الرئيس عون رأس اجتماع اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية واجتمع الى الرئيسين بري وميقاتي لتوحيد الموقف اللبناني

الرئيس عون رأس اجتماع اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية واجتمع الى الرئيسين بري وميقاتي لتوحيد الموقف اللبناني

افضى الاجتماع الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا وحضره رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي للبحث في العرض الذي قدمه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، الى تبني الملاحظات التي وضعتها اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية والتي تؤكد على الثوابت اللبنانية التي اعتمدت منذ بدء المفاوضات وتحفظ للبنان حقوقه وتؤمّن مصلحته. وكان تأكيد على وحدة الموقف اللبناني حيال عرض هوكشتاين والذي سيبلّغ الى الوسيط الأميركي خلال الساعات القليلة المقبلة. وبموجب هذه الملاحظات، تم ادخال تعديلات على العرض الأميركي سيتسلمها هوكشتاين وينقلها الى الجانب الإسرائيلي.
وكان قصر بعبدا شهد عند الأولى من بعد ظهر اليوم اجتماعاً برئاسة الرئيس عون تمهيداً لاجتماعه بالرئيسين بري وميقاتي، ضم أعضاء اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية المؤلفة من: نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الوزير السابق سليم جريصاتي، مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان، عضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط، رئيس مصلحة الهيدروغرافيا في القوات البحرية المقدم عفيف غيث. وتم خلال الاجتماع عرض ملاحظات الرؤساء عون وبري وميقاتي على عرض الوسيط الأميركي وتوحيدها، وهي تتناول نقاطاً تقنية وقانونية.
وصول الرئيسين بري وميقاتي
وفي الثالثة بعد الظهر، وصل الى قصر بعبدا الرئيس ميقاتي ثم الرئيس بري الذي قال وهو في طريقه الى مكتب الرئيس عون رداً على سؤال عما اذا كان الجواب اللبناني سيكون “قمحة ام شعيرة”: “ان شا الله قمحة”.
وعقدت خلوة ضمت الرئيس عون والرئيس بري والرئيس ميقاتي، عرضت فيها المعطيات المتوافرة في ضوء عرض الوسيط الأميركي وردود الفعل عليه داخل لبنان وخارجه. ثم انضم أعضاء اللجنة الفنية الى الاجتماع وعرضوا الصيغة الموحدة للملاحظات التي تبناها الرئيس عون والرئيسان بري وميقاتي.
الرئيس بري
ولدى خروج الرئيس بري، قال للصحافيين رداً على سؤالهم: ” الموقف واحد وموحد وهذا هو المهم”. وأضاف: “قمحة ونص”.
الرئيس ميقاتي
وتحدث الرئيس ميقاتي بعد الاجتماع فقال: “بدعوة من رئيس الجمهورية لكل من رئيسي مجلسي النواب والوزراء، اجتمعنا اليوم للبحث في العرض المقدم من الوسيط الأميركي في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، وسبق اللقاء اجتماع اللجنة التقنية. كان لدينا، دولة الرئيس وانا، بعض الملاحظات، تبيّن ان اللجنة التقنية اخذت بها كلها وسيكون لدينا رد للوسيط الأميركي ضمن هذا السياق كاملاً. اود ان أؤكد ان الأمور والمسلّمات والاعمدة الأساسية في هذا الاتفاق تامة، وان شاء الله ان الأمور ميسّرة وعلى الطريق الصحيح، ويهمني ان أؤكد على ان موقفنا كلنا موحد لما فيه مصلحة لبنان”.
الرئيس بوصعب
من جهته، كان لنائب رئيس مجلس النواب حوار مع الصحافيين، استهله بالقول: “نفتخر بأن هذا الاجتماع الذي ترقبه الجميع، رسّخ موقفاً لبنانياً موحداً وهو كان احد عوامل القوة التي تمتع بها لبنان خلال فترة التفاوض، واوصلنا الى الوضع الحالي. والفريق التقني الذي اجتمع اليوم وحّد ايضاً كل الملاحظات وتبيّن لنا اننا كلنا نحمل الملاحظات نفسها، وقد تم توحيدها لرفع تقرير في وقت قريب وارساله الى الوسيط الأميركي كرد على الطرح الأخير. وكان لدى كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء استفسارات تم توضيحها مع الفريق المعني، واصبح التقرير جاهزاً لرفعه، واتوقع ان يكون جاهزاً غداً كأقصى حد، للرد على العرض المقدم وليتسلمه الوسيط الأميركي، وعلى ضوء ذلك سيجري تعديلات لعرض الموضوع على الفريق الآخر، وعلى هذا الأساس فإن العمل متواصل ليلاً ونهاراً مع الوسيط الأميركي ونأمل ان نحصل على الجواب النهائي قبل نهاية الأسبوع الحالي، وبعدها يصدر الموقف اللبناني النهائي الموحد بعد تسلم الموقف النهائي اكان سلبياً ام ايجابياً. لن اكرر ما صرّح به دولة الرئيس بري ودولة الرئيس ميقاتي، وقد نقلا الجو العام الذي ساد خلال الاجتماع.”
سئل: لم تعطوا اليوم الجواب النهائي وانتم بانتظار جواب الوسيط الأميركي؟
أجاب: نعم، نحن اليوم اعطينا جواباً على الطرح المقدم بالتعديلات والملاحظات الموحدة التي تقدمنا بها، وليس جواباً نهائياً. وبالتالي، ننتظر العرض النهائي الذي سيأخذ في الاعتبار ملاحظاتنا. نحن لم نتوقع ولم نقل يوماً بأننا سنقبل فوراً بالعرض الذي سنتلقاه ونوقع عليه، ولكن كما يقال “الشياطين تكمن في التفاصيل” وكما سبق وقلت انها باتت شياطين صغيرة، نأمل ان نتخطاها، انما موقف لبنان النهائي لم يعط بعد في انتظار الموافقة النهائية لعرضها على فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري ودولة الرئيس ميقاتي.
سئل: اذا لم يتم الاخذ بالملاحظات، ما هو مصير الاتفاق؟ وإسرائيل تقول انها ستستفيد من حقل قانا، فكيف ذلك؟
أجاب: لا اريد ان ادخل في بنود الموقف اللبناني ، ولكن لبنان حصل على كامل حقوقه في حقل قانا. وبالنسبة الى الملاحظات، هي موجودة بالفعل ولدي قناعة انه يمكننا الحصول على جزء كبير منها لانها قانونية ومنطقية ونحن أصحاب حق، والبعض قد ينتقدني حين أقول هذا الكلام ولكن لم نر خلال تعاطينا مع الوسيط الأميركي انه مع طرف ضد آخر، بل كنا نراه يسعى الى إعطاء كل صاحب حق حقه والوصول الى الخواتيم السعيدة. نحن لم نقل بأننا نرغب في الحصول على كل شيء وان يكون الفريق الآخر خاسراً، ولا نقبل ان يأخذ الآخر من حقوقنا أي شيء. هذه هي المعادلة الذهبية التي حكمت التفاوض واوصلتنا الى وضعنا الحالي.
سئل: متى تتوقعون التوقيع؟
أجاب: اذا تم الاخذ بالملاحظات التي وضعناها، فإن الحديث بات عن أيام وليس عن أسابيع.
سئل: تتحدث إسرائيل عن تعويضات ستحصل عليها من حقل قانا، وقد رفضت رئاسة الجمهورية هذا الامر. هل يمكن للطرف الآخر تعديل هذه الأمور؟
أجاب: نحن لا زلنا على الكلام الصادر عن رئاسة الجمهورية ولم يتغيّر أي شيء بالموقف.
سئل: اذا سارت الأمور كما يجب هل سيكون التوقيع على معاهدة ام اتفاقية لعرضها على مجلس الوزراء وبعدها مجلس النواب؟ وهناك رسالة للبنان الى الأمم المتحدة عن منطقة متنازع عليها جنوب الخط 23، هل ما زالت هذه الرسالة قائمة؟
أجاب: لا اود الدخول في التفاصيل، ولكن المناطق المتنازع عليها تبقى موضع نزاع الى حين البت بها. اما مسألة التوقيع، فنحن لا نعترف بالعدو الإسرائيلي وبالتالي ليس هناك من معاهدة او اتفاقية، هذا موضوع لديه ترتيبات معيّنة، والوسيط الأميركي كان حريصاً على خصوصية لبنان من هذا المنطلق واقتراحه يراعي هذه الخصوصية، وهناك آلية واضحة وصريحة في البنود تعالج هذا الموضوع مع ضمانات واضحة.
سئل: هل هناك فعلاً من ضمانات أميركية في ضوء الكلام الاسرائيلي امس واليوم؟
أجاب: لا ارغب في التعليق على ما يقوله الإسرائيليون، ولكنهم يعلمون جميعاً مكمن القوة في لبنان.
سئل: ما هو مكمن القوة لدى لبنان؟
أجاب: مكمن القوة معروف وكي لا نختبىء خلف اصبعنا. نحن في صراع مع العدو الإسرائيلي منذ فترة طويلة، ولا ارغب في الكلام من على هذا المنبر لان كلامي يمثلني شخصياً ونابع من قناعة بما اوصلنا الى هنا خلال المفاوضات. هناك توازن بالتعاطي بين لبنان والعدو الإسرائيلي، شئنا ام ابينا، وقد تكرّس هذا التوازن في فترة من الفترات بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، هذا الامر موجود وقائم. ولكن التفاوض انطلق بطريقة دبلوماسية ولم نستفز احداً، ولا نرغب في التفاوض من منطلق قوة لانه ينسف المفاوضات، فالفريق الآخر يعتبر انه يملك القوة لاخذ ما يريده في المفاوضات. اما النقطة الثانية الأساسية التي أعطت قوة للبنان، هي وحدة الموقف واليوم كان فخامة الرئيس حريصاً عليه من خلال دعوته الى الاجتماع، واكد عليه دولة الرئيس بري خلال الاجتماع. ان وحدتنا وموقفنا الموحد هما مكمن قوة أساسي تمت ترجمته بالنتيجة التي وصلنا اليها.
سئل: هل السيادة هي للبنان او لإسرائيل على حقل قانا؟
أجاب: السيادة على المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان تعود اليه، اما موضوع حقل قانا فلا احداثيات لدينا لنعرف اين ينتهي هذا الخط في الطرف الآخر، ولكن في ما خص الثروة الموجودة فيه سيحصل لبنان على حصته كاملة.