قيادة “القومي” اجتمعت برئاسة حردان وأكدت الوقوف إلى جانب الناس :نؤيّد الدعوة للحوار كسبيل وحيد للوصول إلى قواسم مشتركة تحفظ الاستقرار وتصون الوحدة
عقدت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي لقاءً برئاسة رئيس الحزب الأمين أسعد حردان بحثت خلاله الأوضاع الاجتماعية ـ الاقتصادية في لبنان، والحالة المعيشية الصعبة التي ينوء تحت وطأتها السواد الأعظم من اللبنانيين.
وصدر بعد اللقاء البيان التالي:
إنّ تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية، خلق واقعاً خطيراً بحيث لم يعد بمقدور الناس الحصول على أدنى مقوّمات الحياة، من غذاء ودواء وطبابة وتعليم وغيره. وإنّ استمرار هذا الواقع على ما هو عليه، ينذر بالانهيار، ما يشكل تقويضاً للأمن الاجتماعي الذي هو أساس الاستقرار.
وإذا كانت العوامل الخارجية قد فعلت فعلها في إيصال البلد الى هذا الواقع، فإنّ القوى الخارجية لم تكن لتحقق مبتغاها، لولا وجود عوامل داخلية ساعدت في جعل البلد يتأثر بمفاعيل الضغوط والحصار.
إنّ مؤسسات الدولة المعنية، تتحمّل مسؤولية مباشرة، فلو أنها قامت بواجباتها، لكان الوضع أقلّ سوءاً، لكنها للأسف تخلت عن دورها على جميع الصعد، وأعطت الوقت الكافي لسريان مفاعيل ما خطط له الخارج.
وإذ يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقوفه الى جانب الناس وحمل قضاياهم، فإنه يرى أنّ مطالب الناس لا تتحقق بثورات غوغائية غبّ الطلب، استخدمتها جهات وقوى معروفة لتحقيق أهداف الخارج، فأوصلت لبنان الى المربع المكشوف على كلّ احتمالات الخطر، وقد استفادت من سياسات اقتصادية تكفلت بضرب قطاعات الزراعة والصناعة والإنتاج، ومؤسّسات نأت بنفسها عن تحقيق الإنماء المتوازن وتخلت عن أبسط الواجبات تجاه المواطنين.
ويرى الحزب، أنه في ظلّ الانقسام السياسي الحاصل في لبنان، تتعذر الحلول ويصعب كبح الأزمات الاقتصادية والسياسية، لذلك، على القوى السياسية كافة، أن تذهب الى الحوار سبيلاً لإنتاج الحلول والخروج من الأزمات.
وعليه، فإنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يؤيد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار، ويرى فيها مخرجاً وسبيلاً لجلوس الجميع على طاولة واحدة والوصول الى قواسم مشتركة تصبّ في مصلحة لبنان وتحفظ استقراره وتصون وحدته الوطنية. وهذا يتطلب من الأفرقاء إرادة جدية وصادقة، واجتناب المصالح الجهوية والفئوية.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن موقع الحرص على تثبيت دعائم الوحدة، ورفض كلّ أشكال الانقسام بكلّ عناوينه، يشدّد على ضرورة القيام بكلّ ما هو مطلوب للخروج من الأزمات وإنجاز الاستحقاقات، رأفة بالبلاد والعباد.
إنّ أولى الاستحقاقات انتخاب رئيس للجمهورية يقسم على احترام الدستور، في المحافظة على وحدة لبنان وسلامة أراضيه ويصون علاقاته مع محيطه القومي. ولكن، إلى الآن لا نرى خطوات جدية، فعلى ضفة نرى أوراقاً بيضاء تحرص على التفاهم والاتفاق على رئيس يحترم الدستور، وعلى ضفة يستمرّ وضع العصي في عجلات جلسات الانتخاب.
انّ المطلوب رئيس للجمهورية، مؤتمن على الدستور، ولا بدّ من الحوار للوصول الى إنجاز هذا الاستحقاق، وتشكيل حكومة جديدة وتفعيل عمل المؤسسات، كي لا يضيع لبنان في مهبّ عاصفة الأطماع والأخطار.