاص من الداخل وبعض الجهات الخارجية”، محمّلاً الدولة المسؤولية عن اهمال مدينة طرابلس التي لديها كل مقومات النجاح لكي تكون مدينة سياحية واقتصادية من الطراز الأول.
أضاف: “مبادرتي كانت لمناقشة المواضيع الإنمائية، بحيث كان الاجتماع الاول في شهر حزيران، وكانت هذه الاجتماعات منسقة شهرية ودورية، ولمسنا نتيجة واستطعنا التوصل لبعض المقررات، وتمكنا من التواصل مع الجهات التي نحتاجها، لكن بعد الطعن الانتخابي في تشرين الثاني الماضي تم تغيير في المشهد النيابي، وفي شهر كانون الأول دعيت لاجتماع ولم يحضر سوى 4 نواب من أصل 8 وبالرغم من ذلك تواصلت هذا الاسبوع مع النواب كي نرى المزاج بما يخص الاجتماع المقبل وحتى هذه اللحظة لا يوجد جواب واضح عند الجميع”.
وبعد مرور عام على الانتخابات، أوضح أن البلد مشلول نتيجة الطبقة السياسية المتوفرة في ظل الشغور الرئاسي وغياب التشريع، كاشفاً أن هناك اقتراحات قوانين باتت جاهزة وحريصين ان تخدم الشعب اللبناني عموماً والطرابلسيين خصوصاً.
انماء طرابلس
أما على صعيد الإنماء في مدينة طرابلس في ظل غياب الدولة، فتحدث عن مبادرته الفردية عبر “مجموعة إيهاب مطر للتنمية” قبل فترة من ترشحه للانتخابات وهي تقوم ببعض الامور الإنمائية، وقال: “نعلم ان كل القطاعات بحاجة لتفعيل في طرابلس ولكن اهتمامنا بان يكون هناك انماء للبشر والحجر، والبشر قبل الحجر، وبالتالي من هذا المنطلق نركز في معظم نشاطاتنا الانمائية على القطاع التربوي (التعليم، تمكين المهارات، تحضير الطالب وتقويته…) ونفصل عملنا السياسي عن عملنا الانمائي ولا يهمنا الانتماء السياسي او الطائفي لاي فرد، ولكن لا أحد يحل مكان الدولة نحن نسد ثغرة صغيرة جدا في ظل غياب الدولة والدور الحقيقي لها”.
وبالنسبة لزيارته الأخيرة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري أوضح أن “الرئيس بري متمسك بأن ننتخب رئيسا قبل 15 حزيران وهذا مرتبط بصورة مباشرة بحاكمية مصرف لبنان، وهو حريص جدا على ان يكون انتخاب الحاكم المقبل بوجود رئيس للجمهورية”، مشدداً على أن “بري ملتزم بالمرشح سليمان فرنجية ولا بديل عنه، في المقابل أعربت له بأنني ما زلت متمسكاً بالمرشح النائب ميشال معوّض على الرغم من تراجع حظوظه عن المرحلة السابقة، ولكن حتى اليوم لا يوجد مرشح عليه اجماع من قبل المعارضة، ولا أعلم بأي خانة يمكننا وضع التيار الوطني الحر فهو اكثر المعارضين لفرنجية وفي المقابل لا يطرح اي مرشح اخر”.
وإذ أكد أنه حين يرى اجماعاً لدى غالبية النواب على رئيس لن يكون معارضاً، دعا “الفريقين المسيحيين الاكبر إلى طرح مرشح بديل عن فرنجية، ولتأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها، ولكن لا يمكننا ابقاء البلد في فراغ رئاسي لسنوات عدة وفي حال كان لديهما مرشح جدي ليخوضا المعركة”.
حراك السفير السعودي
وعن اللقاءات الأخيرة للسفير السعودي وليد بخاري، لاحظ أن “الملفت بالحراك السعودي الحالي أنه شمل اللقاء مع المرشح فرنجية، وفي السابق لم نكن نرى هكذا لقاءات ضمن جولات السفير، بل كنا نرى شبه عدم تواصل بين السفارة السعودية وبنشعي لكن رأينا اليوم تواصلا بالمباشر، تزامن مع تغير في المسار الاقليمي، واليوم نرى بعض الانفراجات في ما يخص العلاقة بين سوريا وجامعة الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية.”
ورأى أن “السفير بخاري نجح باعادة استحقاق رئاسة الجمهورية الى الداخل اللبناني ويقولها صراحة نحن غير معنيين بتسمية أحد، وغير معنيين باستثناء أحد، وما نقوله ان هذا الموضوع لبناني بحيث لا يوجد فيتو على اي شخصية ومنهم فرنجية، ولكن هذا لا يعني انه داعم لفرنجية وخير دليل انه في اليوم التالي كان هناك زيارة للمرشح ميشال معوض وفي اليوم نفسه لقائد الجيش جوزيف عون. وبالتالي هناك تواصل مع أكثر من مرشح لرئاسة الجمهورية ومع كل الافرقاء ولا ارى أي تحّيز للطرف السعودي لاي مرشح”.
ولفت الى أن “الكلام تعلق بان لا تكون هناك فترة زمنية بعيدة للتوصل الى الرئيس المقبل، وفي حال لم يتم انتخاب الرئيس توجد هناك امكانية للتوجه الى عقوبات من الدول العربية والاوروبية على لبنان. والمعارضة بدأت تخسر منذ طرحها الخطة ب وهذا ما قلص حظوظ معوض. وبالتالي إذا لم يكن هناك ترشيح جدي لمرشح يواجه ترشيح فرنجية هذا يعني ان موقف المعارضة ضعيف جداً”.
وتابع: “سنرى حركة ديبلوماسية قوية وكثيفة خلال الاسبوعين للضغط بالملف الرئاسي وانتخاب رئيس قبل 1 تموز بصورة خاصة اي موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، ومن الممكن ان نشهد تمديدا تقنيا لولاية الحاكم او ان تتخذ الحكومة خيارا اخر، وكل الاحتمالات واردة، لكن الحل لهذه العقبات هي بانتخاب الرئيس وهكذا نلغي اي فرضية لا تخدم البلد، خصوصاً انه في كانون الثاني ايضا تنتهي ولاية قائد الجيش العماد عون وكل هذه الاستحقاقات تتطلب انتخاب الرئيس اليوم قبل غد”.
ولاحظ أن “هناك محاولات من أكثر من طرف لتمرير Package معينة وأبرزها المبادرة الفرنسية المبنية على المقايضة لكنها لم تنضج بالطريقة الصحيحة، السؤال: لماذا نريد طرح هكذا مبدأ ولماذا يتم مصادرة رأي النواب والدخول بمبدأ المحاصصة؟ أرفض اي كلام عن محاصصة وان يكون اسم رئيس حكومة شرطا لانتخاب الرئيس المقبل فرئيس الحكومة يتم تكليفه باستشارات نيابية ملزمة وليس بالمقايضة”.
وأكد أنه ضد التمديد للانتخابات البلدية والاختيارية “ولو تواصل معي الزملاء النواب الذين قدموا طعناً كنت سأنضم إليهم في الطعون الدستورية المقدمة، خصوصاً انني صوتت من داخل المجلس النيابي ضد هذا التمديد. والموضوع مرتبط بالسياسة ومن مدد وقاطع الجلسة وطعن معظمهم لا يريدون الانتخابات البلدية، لأنهم يدركون ان الظرف غير مؤات لحدوث هذه الانتخابات، وكل الاحزاب السياسية لديها ثقة بانها لن تستطيع المحافظة على مكاسبها ومقاعدها، مع العلم ان الحكومة كانت جاهزة للقيام بالانتخابات، لذلك لا يجب ان نضع الملامة عليها، خاصة وان التمديد حصل من مجلس النواب وهو المسؤول عنه”.
التقارب العربي السوري
وتطرق مطر إلى التقارب العربي – السوري، فأوضح ان هذا الموضوع كان مفاجئاً نتيجة السرعة التي تمت فيها الأمور وذكّر بانه في “قمة الجزائر كان هناك رفض تام للحديث عن اي مشاركة لسوريا في القمة ولكن نرى ان السعودية تتجه على رؤية 2030 الداعية الى حيز أكبر من الاستقرار في المنطقة وعندما نريد استقراراً في المنطقة ككل نحن بحاجة لتصفية اختلافاتنا مع الجميع، وبما يخص الدول العربية نحن مع التضامن ووحدة العرب والقرار الجامع للعرب، وانا كنائب عن الأمة مع العلاقات مع سوريا من بلد الى بلد، وان لا يكون لبنان جزءاً من سوريا وزمن وصاية آخر وان يكون هناك احترام للسيادات”.
وأوضح أن “الشق السوري – اللبناني مرتبط بملفات عدة، أهمها ملف اللاجئين والأمور القضائية، لاسيما أن القضاء اللبناني لفت الى علاقة المخابرات السورية بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس لذلك نريد المحاسبة، وهناك الملف المتعلق بالحدود والتهريب اليومي عبرها ويجب وضع حد لهذا التفلت، وبالإضافة إلى الملف المتعلق باللبنانيين المخفيين قسراً وقسم منهم في السجون السورية، لذلك يجب حصول علاقة ندية وسيادية بين لبنان وسوريا”.
وقال: “لا اؤيد موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي حث الحكومة اللبنانية على الذهاب إلى سوريا… فاذا كانت هناك نية حسنة عند الطرف السوري ليتم التعاطي مع لبنان لماذا لا يزورنا الجانب السوري، ولماذا لا يأتي وفد من سوريا ويقصد الحكومة اللبنانية. يجب الغاء مبدأ زيارتنا الدائمة الى سوريا، توجد سفارات فليتم تفعليها وطالما يوجد هذه الجدية وحسن النية فليتفضلوا بزيارتنا ونحن نرحب بهم “.
وختم مطر: “طالما السيد نصرالله قام بتهنئة الحزب وسوريا على فوزهما بالحرب، لماذا لاتزال عناصره موجودة هناك؟ فليعودوا الى لبنان. واليوم يتوجب على سوريا وحزب الله ان يتشكرا المملكة العربية السعودية لأنها كانت القائد في عودة سوريا الى الجامعة العربية، وهي من اعطت الامل بعد الحرب كي يكون هناك استقرار أكبر في سوريا. وطالما لم يعد هناك حاجة لوجود ميليشيات خارجية ضمن سوريا فليخرجوا منها وليعترف الحزب بانه أخطأ في ذهابه الى سوريا، ويقول بانه يريد العودة الى الداخل اللبناني لتحسين واستقرار بلادنا ونبقيه على الحياد”.