طلبة جامعة سيئون .. مصاعب وطموح لا يتبدد .. وإصرار على المواصلة

طلبة جامعة سيئون .. مصاعب وطموح لا يتبدد .. وإصرار على المواصلة
مقال لـ : سالم بن عقيل
يعدّ استمرار الطلاب والطالبات لتعليمهم الجامعي في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية السيّئة التي يعيشها البلد، بحدّ ذاتها تحديًا كبيرًا يحطّم كل تلك الصعاب التي يمرّ بها الطلبة خلال مسيرتهم الجامعية، في وقت يطمحون إلى تحسين واقع بلدهم من خلال عملهم في بناء المجتمع والإنسان بإرادة صلبة، تتحدى الظروف السيّئة التي يمرّون بها.
لا تقتصر معاناة الطلاب والطالبات في جامعة سيئون على الإجتهاد والمثابرة في السعي لتحصيل علمي يشرّف المجتمع، وإنما هناك العديد من المشاق المترتِّبة على الطالب وعليه تحملها في سبيل استمرار دراسته الجامعية، والتي يعاني منها جميع الطلبة خلال مسيرتهم الدراسية، وتقف حائلًا بينهم وبين متابعة التعليم الجامعي، كون بعضها يدفع الطلبة إلى ترك مقاعد الدراسة عنوةً.
وتعدّ تكاليف رسوم المواصلات، واحدة من أبرز التحديات والمصاعب التي يمرّ بها الطالب الجامعي، حيث تتراوح تكلفة رسوم المواصلات بحسب المنطقة الجغرافية التي يتواجد فيها الطلاب والمنطقة التي توجد بها الكلية الملتحق بها الطالب، فعلى سبيل المثال اذا افترضنا منطقة الطالب بمديرية سيئون والكلية الملتحق بها منطقة الغرف فإن الرسوم المجبر دفعها الطالب للفصل الواحد تتراوح بين 150-200 الف مما يعني أنه بحاجة إلى 300-400 الف لتغطية رسوم مواصلاته فقط للعام الدراسي الواحد، ماعدا المصاريف الأخرى المترتبة عليه ..
بينما تتوزع كليات جامعة سيئون على مناطق جغرافية متباعدة ( القطن- الغرفة- سيئون- الغرف) والطلاب الملتحقين بالجامعة من جميع مدن وقرى الوادي والصحراء حضرموت.
وهذا التباعد الجغرافي ولّد تحدي آخر لبعض الطلبة يكمن في إضطرارهم لإستئجار سكن معيشي بالقرب من الحرم الجامعي، مما يترتب عليهم نفقات أخرى ليست في الحسبان وهي رسوم السكن والذي يتراوح بين 400-700 سعودي للشهر الواحد ونفقة التغذية الشهرية تصل الى 30-45 الف على الطالب الواحد.
ويفوق عدد الطلبة في جامعة سيئون عن 6000 طالباً وطالبة من مختلف الكليات والتخصصات، وتتراوح الرسوم الجامعية السنوية في جامعة سيئون بين 150- 250 الف للتعليم الموازي.
ونحن الآن في مستقبلٍ مجهول لا نعلم إلى أين تتجه بنا الأيام في ظل إستمرار إضراب أعضاء هيئة التدريس ، حيث إن التعليم الجامعي مسألة تهم المجتمع بأسره ويجب عدم تركها للظروف التي تمر بالبلد ، فإنها المرحلة التي تبني الإنسان الذي سيعمر الوطن مستقبلاً.
لذا نناشد الحكومة أن تتخذ حلول عاجلة لمعالجة مسألة إضراب أعضاء هيئة التدريس، وعلى قيادة السلطة المحلية دراسة مسألة تقديم الدعم لمشكلة الأرتفاع الباهض في الرسوم التي لا يتحملها الطالب ومن أثرها يتسرب الشباب من التعليم الجامعي.