ورقة علمية لمركز الزيتونة حول الديبلوماسية الرياضية: مونديال قطر نموذجاً

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان: “الديبلوماسية الرياضية: مونديال قطر نموذجاً”، وهي من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي.
ورأى الباحث أن الديبلوماسية الرياضية تشكّل أداة سياسية في أحد أبعادها، إذ أنها توظّف العلاقات الرياضية الشعبية لفتح قنوات لعلاقات رسمية، خصوصاً بين الدول المتعادية أو التي بينها علاقات ضعيفة. وغالباً ما ترافق البعثة الرياضية دوافع غير مباشرة، منها عرض السياسة الخارجية للدولة، عبر قنوات مختلفة، ونقل رموز الدولة وثقافتها للمجتمعات الأخرى، كما أنها تعزز معرفة المجتمع المحلي بالمجتمعات الأخرى أيضاً. بالإضافة لكونها تعزز العلاقة بين الحكومة والنوادي والهيئات الرياضية، وتحقق بعض المصالح الاقتصادية والإعلامية والأكاديمية داخلياً وخارجياً. ورأى الباحث أن حجم المخاطرة في الديبلوماسية الرياضية قليل، وتكلفتها في الغالب ليست عالية، لكنها تعطي نتائج أكبر من تكلفتها.
ودعت الدراسة إلى عدم التهاون بالديبلوماسية الرياضية، وإنشاء أقسام في بعض وزارات الخارجية للديبلوماسية الرياضية، وفتح أكاديميات ومؤسسات لهذا النمط الديبلوماسي. كما أوصت بعدم التعالي على الموضوع الرياضي من جانبه السياسي، واغتنام الفرصة إن كانت الوسيلة الرياضية تحقق غاية سياسية.
ولاحظت الدراسة مدى فاعلية الأنشطة التعريفية بفلسطين وقضيتها، واستخدام المونيال منبراً لها، وانتشار الأعلام والكوفيات الفلسطينية وسط الجماهير. غير أنها من جانب آخر، رأت في الحضور الشعبي الإسرائيلي إلى قطر خرقاً نحو مزيد من التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي؛ لأنه سيفتح الباب أمام الانتقال من التطبيع الرسمي إلى التطبيع الشعبي حتى وإن واجه هذا التطبيع بعض العراقيل، إذ أن حضور آلاف الإسرائيليين في شوارع وفنادق ومدرجات ملاعب كرة القدم ولمدة تقارب الشهر يعكس حسب رأي الباحث بداية لتنسيق أمني ينتقل نموذجه مما تقوم به السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى حمايتهم في المدن العربية سواحاً أو تجاراً أو سياسيين أو عسكريين.