ندوة الكيمياء السنوية في الجامعة الأميركية في بيروت كرّمت أحد رموز الجامعة مخلوف حدادين

ندوة الكيمياء السنوية في الجامعة الأميركية في بيروت  كرّمت أحد رموز الجامعة مخلوف حدادين

كرّمت الجامعة الأميركية في بيروت هذا العام الراحل البروفسور مخلوف حدادين في ندوتها الكيميائية السنوية التي تحمل اسمه، ومنحته بعد الوفاة ميداليتها، محتفلة بخدمته المتميّزة فيها والتي دامت سبعة وخمسين عاماً. وقد استمرّت الندوة ليومين، وحضرها خبراء من جميع أنحاء العالم. وقدّم تسعة كيميائيين مشهورين عالمياً محاضرات مرجعية بإسم مخلوف حدادين.

 

ويُعتبر مخلوف حدادين من الإداريين الأطول خدمة في تاريخ الجامعة، وقد ولد في معن في الأردن، والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت بمنحة دراسية كاملة وحصل على البكالوريوس في الكيمياء في العام ألف وتسعمئة وسبعة وخمسين، والماجستير في العلوم بعد سنتين. وبعد التحاقه بجامعة كولورادو في بولدر، نال الدكتوراه في الكيمياء العضوية في العام ألف وتسعمئة واثنين وستَين وأجرى أبحاثه لما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد قبل أن يعود إلى جامعته الأم، الجامعة الأميركية في بيروت، ليجعلها بيته. وخلال سبعة وخمسين عاماً أمضاها في الجامعة وحتى تقاعده في ربيع العام الحالي، فبل وفاته بأشهر قليلة، أشرف الدكتور حدادين على أجيال من روّاد علم الكيمياء في العالم وخدم في مراكز ادارية متنوّعة في الجامعة منها نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، وعميد العلوم الصحية بالوكالة، ورئيس الجامعة بالوكالة، في بعض أقسى الأوقات التي شهدتها الجامعة.

 

وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، “مخلوف كان ابن مدينة معن، لكنه أيضًا ابن بيروت والتي كرّمها بتسمية التفاعل الكيميائي الذي اكتشفه باسم تفاعل بيروت”. وأردف خوري، “وخلال الأعوام السبعة والخمسين التي أمضاها في هذه الجامعة، وهي أعوام زخرت بالتميّز والتفاني في الخدمة في العلوم وفي التعليم، أصبحت الأسماء مخلوف، والجامعة الأميركية في بيروت، وبيروت، أسماء مترادفة للكثيرين، بمن فيهم مخلوف وعائلة حدادين”.

 

هذا وقد تم الاحتفاء بالبروفيسور حدادين بشكل خاص لإنجازاته في مجال الكيمياء الحلقية المتغايرة التي نتج عنها نشر أكثر من 125 بحثاً علمياً في المجلات الدولية المرموقة. وتتابعت إنجازاته حتى اكتشافه المشترك لـ “تفاعل دايفيس-بيروت” مع البروفيسور مارك كورث من جامعة كاليفورنيا في دايفيس. وهذا التفاعل أثّر في علمي كيمياء الصيدلة والزراعة وولّد أربعين براءة اختراع في بلدان عديدة. وكان مخلوف حدادين أيضاً أول عضو في هيئة التعليم يشغل كرسي بوني وقسطنطين ايزيدوريدس في الكيمياء العضوية. وقد استمر فيه حتى تقاعده.

 

وقال الدكتور بلال قعفراني، أستاذ الكيمياء الذي أسّس في العام 2011 صندوق وقف مخلوف حدادين لمنح جوائز لطلاب الكيمياء المتميزين، “ألقى عشرون كيميائياً عالمياً مشهوراً محاضرات بإسم مخلوف حدادين، بما في ذلك تسعة محاضرين متميزين لهذا العام.” وأضاف، “سنواصل تكريم ميراث مخلوف حدادين بهذه المنحة وبجوائز مخلوف حدادين للطلاب. لقد كان عملاقاً وهو يتجذّر في دائرة الكيمياء”.

 

وبعد الافتتاح، انطلقت الندوة بجلسة محاضرات عامة تحمل اسم مخلوف حدادين ومن إلقاء الكيميائيين المتميّزين لهذا العام. وكانت الجلسة الحوارية الخاصة بعنوان “فن النشر القوي التأثير: طاولة حوار مستديرة حول النشر العلمي والمزيد”.

 

وقال الدكتور صوما بوجوده، عميد رتبة ممدوحة السيد بوبست لكلية الآداب والعلوم بالوكالة، “لكان البروفيسور حدادين سُعد للغاية لو كان معنا خلال هذه الندوة الهامة للاستمتاع بالعروض التقديمية من باحثين ومعلمين بارزين من جميع أنحاء العالم يشاركوننا بمعارفهم وحماسهم للكيمياء والاحتفال بعزيزنا البروفيسور مخلوف حدادين الكيميائي الدولي المرموق”.

 

بعد ذلك قدّم رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري ميدالية الجامعة لعائلة حدادين ممثلة بالدكتور منذر حدادين، شقيق الراحل. وقال الدكتور منذر، “نحن ممتنّون لهذه المؤسسة العظيمة للتعليم والتعلم لأنها قرّرت بالإجماع أن تمنح مخلوف هذا التكريم الرفيع جداً تقديراً لخدمته المستمرة كمعلم وباحث. لقد عاش بسعادة على بعد أمتار قليلة من أمكنته المفضّلة من مختبر ومكتب وقاعات المحاضرات. ويمكننا أن نرى أن ميراث مخلوف سوف يستمر.”