المرتضى في اليوم العالمي للفرنكوفونية:الفرنكوفونية تأكيد على الإلتزام بالقيم وإحترام التنوع الثقافي في الدول الأعضاء وخصوصية كلّ دولةٍ من هذه الدول وتجارب مجتمعها وتوجّهاته وتضحياته

المرتضى في اليوم العالمي للفرنكوفونية:الفرنكوفونية تأكيد على الإلتزام بالقيم وإحترام التنوع الثقافي في الدول الأعضاء وخصوصية كلّ دولةٍ من هذه الدول وتجارب مجتمعها وتوجّهاته وتضحياته

رعى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السراي اليوم احتفالا في اليوم العالمي للفرنكوفونية وذكرى مرور خمسين عاما على انضمام لبنان الى المنطمة الفرنكوفونية، بدعوة من وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى والمنظمة الفرنكوفونية.بحضور المرتضى ، وزيري الاعلام والسياحة زياد مكاري، وزير وليد نصار، النائبين فريد البستاني وسيمون ابي رميا وسفراء فرنسا آن غريو والمغرب محمد كرين، وتونس بوراي لمام وشخصيات

ولفت وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الى انه:”اذا كانت المنظمة الفرنكوفونية قد عرّفت نفسَها عند تأسيسها بأنها جامعةُ الدول والحكومات الناطقة بالفرنسية،.فاعطى تعريفا اخرا للفرنكوفونية مستشهدا بما قاله الكاتب والباحث اللبناني قاسم محمد عثمان :”أعطاها تعريفًا آخرَ متميزًا، رأى فيه “أنها واقعٌ معاش ونمطُ تفكيرٍ وسلوكُ حياة قبل أن تكون إنخراطًا في نموذجٍ سياسي أو في كيانٍ جغرافي. فهي كيانٌ يتحرك فيه الإنسان ضمن تنوّعه العرقي والوطني والديني، وهي مكانٌ للتلاقي بين البشر ولتبادل المعلومات وتناقل المعرفة وتقاسم الثقافة. وهي إطارُ للتلاقح المثمرِ ولتقديرِ الحياةِ بالمعنى الإنساني والأخلاقي للكلمة. ولأجل ذلك كله، تعيش الفرنكفونية وتتطوّر وتترسّخ ضمن التعددية واحترام خصائص الآخر وخصوصياته واختياراته.”

وقال المرتضى:”هذه الحقيقة تعكسها بصورة واضحة رسالة الفرنكوفونية في عالم اليوم ويشرّفني يا دولة الرئيس أنّ أُعلن بحضوركم أنّ وزارة الثقافة في لبنان تتبنّى بصورةٍ كليّة هذا المفهوم للفرنكوفونية وتعمل بكلّ حرصٍ، بدعمٍ منكم والتزاماً بتوجيهاتكم، على أن يؤدّي لبنان دوره كاملاً في تحقيق رسالة الفرنكوفونية، وهي تأخذ بعين الإعتبار أن لبنان شريكٌ كامل وأصيل في العالم الفرنكوفوني وأنّ إسهاماته الإنسانية والفرنكوفونية متميّزةٌ جداً هذا اذا كان ثمّة نظيرٌ لها.”

مؤكدًا:”وأنّ موروثنا الثقافي اللبناني الغالي وحرصنا الشديد عليه يملي علينا أن نفرض الندّية فرضاً لا سيّما وأن طبيعة البعض تجنح في بعض الأحيان الى إستساغة محاولة ممارسة الفوقية أو الإلغائية هاتان الممارستان المقيتان اللتان تتجافيا كليّاً مع رسالة الفرنكوفونية والأهم أنهما لن تجديا معنا نفعاً.”

ومما جاء في كلمة المرتضى:”دولة الرئيس ،اصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكرام،
دولة الرئيس، على الرغم من جميع الأزمات التي نعبر فيها لا يزالُ لبنان يحيا فضاءً ثقافيًّا منفتِحًا متميّزاً جداً بسبب ما يختزنُه تراثُه وشعبُه من غنًى وحرية. فالتاريخ قديمُه والحديثُ يشهدُ على إسهاماتِ اللبنانيين حيثما نزلوا، في جميع ميادين المعرفة الإنسانية، بَدْءًا من اختراعهم الأبجدية ونقلِها إلى المقلبِ الآخرِ من حوض البحر الأبيض المتوسط، وصولًا إلى آخر إنجازٍ يحققونه اليوم في الفنون والعلوم وسواها.”

وأضاف وزير الثقافة:”وفي هذا الإطار المتنوّعِ المشارب والموارد تُشكّل الفرنكوفونية وقيمُها، جزءًا مهمًّا من الهويّة الثقافية للبنانَ البلدِ المتنوّع، بالإضافةِ طبعًا إلى العربية لغتِنا الأم، وسائر اللغات الأخرى التي يدأبُ اللبنانيون على تعلمها وإتقانِها واستعمالِها. ذلك بدأت إرهاصاتُه الأولى عندنا، منذ ثلاثة قرون على الأقل، عبر حركة استشراق من هناك، وتعلمٍ من هنا، والتمعَ أكثرَ بتأسيس جامعة القديس يوسف في بيروت، التي شكّلت نقطةَ إشعاعٍ فكريٍّ وعلميٍّ ناطقٍ بالفرنسيةِ اغتنى بها الشرقُ كلُّه. ثم ترسَّخَ في فترات لاحقةٍ من التاريخ الحديث والمعاصر، فتمثَّلَ باعتماد الفرنسية لغة تخاطبٍ وتعليمٍ أساسية في الجامعاتِ والمعاهدِ والمدارس الرسمية والخاصة، ولغةَ إبداعٍ أدبي وشعري لدى كثيرين من الكتاب اللبنانيين، حتى وصل لبنان بشخص الأديب الكبير أمين معلوف إلى اعتلاء أحد كراسي الخالدين في الأكاديمية الفرنسية.”

وتابع قائلًا:”وإذا كانت المنظمة الفرنكوفونية قد عرّفت نفسَها عند تأسيسها بأنها جامعةُ الدول والحكومات الناطقة بالفرنسية، فإنَّ كاتبًا وباحثًا لبنانيًّا هو قاسم محمد عثمان، أعطاها تعريفًا آخرَ متميزًا، رأى فيه “أنها واقعٌ معاش ونمطُ تفكيرٍ وسلوكُ حياة قبل أن تكون إنخراطًا في نموذجٍ سياسي أو في كيانٍ جغرافي. فهي كيانٌ يتحرك فيه الإنسان ضمن تنوّعه العرقي والوطني والديني، وهي مكانٌ للتلاقي بين البشر ولتبادل المعلومات وتناقل المعرفة وتقاسم الثقافة. وهي إطارُ للتلاقح المثمرِ ولتقديرِ الحياةِ بالمعنى الإنساني والأخلاقي للكلمة. ولأجل ذلك كله، تعيش الفرنكفونية وتتطوّر وتترسّخ ضمن التعددية واحترام خصائص الآخر وخصوصياته واختياراته.”

لافتًا إلى ان :”هذه الحقيقة تعكسها بصورة واضحة رسالة الفرنكوفونية في عالم اليوم ويشرّفني يا دولة الرئيس أنّ أُعلن بحضوركم أنّ وزارة الثقافة في لبنان تتبنّى بصورةٍ كليّة هذا المفهوم للفرنكوفونية وتعمل بكلّ حرصٍ، بدعمٍ منكم والتزاماً بتوجيهاتكم، على أن يؤدّي لبنان دوره كاملاً في تحقيق رسالة الفرنكوفونية، وهي تأخذ بعين الإعتبار أن لبنان شريكٌ كامل وأصيل في العالم الفرنكوفوني وأنّ إسهاماته الإنسانية والفرنكوفونية متميّزةٌ جداً هذا اذا كان ثمّة نظيرٌ لها، وأنّ موروثنا الثقافي اللبناني الغالي وحرصنا الشديد عليه يملي علينا أن نفرض الندّية فرضاً لا سيّما وأن طبيعة البعض تجنح في بعض الأحيان الى إستساغة محاولة ممارسة الفوقية أو الإلغائية هاتان الممارستان المقيتان اللتان تتجافيا كليّاً مع رسالة الفرنكوفونية والأهم أنهما لن تجديا معنا نفعاً. ”
واردف المرتضى:”فالفرنكوفونية يا دولة الرئيس ويا أيها الأصدقاء الحاضرين ليست وسيلةً إلى سيادة دولةٍ على غيرها ولا لغةٍ على أخرى ولا سياسةٍ على سياسة، لكنها تأكيد على الإلتزام بالقيم وإحترام التنوع الثقافي في الدول الأعضاء وخصوصية كلّ دولةٍ من هذه الدول وتجارب مجتمعها وتوجّهاته وتضحياته، وضرورة المحافظة على الموروث الحضاري العائد لكلٍّ منها، خدمةً للتعاون الإنساني والسلام العالمي الذي نأمل أن يتحقّق وأن تُسهم الفرنكفونية بتحقّقه عبر تبنّي الدول كافة المنضوية تحت لوائها لمبدأ العدالة لا سيما في منطقتنا وايضاً عبر وجوب بناء جسور التلاقي والتعاون بين الشعوب الحرّة على قاعدة النِدّية لا التبعية والحوار لا الإلغائية واحترام الآخر وتقبل خصوصياته وقيمه وعاداته وهواجسه المحقّة بمحبةٍ وانفتاحٍ ومراعاة”.

وختم وزير الثقافة كلامه :”دولة الرئيس برعايتكم الكريمة وروح التعاون الحريص عليها المكتب الإقليمي للفرنكوفونية في لبنان -الذي بالمناسبة هو من إنجاز حكومتكم – وتعاون سائر سفراء الدول الصديقة في لبنان، سوف نبذل في وزارة الثقافة كلّ الجهد بكلّ نيّةٍ صادقةٍ من أجل تحقيق رسالة الفرنكوفونية، وإذْ أتقدّم بالشكر الجزيل منكم يا دولة الرئيس على رعايتكم لهذه المناسبة أسمح لنفسي بأن أدعو باسمكم الى حضور الفعالية التي ستقام في قصر الأونيسكو في الحادي والثلاثين من هذا الشهر احتفالاً بالذكرى الخمسين لإنضمام لبنان الى الفرنكوفونية.

عاشت الفرنكوفونية، عشتم وعاش لبنان