ألمؤتمر التأسيسي” هل أصبح جاهزاً ؟ د. ليون سيوفي باحث وكاتب سياسي

تُثير هذه العبارة الرعب في نفوس أغلب القوى السياسية اللبنانية، ومن المعروف أنّ تقسيم الصلاحيات المعمول به حالياً سيتغيّر في النظام الجديد بعد هذا المؤتمر ما يعني أنّ المكاسب ستتبدّل، وموازين القوى لن تكون لصالح من كان منتصراً بعد اتفاق الطائف والدوحة، وهناك قلق وخوّف من أن يكون المؤتمر التأسيسي الجديد هو بداية لنهاية المناصفة ، وبداية للمثالثة في ظلّ الأوضاع الحالية.
والجميع يراهن أنّ أيّ تغيير في النظام الحالي لا يمكن أن يكون إلا على حساب المسيحيين ووجودهم في الدولة والسلطة..

أما البعض من تيارات أخرى فهم خائفون أن يؤدي هذا المؤتمر إلى انفجارٍ جديدٍ في البلد ومزيدٍ من الفوضى..
ومن جهة أخرى أيضاً هناك من يقول أنّ النظام بحاجة ماسّة إلى تطوير..
هل حقاً نحن بحاجة لهكذا مؤتمر ؟
أعتقد أنّنا ما نحن بحاجة إليه هو برفض هذه الطبقة التي تحكمت بمصيرنا وأوصلتنا إلى الافلاس السياسي والاقتصادي ، بعد أن فقد المواطن ثقته بالدولة ومؤسساتها بعد الازمة المالية وتكاثر الفساد في الوطن ..
وأثبتت الطبقة السياسية الحاكمة أنّها عاجزة و ممتنعة عن فكّ احتجاز المصارف لأموال الناس، وعن محاسبة الرؤساء والوزراء والفاسدين ..
بعض السياسيين في الحكم بدل من أن يبحثوا عن حلول جذرية للأزمة تعيد بعضاً من الثقة وتصلح بعضاً ممّا تحطّم وتطلق خطّة إصلاحيّة جدّية، ابتدعوا سبلاً لتخدير الشعب، من خلال وعود كاذبة واهية بمستقبل أفضل كعادتهم ..
في النهاية من سيدفع ثمن هذا المؤتمر ؟
هل الشعب بعد حرب أهلية أم هناك من سيكون ضحية يضحى به من أجل الاسراع بهكذا مؤتمر؟ …