ورقة سياسات لمركز الزيتونة تدرس الآفاق والمسارات المتوقعة للمقاومة في الضفة الغربية

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة سياسات بعنوان: “المقاومة في الضفة الغربية.. مساراتها وآفاقها، وهي من إعداد الباحث الأستاذ ساري عرابي.
   عرضت الورقة لحالة المقاومة القائمة في الضفة الغربية، وحلّلت مساراتها الراهنة والقريبة، سعياً إلى فهم أفضل وأكثر دقة لهذه الحالة، وذهبت الورقة إلى اعتبارها حالة كفاحية مفتوحة ومستمرة منذ سنة 2014، وقد أخذت دفعة جديدة بعد معركة سيف القدس” في أيار/ مايو 2021، وبعد سلسلة عمليات مؤثرة في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل وأيار/ مايو 2022، ما أفضى إلى أنماط جديدة من العمل المقاوم، واجهها الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من البطش.
   ومن ثم عرضت الورقة أهم عناصر التثوير الذاتي والموضوعي لحالة المقاومة، وأهم عناصر الكبح الذاتي والموضوعي، وعلى ضوء ذلك عرضت السيناريوهات المحتملة لمآلات المقاومة.
   وحصرت الورقة هذه السيناريوهات في ثلاثة، أرجحها أن تستمر المقاومة في موجات أخرى تأخد أشكالاً متنوعة تنسجم موضوعياً مع المسار الطويل لموجات المقاومة منذ ثمانية أعوام، دون التحوّل إلى انتفاضة واسعة، لغياب الشرط الموضوعي الأهمّ للانتفاضة الواسعة، إلا إذا حصلت مفاجآت أسهمت سريعاً في توفير هذا الشرط، وهو موقف السلطة الفلسطينية، بينما تستبعد الورقة سيناريو التوقف الكامل لموجات المقاومة.
   واختتمت الورقة بالإشارة إلى السياسات المتوقعة لمجمل الفاعلين في المشهد الفلسطيني، من إسرائيل” بأجهزتها ومستوياتها الأمنية والعسكرية، مع تحليل ما يمكن أن تسلكه حكومة بنيامين نتنياهو القادمة، إلى إعادة تكثيف عرض خيارات السلطة الفلسطينية ومسؤوليات المقاومة الفلسطينية إزاء ذلك كله.
   وأوصت الورقة بضرورة خروج السلطة الفلسطينية من مسارها الراهن، الذي وصل بالقضية الفلسطينية إلى ما تسميه قيادتها بالأفق المسدود، وذلك أولاً بالكفّ عن سياسات التنسيق الأمني والاعتقال السياسي، ثم الاستناد إلى وحدة وطنية على قاعدة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وفي حال لم تغيّر السلطة من سياساتها، وهو المتوقع، فينبغي على فصائل المقاومة أن تتنبه لما يمكن أن تستثمره السلطة لاحتواء حالة المقاومة القائمة بالأدوات الناعمة أو الخشنة.
   كما اوصت بتكثيف مساعي تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، لا سيّما مع ما هو محتمل من سياسات بطش وتوسع استيطاني من حكومة بنيامين نتنياهو القادمة، التي يتعمق فيها نفوذ الجماعات الكاهانية وجماعات الصهيونية الدينية.
   كما دعت الورقة فصائل المقاومة إلى مراجعة أساليبها في البحث عن سبل تتجاوز بها العقبات التي تحول دون قدرتها على تطوير بناها في الضفة الغربية، أو تعزيز دعمها لكوادرها في الداخل، بالإضافة إلى تطوير أدوات التعبئة والإعلام، والعمل لحشد جماهير الأمة على القضية الفلسطينية.