نائب رئيس الحزب وائل الحسنية: لا بديل عن المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني ولن نتخلى عن ثوابتنا مهما تعاظم الحصار وسياسات الإفقار والضغوط بكلّ أشكالها

نائب رئيس الحزب وائل الحسنية: لا بديل عن المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني ولن نتخلى عن ثوابتنا مهما تعاظم الحصار وسياسات الإفقار والضغوط بكلّ أشكالها

احتفلت منفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الإجتماعي بالأول من آذار، مولد باعث النهضة أنطون سعاده، في قاعة الأمين عبدالله محسن بمكتب مديرية مشغرة.

حضر الاحتفال نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، ناموس مجلس العمد نزيه روحانا، ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي، عميد الدفاع علي عرار، عضو هيئة عمدة الدفاع نضال منعم، منفذ عام البقاع الغربي وسام غزالي وهيئة المنفذية، منفذ عام راشيا كمال شموط وهيئة المنفذية، مسؤولو الوحدات الحزبية التابعة لمنفذية البقاع الغربي، وجمع من الطلبة والأشبال المواطنين والقوميين.

الحسنيّة

تحدث في الاحتفال نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية فأشار إلى أننا “بإحياء ميلاد سعاده، نحيي ميلاد أُمّة، بعث فيها سعاده الحياة بعد أن كان أعداؤها قد دفعوها بإتجاه الزوال”.

وأكد أنّ “سعاده أسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي، على قواعد متينة، فكرية، عقائدية وصراعية، وفكر سعاده ومبادئ حزبه ومواقفه تؤكد صحتها وراهنيتها في زماننا هذا. خصوصاً لجهة تحذيره المبكر من الخطر الصهيوني قبل أن يحتلّ اليهود أرض فلسطين ويهدّدوا الأمة كلها”.

أضاف: “أنطون سعاده أعدّ حزبه لمحاربة العدو الصهيوني ولدفع الويل عن الأمة، كما أعدّ حزبه لمحاربة آفات الطائفية والمذهبية والاتنية التي هي أداة في يد القوى الاستعمارية لتفتيت وحدة المجتمع. ولذلك، حرص سعاده على التشديد على تحصين وحدة المجتمع، وحقوق متساوية لأفراده، على أساس الانتماء القومي.

وفي الشقّ السياسي اعتبر الحسنية، أنّ “ما يشهده لبنان من أوضاع مأزومة على الصعد كافة، هو بسبب نظامه الطائفي الذي يمنع انتقاله الى بلد مؤسسات والمواطنة. ولذلك، فإنّ الأزمة الحاصلة، ليست في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، بل في ذهنية المحاصصة الطائفية والمذهبية، التي شرعت الفساد والسمسرات وأنتجت مافيات وكارتيلات جشعة تمارس كلّ أشكال السرقة والاحتكار، وهذه حقيقة مؤلمة، حلها لا يقتصر على انتخاب رئيس جديد، بل المطلوب ذهنية جديدة تنهض بلبنان، لكن للأسف، لا نرى مؤشرات جدية لإدارة شؤون البلد بشكل سليم.

ولفت الحسنية، إلى أنّ الانقسامات في لبنان، ليست حول برامج وخطط ورؤى، بل هي انقسامات حول ثوابت لبنان وخياراته إن لم نقل أكثر، والدليل أن هناك من لا يريد لبنان قوياً بمقاومته ومعادلته الذهبية، في حين أنّ المقاومة هي التي جعلت من لبنان رقماً صعباً في معادلة المنطقة.

أضاف الحسنية: المقاومة التي نحن في صلبها، خيار لا بديل عنه في مواجهة العدو الصهيوني، واستهداف المقاومة هو استهداف لوحدة لبنان وكرامة اللبنانيين وعزتهم وتضحياتهم. وليس خافياً أنّ الذين يصوّبون سهامهم على المقاومة، هم أنفسهم الذين يروّجون لطروحات التقسيم تحت عناوين الفدرالية، وهذا ما نعتبره استهدافاً لوحدة لبنان.

وقال الحسنية: مهما تعاظم الحصار وسياسات الإفقار والضغوط بكلّ أشكالها، لن نتخلّى عن مقاومتنا ولا عن خياراتنا وثوابتنا.

وقال الحسنية، إنّ الكلام عن السيادة والاستقلال يجب أن يكون مقروناً بالعمل من أجلهما، لكن في حقيقة الأمر، لم نر في معركة الاستقلال سوى سعيد فخر الدين شهيداً وحسن عبد الساتر مدافعاً عن البرلمان، وهما إبنا مدرسة النهضة القومية، التي منها خالد علوان وسناء محيدلي ووجدي الصايغ وخالد الأزرق وعمّار الأعسر، وكلّ الاستشهاديين والشهداء القوميين الذي واجهوا العدو اليهودي وقاوموه وقهروه.

وأبناء مدرسة سعاده، هم الذين انتظموا نسوراً تحت راية الزوبعة الحمراء، وكتفاً الى كتف مع بواسل الجيش السوري يقاتلون الإرهاب ويقاومونه.

وشدّد الحسنية على أننا قاتلنا الإرهاب بكلّ مسمياته، وقدّمنا التضحيات الجسام، وأثمر قتالنا إلى جانب جيش تشرين دحراً للإرهاب ورعاته وانتصاراً لسورية. وأشار إلى أنّ “الحزب القومي كان أوّل من هبّ من أجل نصرة فلسطين في ثلاثينات القرن الماضي مع حسين البنّا وسعيد العاصي مع المقاومة في حيفا وعكّا ونابلُس وهذا كلّه من منهل أنطون سعاده”.

كلمة المنفذيّة

وكانت كلمة باسم المنفذية ألقاها ناظر الإذاعة أنطون سلوان وفيها قال:

في الأول من آذار، ولد أنطون سعاده الذي استبدل الكثير من المفاهيم البالية، العتيقة، الرثة، المدمّرة للمجتمع، المهشمة لوحدته، الهادرة لقدراته، بمفاهيم جديدة، راقية، علمية، مفاهيم تصقل إنساناً جديداً، قادراً على بناء مجتمع قوي، مجتمع موحد، مجتمع واثق من قدراته، مجتمع موجه طاقاته نحو المثال الأعلى.

أضاف: لقد عمل سعاده بكلّ جدّ وعزيمة صادقة وعلى أسس منهجية علمية دقيقة على معالجة نقاط الضعف في الأمة السورية وتعزيز نقاط القوة فيها فأكد “أنّ الصعوبات الخارجية تهون متى تغلبنا على الصعوبات الداخلية وتمركزت إرادة أمتنا في نظامنا. فالأمة المقسّمة من الداخل والمجزأة الى كيانات مفتتة وطوائف ومذاهب وإثنيات وعشائر وعائلات وأفراد هي أمة ضعيفة وهِنة معرّضة في أيّ لحظة للاختراق والاحتلال والإخضاع، ولكي ننتصر على التهديدات الخارجية لا بدّ لنا من أن نقوّي وضعنا الداخلي.

وقال سلوان: من مدرسة النهضة القومية الاجتماعية تعلّمنا أنّ “الإنتاج هو الأساس الهامّ للاقتصاد القومي. وبدون الإنتاج لا يمكننا مطلقاً التفكير برفاهية الشعب”. لذلك من الضروري العمل لتحقيق قوة اقتصادية تؤمّن اكتفاء الأمة السورية الذاتي وتحميها من التجاذبات المالية الخارجية وتقوّي موقعها الاقتصادي بين أمم العالم وتمكنها من منافسة أعتى القوى المالية العالمية وبشكل خاص من خلال استعمالها لسلاح النفط الانترناسيوني ذي الفاعلية الكبيرة.

من مدرسة أنطون سعاده تعلّمنا أهمية التربية والثقافة الصحيحتين في بناء الإنسان الجديد القادر على مواجهة المخاطر والتحديات لأنّ “الرمح المثقف هو الأصحّ للحرب من الرمح الأعوج، وقصد الثقافة أو التربية هو دائماً تقويم الاعوجاج وتوجيه قوى الحياة نحو الأفضل”. فالإنسان المثقف هو القادر على التمييز ما بين الأفكار الغريبة عن ثقافتنا وحضارتنا ونبذها، وبين الأفكار التي تتماهى مع ثقافتنا، خافضاً احتمالات نجاح أيّ غزو ثقافي للأمة.

وأردف قائلاً: في مدرسة أنطون سعاده تعلّمنا أنه “لا بأس أن نكون طغاة على المفاسد، لأنّ قضيتنا ليست إلا قضية الحق والخير والجمال وليست هي ما يحتمل أن يكون حقاً أو أن لا يكون”. وأنه من أولى واجباتنا مواجهة كلّ ما يعترض سبيل مجتمعنا نحو الفلاح، وأن  ننصر الحقّ لو بقينا الوحيدين من أنصاره وأن نواجه الباطل ولو بقينا وحيدين في هذه المواجهة، وأن نكون دائماً كالخضر، البعل، إله الشباب والجمال والقوة والانتصار على الأباطيل، نأخذ على عاتقنا مهمة منازلة أيّ تنين شرير وحماية مجتمعنا من براثنه السامة.

وأشار سلوان إلى أنّ سعاده أكد “بأنّ الحق القومي لا يكون حقاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما يدعمه من قوة الأمة، فمصلحة الحياة لا يحميها في العراك سوى القوّة، القوّة بمظهرها المادي والنفسي ـ العقلي،” إنّ أمم العالم الطامعة بخيراتنا وثرواتنا لا يمكن أن يردّها عن غاياتها التوسعية وأطماعها السقيمة إلا معادلات الردع التي ترعب الأعداء وتمنعهم من مجرد التفكير بالاستيلاء ولو على حبة تراب واحدة من تراب بلادنا الغالي.

وسعاده جسّد أقواله أفعالاً وناضل من أجل تحقيق هدف وغاية وضعها نصب عينيه دافعاً دماءه ثمناً من أجل تحقيقها.

وختم سلوان قائلاً: نعاهد سعاده في الأول من آذار بأنّ الشعلة التي أوقدها لن تنطفئ بل ستزداد توهّجاً جيلاً بعد جيل، نعاهده بأن نواصل المسير بكلّ قوة وعزيمة صادقة على طريق الحياة مهما كانت شاقة وطويلة ومهما واجهنا من صعوبات لأننا أبناء الحياة، لن نهدأ، لن نستكين، لن نتراجع قبل أن نحقق لسوريانا الحياة التي استشهد أنطون سعاده على طريق تحقيقها فنكون على قدر رهانه علينا.

ينال منعم

أمّا ينال منعم الذي عرّف الاحتفال فقال:

حلَّ آذارُ الولادة فأطلقت حنجرةُ الأمةِ صرخةً علتِ الأرضَ والسماء بكلّ ما فيها من كبرياءَ وعنفوان هاتفة ًتحيا سورية.

في الأولِ من آذار شقّتِ الأمةُ طريقَها نحو النّصرِ مثبتةً للعالمِ أجمع أنّ الحياةَ لا تكونُ إلا في العزّ، فزلزلَ سعاده التّرهّلَ الفكري، الثقافي، الاقتصادي والسياسي السائد مشعلاً فيه بركاناً وأطلق نهضة فكرية وعقائدية لانتشال الأمة من تحتِ أنقاضِ التخبّطِ، والتفسّخِ والانحلال.

فكان مشعالاً أضاء وعي السوريين القوميين الاجتماعيين معيداً بناءَ العقولِ بالعقيدةِ والمبادئ القومية.. بناءَ ما هدَمه الجهلُ والانحطاط، فكان أنطون سعاده أسطورةً خلّدها التاريخ وحفرت بين ثَناياه كلَ ما يُصْقِل النفسَ الإنسانية إلى مرتبةِ المثل العليا، مؤمناً بأمّةٍ عظيمةٍ جديرةٍ بالخلودِ والمجد. كيف لا وهو القائل إنّ الذين لا يقولون بأنّ سورية للسوريين وبأنّ السوريين أمة تامة يرتكبون جريمة تجريد السوريين من حقوقهم وسيادتهم على أنفسهم ووطنهم.

بيسان عزالي

تخلل الاحتفال عرض فيديو أعدّته منفذية حلب يحاكي الأول من آذار في ظلّ الزلزال المدمّر الذي ضربها. وقدّمت للفيلم بيسان غزالي التي قالت:

بعضٌ من أمّتي جريح، ظروفٌ قاهرة عصفَت بأبناءِ أمّتنا في الشمال السوري، كارثةٌ زعزعت الأمان، خاطفةً دفء الملاذِ وجنى الأحلام، فكانت قساوةُ الظروفِ الحالكة دافعاً لاستنفار دماء السوريين القوميين الاجتماعيين لنجدةِ أبناءِ أمّتنا في الكيان الشامي، متمسّكين بإرادةٍ واحدة للنهوضِ معاً من تحتِ الركام مستمدّين من جراحِنا شجاعةَ النسورِ التي لا يعيقُها أو يقفُ في سبيلِها شيءٌ في الوجود، فكما قال أنطون سعاده: “إنّ سلامتي لم تكن ولا تعني لي.. إنّ ما يعني لي شيء يمكن أن أتمسك به بكلّ قواي فهو مبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية”. لذلك، ومن أجلِ إحياءِ مولدِ باعثِ النهضة اخترنا أن نقاتل بآلامِنا عن جَرأةٍ بكلّ عزمٍ، وصلابةٍ وإيمان ليكونَ الأولُ من آذار رمزًا لعودةِ الحياة وتجددها، تلك الحياة التي لا نرضى أن نعيشَها إلّا بكلِّ ما فيها من حقٍ وخيرٍ وجمال.

غيداء غنام

وألقت غيداء غنام كلمة قالت فيها:

انطلاقًا من مقولة سعاده “أنا أموت أمّا حزبي فباقٍ” ولأنّ سعاده لم يعش الحياة ليرويها، بل ترك إرثاً عظيماً وإنْ غابَ جسدَه فقد دخل بوّابةَ التّاريخِ وأطلّ علينا شمساً تنيُر دربنا وتحملُ لنا معانيَ الشّهادة ومعاني جديدةٍ للحياة، فشكّلَ فكرُه حاجةً وخلاصاً لأمّتنا ومِنبراً لأرقى ما قد ينتجُهُ العقلُ البشري، بارزاً عقيدتِه على مسرحِ الحياة، عقيدةً تساوي الوجود، مطلقًا العَنانَ للنهضةِ السوريةِ القوميةِ الاجتماعية التي تعبّر عن عودةِ فاعليةِ الأمّةِ السورية و حيويّتِها إليها.

فيا أيها السوريون القوميون الاجتماعيون: إنّ الأمةَ بأسرِها، إنّ قضيتها، إنّ خيرَها كلَّه مربوطٌ بخفقاتِ قلوبِكُم ودورانِ دمائِكُم ومتانةِ اخلاقِكُم وإيمانِكُم، إنّ سورية كلها تنتظرُ سيرَكُم الظافر.

لذلك، إذا كانت لا توجد لنا قضية تعني كلَّ وجودِنا فلا حاجةَ بنا للقولِ بالحزب السوري القومي الاجتماعي.. نحن في الحزب لنا قضيةٌ تجمعُنا من أجلها نقف معاً ونصمدُ كلّنا معاً.