كرّم الناجحين في مدرسة الإمام الحسين (ع) في سحمر فضل الله: مسؤوليتنا التكافل ومد الجسور بعدما قسموا الوطن وسرقوا موارده
رعى العلامة السيد علي فضل الله حفل التكريم الذي أقامته مدرسة الإمام الحسين (ع) في بلدة سحمر البقاعية لتلاميذها الناجحين في الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة بحضور
حشد من الفاعليات الدينية والسياسية والتربوية والثقافية والاجتماعية والبلدية والاختيارية وأهالي الخريجين والمكرمين.
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم فالنشيد الوطني اللبناني، ثم قدم طلاب المدرسة نشيداً من وحي المناسبة تلاه كلمة للخريجين بعدها كانت كلمة أولياء الأمور ألقاها حسن منعم، تلاها كلمة مدير المدرسة الحاج حسين عبدالله ومن ثم القى العلامة فضل الله كلمة عبر في بدايتها عن سعادته الكبيرة لرعايته هذا الحفل مشيرا إلى أننا نلتقي مجددا في واحدة من المؤسسات التي بنيت من أجل الإنسان ولصقله علميا وتربويا وإيمانيا ليكون عنصرا فاعلا في وطنه وفي مجتمعه.
وأشاد سماحته بهذه الصورة النموذجية التي تعيشها هذه المنطقة وما لقاؤنا هنا إلا لنؤكد في رحاب هذه المؤسسة التي أنشئت على قواعد التلاقي والحوار والانفتاح على قيمة الوحدة الحاضنة للتنوع بين الأديان والطوائف والمذاهب والثقافات لافتا إلى أن هذا الحضور لكل مكونات هذه المنطقة يشكل تعبيرا حقيقيا عن هذه الروح الإنسانية الني يعيشها بين أبناء هذا الوطن والتي نريدها ان تعمم إلى سائر المناطق.
وقال: نحن دائما ندعو إلى تعزيز القواسم المشتركة والتفتيش عن نقاط اللقاء الكثيرة التي تجمعنا كأديان ومذاهب ومناطق، فنحن لا نريد حوار الشكليات والمجاملات التي عهدناها في هذا الوطن بل الحوار الصادق والجاد الذي نترجمه على أرض الواقع، ومن هنا فإننا نثمن كل المبادرات التي تنطلق من أجل تعزيز هذه القيمة وتقف في وجه كل من يريد اشعال الحرائق الطائفية والمذهبية ويسعى لبث روح التفرقة والانقسام والعبث بوحدتنا الداخلية أما مسؤوليتنا جميعاً فهي ان نكون الإطفائيين لكل هذه الحرائق.
واكد سماحته ان هذه المؤسسات تحمل في مضمونها الرسالة التي تريد احتضان هذا التنوع الذي أمنت به وجعلته من أهم أهدافها، فهي لم تنطلق في يوم من الأيام من خلفيات مذهبية أو طائفية بل كانت منطلقاتها وتطلعاتها إلى المشتركات الأخلاقية والوطنية والإنسانية، التي تجمعها مع الاخرين، وهي كثيرة فيما القيادات أو المشاريع الفئوية هي التي تصنع مشاكلنا حين تتجاهل كل هذه المشتركات التي تؤكدها الأديان لتركز على نقاط الاختلاف وتضخمها، وتبلغ بذلك هدف تركيز زعامتها وقيادتها تحت شعار حماية الطائفة والمذهب وما إلى ذلك ما انعكس توترا وانقساما وتعصبا وتقوقعا ساهم في زيادة الشرخ والتنازع بين اللبنانيين .
ودعا سماحته إلى ضرورة تضافر الجهود بين أفراد المجتمع وبين المؤسسات، للتخفيف من الأزمات المعيشية الحادة التي يعيشها الناس في هذه المرحلة الصعبة ، فنحن معاً نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات والأزمات التي يعانيها الوطن ومسؤوليتنا في التكافل والعطاء لا تنحصر ضمن إطار ضيق سواء مذهبي أو طائفي أو سياسي بل لا بد ان تشمل كل محتاج وفقير، لاسيما بعد ان بات أكثر اللبنانيين يعيشون هم تأمين لقمة العيش، ومن يعجز عن ذلك اصبح يتسكع على أبواب السفارات باحثا عن تأشيرة سفر حتى يهرب من جحيم هذا الواقع الذي وصلنا إليه بسبب فشل إدارة من يتولون مواقع السلطة، الذين نهبوا البلاد، وعطلوا مؤسسات الدولة بسبب صراعات على السلطة والنفوذ حتى بتنا نعيش الشغور في موقع الرئاسة وفي الحكومة وهذا الانحدار على مختلف المستويات محذرا من التداعيات السلبية لهذا الشغور.
وطالب سماحته من يتولون المسؤولية إلى الخروج من انانياتهم وحساباتهم الضيقة والخاصة إلى فضاء الوطن حتى يبقى لأهله معتبرا ان الرهان يبقى على هذا الجيل الذين يمزج بين العلم والقيم والأخلاق ومد الجسور والانفتاح لبناء هذا الوطن على أسس أفضل.
وتوجه بالشكر إلى إدارة المدرسة من معلمين واداريين مقدرا جهودهم التي تكللت بهذا النجاح وهذه النتائج شاكرا الأهالي لتعاونهم ووقوفهم إلى جانب أبنائهم وللطلاب سعيهم ومثابرتهم لأنهم هم الأمل الباقي في انقاذ هذا الوطن ومن ثم تم توزيع الشهادات على الخريجين.