مركز الزيتونة يصدر كتاباً جديداً بعنوان "دراسات مستقبلية في العلاقات الدولية: نماذج تطبيقية"

مركز الزيتونة يصدر كتاباً جديداً بعنوان "دراسات مستقبلية في العلاقات الدولية: نماذج تطبيقية"

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات كتاباً جديداً بعنوان “دراسات مستقبلية في العلاقات الدولية: نماذج تطبيقية”، في 353 صفحة من القطع المتوسط، للأستاذ الدكتور وليد عبد الحي.

تناول هذا الكتاب الدراسات المستقبلية في العالم العربي وخصوصاً الأبعاد المستقبلية للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى موضوعات تغطي القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والصين والنظام الدولي بشكل عام، وقضايا أخرى لها تأثير عميق على مستقبل المنطقة العربية وبعض القوى المركزية في المنطقة.

قدّم الكاتب ستة عشر دراسة مستقبلية؛ حيث وظّف في كل دراسة تقنيات الدراسات المستقبلية، مشيراً إلى مراجع لمن يريد الاستزادة لمعرفة هذه التقنيات، ورأى أن الحكم على مدى نجاعة هذه الدراسات يفترض الانتظار إلى حين حلول موعد آفاقها المستقبلية، فإن تبين أن نتائج التحليل كانت ناجعة وسليمة تعمقت ثقتنا بالتقنية ومنهج التحليل، وإن تبين الوقوع في خطأ الاستشراف، استوجب تحديد مكان الخطأ في التقنية أو توظيفها، لكي يتم تدارك ذلك في الدراسات القادمة.

وتبرز أهمية هذا الكتاب في أنه يواجه الإشكالية العميقة في الحياة الدولية؛ ألا وهي مشكلة قدرة الأنساق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية على التكيف الإيجابي مع تسارع إيقاع التغير في كل هذه الأنساق. وكل تغير ينطوي على تداعيات تمس هذه البُنىْ من جوانبها المادية والمعنوية، بدءاً من الثقافة والقوانين والدساتير وشبكات الترابط بين المجتمعات وانتهاء بالاستقطاب بين العلم والدِّين وبين الثقافات الفرعية والقومية وثقافة العولمة، وذلك بدراسات مستقبلية هدفها الوقاية من صدمات المستقبل، بنوع من التكيّف الاستباقي مع القدرة على التنبؤ، عبر تقنيات ترفدها علوم الإحصاء والمنطق والفلسفة والرياضيات. وقد بدأ ميدان الدراسات المستقبلية يستقل تدريجياً بإنتاج تقنيات تجعل التنبؤ بالمستقبل أكثر دقة وأكثر تحييداً للرغبات النفسية والانحياز الأيديولوجي، وبدأت نظريات الدراسات المستقبلية تحقق تراكماً مهماً في مناهج البحث.

لكن الحكم على هذه التقنيات لا يتم إلا بنقلها للواقع التطبيقي، وهو ما عمل الكاتب على تكريسه في هذه الدراسات عبر ميادين متعددة في العلاقات الدولية سواء ما كان منها لقطاعات محددة أم كيانات سياسية محددة أم ما كان منها معنياً بمستوى أوسع، كالنظم الإقليمية أو النظم الدولية أو العولمة أو الظواهر الكبرى كالحروب والتحالفات واتجاهات الاقتصاد الكلي على المستوى العالمي أو التطور التكنولوجي…إلخ.

ومن أبرز العناوين التي تناولها الكتاب: مستقبل الاستقرار السياسي في “إسرائيل” سنة 2030، ومستقبل العلاقات العربية الصينية سنة 2030، والترتيب العربي في نماذج القياس الدولية وتداعياته المستقبلية، ومؤشرات العسكرة والاستراتيجيات الأمنية في الدول العربية، ودلالة ترتيب “إسرائيل” في نماذج القياس الدولية، والعقل السياسي الآسيوي والاستدارة العربية شرقاً، ومستقبل هضبة الجولان السورية بين المنظور الواقعي والمنظور القانوني، وآفاق السياسة الجزائرية بين التغيُّر والتكيُّف… وغيرها.

ونظراً لحداثة ميدان الدراسات المستقبلية في العالم العربي، وغلبة المنظور الحدسي على استشراف المستقبل، ونقص المعرفة في تقنيات الدراسات المستقبلية، فإن مركز الزيتونة يأمل من تقديم هذه الدراسة في تحفيز الدراسات العربية في مجال الاستشراف والقائمة على معرفة تقنيات هذا الميدان وكيفية تطبيقها.

إن علم الدراسات المستقبلية أصبح ميداناً معرفياً يتغذى على كل ما تثمره المعرفة العلمية المتجددة في كل ميادينها، ومن يلقي نظرة على جداول أعمال ومشاريع المختبرات في العالم يدرك وبشكل لا لبس فيه أن العالم مقبل على تحولات أعمق كثيراً مما يبدو على السطح، وبأسرع كثيراً من ما نتوهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *