الإسكوا تطوّر راصد مهارات لمواجهة تحديات العمالة في خضم الثورة الصناعية الرابعة
بيروت، 16 حزيران/يونيو 2022–سَرَّعت الثورة الصناعية الرابعة من وتيرة التغيير والابتكار وأتمتة العديد من المهام، وخاصة مع تفشي جائحة كوفيد-19، فأطلقت تحولات في أسواق العمل العالمية التي تتطلب مهارات جديدة وتتخلى عن غيرها. في هذا الإطار، تصدر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) اليوم تقريرًا تحت عنوان “أتُفوِّت المنطقة العربية قطار الثورة الصناعية الرابعة: المهارات العربية لا تزال حبيسة الماضي”، يستند إلى نتائج راصد المهارات الذي طوّرته بهدف مساعدة البلدان العربية في تحديد المهارات المطلوبة في سوق العمل.
ويحلّل التقرير ما إذا كان نوع المهارات والوظائف المطلوبة في المنطقة يلبّي احتياجات الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات الحقبة الجديدة من التنمية الاقتصادية. كما يرصد فرص رفع المهارات أو تحديثها، ويبيّن أيضًا كيف يمكن للموظفين أن يكتسبوا المهارات وينتقلوا من وظيفة إلى أخرى باستخدام أداة “غابة المهارات” التي طوّرتها الإسكوا.
وشددت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي على أن “تنويع الوظائف وبناء بنية تحتية مناسبة للاقتصاد الرقمي أمران أساسيان لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة في المنطقة العربية”. وأضافت أن المنطقة، خلافًا للاتجاهات العالمية، لم تفلح في اجتذاب العديد من الوظائف التي تتطلب مهارات العمل المستقبلية كالحوسبة السحابية وسلاسل الكتل، محذرة من أن المنطقة قد تفوّت الفرصة لإحداث تحول هيكلي ناجح إذا استمرت في السير في الاتجاه الحالي.
وتماشيًا مع التزام الإسكوا بعدم إهمال أحد، تم تطوير الراصد للحد من عدم تطابق المهارات، وتقييم مستوى الشمول والتنوع في التوظيف لدى القطاع الخاص، وتوقعات نمو العمالة وارتباطه بمدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويقدم التقرير توصيات بشأن السياسات لمساعدة الدول الأعضاء في التكيف مع الاتجاهات المتغيرة لاحتياجات سوق العمل وتحديد سُبل تعزيز العمالة المنتجة والشاملة للجميع، والعمل اللائق، على النحو المنصوص عليه في الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة. وتشمل التوصيات تعزيز العمل عن بعد لدمج المزيد من النساء في القوى العاملة، ودمج ميّزات إضافية بشأن النفاذية الرقمية للأشخاص ذوي الإعاقة، ووضع برامج مناسبة لرفع المهارات أو تحديثها لتفادي استبدال العمالة.