الصحافي والكاتب السياسي غسان جواد محاضرا في الغازية بذكرى تأسيس القومي: لا مستقبل لهذه البلاد ولا حلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خارج فكر أنطون سعاده

الصحافي والكاتب السياسي غسان جواد محاضرا في الغازية بذكرى تأسيس القومي: لا مستقبل لهذه البلاد ولا حلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خارج فكر أنطون سعاده

أحيت منفذية صيدا ـ الزهراني ـ جزين في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيس الحزب فأقامت محاضرة في مكتبها ببلدة الغازية بعنوان “دور المقاومة في زمن التحولات” قدّمها الصحافي والكاتب السياسي غسان جواد.

تقدّم الحضور الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي ـ عضو المجلس الأعلى حنا الناشف، عضو المجلس الأعلى قاسم صالح، المنفذ العام محمد غدار وأعضاء هيئة المنفذية، الأمين علي عسيران وعدد من مسؤولي الوحدات.

كما حضر ممثلون عن حزب الله وحركة أمل ومؤسسة السيد محمد حسين فضل الله والمنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

حديب

بداية النشيدان اللبناني ونشيد الحزب الرسمي، ثم ألقى عدنان حديب كلمة قال فيها:

السادس عشر من تشرين شمسنا المعمّدة بدم الشهادة تتعانق فيها المادة والروح. إنه ولادة لأمة جديدة لا ترضى القبر مكاناً لها تحت الشمس. إنه ولادة لإنساننا الجديد الذي إذا كان لا بد له من الموت فإنه يُقدم على الموت بجرأة الواثق المؤمن يموت واقفاً ولا يركع.

يقول سعاده: منذ تلك الساعة انبثق الفجر من الليل، وخرجت الحركة من الجمود، وانطلقت من وراء الفوضى قوة النظام. منذ تلك الساعة نقضنا بالفعل حكم التاريخ وابتدأنا تاريخنا الصحيح تاريخ الحرية والواجب والنظام والقوة تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي.

في سنة 1932 أسس أنطون سعاده الحزب السوري القومي الاجتماعي كخطة نظامية معاكسة للخطة الصهيونية، وعمل على تأسيس الجيش القومي لتحرير جنوب الأمة فلسطين داعياً القوميين الاجتماعيين للانخراط في صفوف المقاومة.

ومنذ مطلع الثلاثينيات شارك القوميون في العديد من المواجهات ضد اليهود، وسقط للحزب العديد من الشهداء على أرض فلسطين، وكان للحزب دور ريادي مشرّف في جميع مراحل الصراع. وفي العام 1982 أثناء الاجتياح اليهودي للبنان أطلق الحزب شرارة المقاومة مستهدفاً مستعمرات العدو بصلية من الصواريخ مسقطاً مقولة (سلامة الجليل)، كما أجبر العدو على الانسحاب من بيروت بعد عملية الويمبي البطولية، وكرّت سبحة العمليات. وكان للحزب دور محوري في قيادتها مع مختلف القوى الوطنية في مواجهة المحتل حتى إجباره على الاندحار من معظم الأراضي اللبنانية.

غدار

وألقى منفذ عام صيدا الزهراني ـ جزين محمد غدار جاء فيها:

يحتفل اليوم الحزب السوري القومي الاجتماعي بعيد تأسيسه التسعين الذي بدأ عام 1932 حيث أضاء المؤسس انطون سعاده شعلة الحقيقة فرسّخ مفهوم الأمة بتحديدها وبيّن الأهداف والوسائل لتحقيقها لبناء الإنسان الجديد، فاكتسب القوميون في عقيدتهم معاني نضالية وصراعية ووجودية في وجه المشروع الاستعماري الذي قسَّم بلادنا من خلال سايس بيكو عام 1916 ووعد بلفور المشؤوم عام 1917.

ويطلّ هذا العيد وبلادنا في ظل الأخطار، وفي ظل حالة من التجزئة الروحية والمادية والحافلة بكل أنواع الأحداث والتطورات التي شكلت مفاصل مهمة في تاريخ بلادنا الحديث كان فيها الكثير من الومضات المشعّة الثقافيّة منها والسياسيّة والتي أنارتها تضحيات الشهداء الذين حملوا قيم الفداء بأجمل ما ترمز إليه من روحيّة أخلاقيّة عالية شكلت فارقاً في مسيرة الأمة لأن أزكى الشهادات شهادة الدم وإن الشهداء هم طليعة انتصاراتنا الكبرى”.

وأضاف: “ما زالت أمتنا اليوم في عين العاصفة، وبالرغم من الحصار الاقتصادي المطبق علينا من قبل الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في المنطقة، فإن المقاومة وحلفاءها يواجهون محاولات الهيمنة والسيطرة والإرهاب والفساد وإن أبطالنا المقاومين في فلسطين لم يستكينوا في انتفاضتهم ضد الاحتلال اليهودي الغاصب منذ 1948 وما العمليات النوعية والبطولية وآخرها البطل محمد مراد إلا تأكيد أن المقاومة هي الخيار الأوحد.

في لبنان هناك فراغ رئاسي والمطلوب انتخاب رئيس للجمهورية يكون ملتزماً بوثيقة الوفاق الوطني خصوصاً لجهة العلاقة المميزة مع الشام وتحقيق كل المندرجات الإصلاحية وفي مقدّمها إلغاء الطائفية”.

وختم قائلاً: “إن لبنان عصيّ على التطويع ولن يستسلم لمشيئة محاصريه ونحن مع مطالب الناس المحقة، فقيام الدولة المدنيّة القادرة والعادلة ضروريّ لتجنيب لبنان الوقوع في فخ التقسيم وتحويله الى دويلات طائفية وفدراليات مذهبية وهذا ما يروّجه البعض تحت عناوين ومسمّيات مختلفة”.

جواد

ثم تحدّث الصحافي والكاتب السياسي غسان جواد فاستهلّ محاضرته بالقول:

“ونحن نحتفي بالعيد التسعين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، نتوجّه بالتحية إلى روح الزعيم انطون سعاده مؤسس هذا الحزب الذي بيّن حقيقة هذه البلاد وعيّن طريق خلاصها بوضع أسس دفع الويل عن شعبها. وأنتم أيها القوميون درة التاج وملح الأرض وعليكم ومعكم تبنى البطولات المؤيدة بصحة العقيدة”.

وقال: أقول لكم وللجميع لو لم يكن الحزب السوري القومي الاجتماعي موجوداً وجب علينا أن نعمل على وجوده، ولو لم يكن فكر أنطون سعاده موجوداً لكان هنالك نقص كبير في شخصية هذه البلاد. ونحن بعد سنوات من النضج ومن التجربة والخبرات نكتشف اليوم بأنه لا مستقبل لهذه البلاد ولا حلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خارج فكر أنطون سعاده”.

وأضاف: “قد تكون كيانات “سايكس بيكو” أصبحت أمراً واقعاً وهويات وطنية نتعامل معها، ولكن هذا لا يمنع ان نعود الى جذورنا وعمقنا الاستراتيجي في سورية والعراق وفلسطين وفي كل المنطقة بحيث إن أزماتنا التي بدأت باحتلال فلسطين لن تنتهي الا بتحرير فلسطين كل فلسطين وباكتشاف شخصيتنا الحقيقية”.

ولفت إلى أن “التحديات التي تستهدف بلاد الشام قديمة، والصراع قديم ويتجدّد اليوم عبر مشاريع غربية “إسرائيلية” أميركية ترمي إلى حماية أمن “اسرائيل” والسيطرة على النفط والثروات، وهذا ما تنبه إليه باكراً الزعيم إنطون سعاده، وكتب عنه موصفاً بدقة المخاطر على سورية الطبيعة لا سيما الاخطار الصهيونية والتركية والوهابية. وهو الذي أشار الى ان الحركة الصهيونية دائرة على محور غير طبيعي، لكن إجراءاتها سائرة على خطة نظامية دقيقة، وإذا لم تقم في وجهها خطة نظامية أخرى معاكسة لها كان نصيبها النجاح. لذا أسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليشكل الخطة النظامية المعاكسة”.

وقال: إن بلاد الشام لها شخصيتها وهي دوائر تتسع، هي مزيج من كل الأعراق والحضارات التي انصهرت في حضارة واحدة، والزعيم انطون سعاده تحدث عن قومية اجتماعية شكلت الهوية الحضارية لبلاد الشام.

وأردف جواد قائلاً: من المضحك جداً أن نسمع دعوات من  بعض دول الخليج بعودة لبنان الى عروبته، هذه دعوات في غير محلها، فنحن في لبنان لسنا مع العروبة الوهمية بل مع العروبة الحقيقية، وقلب العروبة النابض هو سورية”.

وتابع قائلاً: عندما انهارت علاقة بعض العرب بسورية انهارت علاقة لبنان بهم، لذلك نرى أن المدخل الطبيعي لإعادة الاعتبار لهذه العلاقات، هي ترتيب البيت العربي على قواعد التعاون والتساند، وان المعيار الحقيقي بالنسبة لنا هو فلسطين، فمن يتآمر على فلسطين ويتخلّى عن قضيتها لا يمت الى العروبة بصلة”.

واستطرد جواد: إن سورية هي العمق الاستراتيجي للبنان، والرئة التي يتنفس منها، فسورية بقيادة الرئيس البطل والشجاع الدكتور بشار الأسد خاضت معركة حاسمة في مواجهة حرب ارهابية كونية عن فلسطين ولبنان كل الأمة، وبقوة الجيش السوري ومساندة أصدفاء سورية وحلفائها انتصرت على الإرهاب لتؤكد بأن هذه البلاد وعلى مرّ التاريخ لن تهزم، مهما تعرّضت للحروب والاجتياحات والمؤامرات”.

وقال: إن الحرب الكونية على سورية لم تستهدف إسقاط سورية بوصفها حاضنة للمقاومة وحسب، بل استهدفت تصفية المقاومة، وتحضير الموقف لكي تذهب كل هذه البلاد مستسلمة نحو التطبيع مغ العدو “الاسرائيلي”، غير أن صمود سورية والمقاومة أسقط أهداف الحرب، ومثلما صمدت سورية وانتصرت فإن المقاومة أرست معادلة توازن الرعب مع العدو، وإن الرسائل الأمنية والعسكرية التي تلقتها “اسرائيل” تؤكد مدى قوة محور المقاومة وقدرته على تحقيق الانتصارات”.

وختم: في ذكرى التأسيس وفي سياق الحديث عن بطولات الجيش السوري والقوى التي وقفت الى جانبه، نتوجه بالتحية الى القوميين الذي قدّموا تضحيات في هذه المعركة وفي هذه الحرب عبر نسور الزوبعة الذين كانوا يقاتلون وقدموا شهداء ولي شخصياً اصدقاء منهم وعلى رأسهم الشهيد البطل أدونيس نصر.