تحت السموات والأرض… حين تصبح أعماق البحر المهرب الوحيد من الحياة الروتينية
يطرح المخرج اللبناني روي عريضة من خلال فيلمه تحت السموات والأرض تساؤلًا حيويًا، “هل تعطي لنا مجتمعاتنا الفرصة أن نقرر شكل حيواتنا على النحو الذي يناسبنا، دون أن تصنفنا بين كوننا ناجحين أو فاشلين، وذلك عبر التطرق لأعماق مفهوم الروتين الذي أصبح ضيفًا حاضرًا في حياة الملايين على وجه الكرة الأرضية، ضيفًا ثقيلًا، قد يراه البعض كذلك ويتأقلم على وجوده في ظل إيقاع الحياة السريعة الذي لا يمنح مساحة كبيرة للأفراد حتى يفكروا في حياتهم أو يحاولوا تغييرها، لأن تلك السرعة سلبت طاقتهم وقدرتهم على ترويض مطالب الحياة اليومية ومسؤولياتها.
أما البعض الآخر فهم من حاولوا بصدق السير في نفس الطريق الذي خاضه الكثيرون من قبلهم، ولكنهم لا يستطيعون تحمل هذا العبء الذي يعيشون تحته، لذلك يحاولون تغيير واقعهم والهروب من مطرقة وسندان “الوظيفة” وما تفرضه على الإنسان من أسلوب حياة قد يبعده عما يحبه حقاً.
هذا ما حاول روي عريضة تجسيده في قصة “آلان” في فيلم تحت السموات والأرض الحائز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. يقول روي: “في فيلم تحت السموات والأرض، آلان، بطل الفيلم، شاب لبناني يبدو من الوهلة الأولى شخص عادي، يقرر أن يدير ظهره لمسار حياته الروتيني، والمجتمع الرجعي، والبيئة السياسية، ليكتب قصته، ليخوض مغامرة في البحر، وهي بمثابة تشبيه للوصول إلى الكمال.
ربما تلك الحدود والمعايير التي فرضها الإنسان على نفسه هي السبب الحقيقي الذي يدفعه إلى أحضان الروتين، ولكنه في الوقت ذاته يمثل قوة طرد مركزي تبعد الفرد عن ذاته، فأي القوتين أكثر تأثيراً، وأيهما يمكنها الصمود إلى الأبد؟، يبقى ذلك السؤال معلقاً في الفضاء، إجابته تختلف من شخص إلى آخر، شيء نسبي قد ينجح صاحبه في الاستمرار في موقفه إلى الأبد أو قد يتراجع في فترة ما تحت عبء المسؤوليات اليومية.
تدور أحداث الفيلم عندما يقرر الشاب آلان صاحب الـ 32 عاماً أن يدير ظهره إلى الحالة الأمنية بسبب سلسلة من تفجيرات السيارات المفخخة في العاصمة اللبنانية بيروت،هذه الأحداث المزعجة، ليحاول كسر الرقم القياسي في الغوص العميق.
وعلى مدار شهر يوليو يشهد تحت السموات والأرض جولة من العروض في العديد من المدن المغربية وذلك بالتعاون مع المعهد الفرنسي بالمغرب. الفيلم من تأليف وإخراج روي عريضة، ومن بطولة آلان نجم، ناتالي جابيوت، توفيق خريش، رالف شويري، إيلي لطيف، روني خوري ورولاند نجم، وإنتاج شركة STANK، وتتولى MAD Solutions مهام توزيعه في العالم العربي، فيما توزعه شركة Indie Sales خارج العالم العربي.