بو عاصي: قبل أي كلام ليبدأ “الحزب” بالافراج عن التحقيق في جريمة المرفأ
اكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “القوات اللبنانية” لم تنشأ لمواجهة “التيار الوطني الحر” او الرئيس ميشال عون او صهره جبران باسيل بل لحماية الدولة والحفاظ على الخط السيادي، مذكّراً انه يوم انخرط في “القوات” لم يكن هناك شخص اسمه جبران باسيل وميشال عون آنذاك كان ضابطاً في الجيش اللبناني.
وفي مقابلة عبر “الجديد”، جزم بأن “القوات” ليست في سباق مع “التيار” بل هدفها حصد اكبر كتلة نيابية مسيحية لسحب الغطاء المسيحي الذي امّنه عون لحزب الله منذ اتفاقية مار مخايل.
رداً على سؤال، قال بو عاصي: “بالطبع “التيار” لا يزال موجوداً ولا نخوض حرب إلغاء ضد أحد. لقد اعطى المسيحيون ثقة للتيار لم تمنح لاحد في السابق وتمثلت في كتلة وصلت الى ٢٩ نائباً ورئيساً للجمهورية. الا ان التراجع كبير والثقة ضئيلة بسبب الفشل في ادارة شؤون الناس والانهيار الاقتصادي والاجتماعي ووضع حزب الله يده على مفاصل الدولة. وبات هناك كتلة مسيحية أخرى وازنة هي كتلة القوات اللبنانية لا تؤمّن الغطاء لحزب الله وهذا انتصار كبير للخط السيادي في لبنان”.
أضاف: “نحن لم نربح في الانتخابات بل الناس منحونا ثقتهم و”ربّحونا” وهذا اهم نصر منذ انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل بحيث نشهد انتصار المشروع اللبناني وسقوط رواسب الوصاية والاحتلال.
سبب الأزمة الاقتصادية سياسي اولاً
كما شدّد بو عاصي على ان “سبب الأزمة الاقتصادية هو سياسي اولاً ويجب الاتفاق على هذه النقطة للبدء بإيجاد الحلول وإجراء تشخيص حقيقي للأمور وتراكماتها”، مضيفاً: “كي نعيد ثقة المستثمرين ونستجلب الودائع يجب رفع هيمنة “حزب الله” عن القرار الاستراتيجي السياسي والسيادي في لبنان للتمكّن من إعادته الى موقعه السليم لتبدأ الأمور بالانتظام شيئاً فشيء. اليوم عقب نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، ثمة انطباع ان لبنان لم يعد تحت السيطرة المطلقة للحزب التي تسببت بعدم جلب الاستثمارات والسياح والودائع وانتعاش لبنان”.
تابع: “الاستثمار مرتبط اولاً بالثقة والثقة عامل نفسي انعكاسه اقتصادي. الاقتصاد مناخ، واليوم هناك فقدان للمناخ الاستثماري الذي لا تعيده إلا الثقة الدولية بعد تبديد الشعور بأن الحزب يسيطر على البلد ووحدها “القوات” تستطيع ان توفر ذلك لأنها لن تسمح بتسليم البلاد للحزب”.
ما نراه اليوم هو نتيجة سياسات “الحزب”
تعليقاً على دعوة “حزب الله” الجميع للجلوس الى الطاولة، قال بو عاصي: “علينا ان نعرف اولاً طبيعة هذه الدعوة وعنوانها وليبدأ “الحزب” اولاً بعدم عرقلة التحقيق في جريمة المرفأ قبل اي كلام. ميزان العدالة يقوم على الجريمة مقابل العقاب، فيما “الحزب” اخترع معادلة جديدة إذ وضع جريمة المرفأ في كفة والسلم الأهلي في كفة أخرى من الميزان، فباتت جريمتين في كفتي الميزان. انها معادلة غير موجودة من أيام حمورابي”.
تابع: “أي وضع اقتصادي يدعو نصرالله الى بحثه طالما الحدود سائبة وتمّ هدر 17 مليار دولار لدعم بضائع طيلة سنتين وجرى تهريب معظمها. الناس كانت ” عم تموت ع باب المستشفى”، الآن لا يذهبون الى المستشفى ويموتون بصمت في بيوتهم. هل يعترف حزب الله بالدينونة والحساب؟ هو القائل “نحن أسياد هذا البلد” هو مالك المئة الف صاروخ وصاحب المئة الف مقاتل هو صاحب السلطة، فليتحمل المسؤولية كاملة. كل ما نراه اليوم هو نتيجة سياساته، ونسأل على أي أساس دعانا لنجلس معه؟ ليتفضل ويتحمل مسؤولية الناس التي تموت ببيوتها. لا يمكنه تحميلنا “التفليسة” فيما هو من يمتلك القرار الاستراتيجي ويعادي كل دول العالم. من اجل بناء لبنان جديد علينا ان نكون شركاء بحيث تملك الدولة قرار الحرب والسلم وضبط الحدود وحصرية السلاح ومحاربة الفساد واستقلالية القضاء”.
نختلف مع بري سياسياً وسيادياً
في ما يتعلق بعلاقة “القوات” مع الرئيس نبيه بري ومدى إمكانية انتخابها له، أوضح بو عاصي أن “معيار العونيين عدد الشتائم التي تكال للرئيس بري ولكن في المقابل يترشحون معه وينجح النائب الان عون بحاصل وفرته له حركة امل. أما نحن كـ”قوات” فمعيارنا الطرح السياسي. بري خصمنا في السياسة ولم ننتخبه يوماً وهو حليف “حزب الله” ويصطف معه عند كل مفرق”.
تابع: “نختلف مع بري سياسياً وسيادياً وعلى تعريف الميثاقية التي بنظرنا مرتبطة بوجود ودور اي مكون لبناني وعند المس بهما نطرح الميثاقية ويجب الا تطرح بسبب موظف فئة ثالثة او احتكار حقيبة المال بطائفة كما يفعل بري فهذه ليست ميثاقية”.
في الشأن الحكومي، اكد بو عاصي ان “القوات” لن تشارك في حكومة يشارك فيها حزب الله بسلاحه”، مضيفاً: “سنكون معارضة ومعارضة شرسة. حكومات الوحدة الوطنية مرفوضة رفضاً قاطعاً، فلا ديمقراطية في العالم بلا معارضة. 100 مرة معارضة ولا مرة التوجه نحو “الميوعة” التي كانت تدار فيها الأمور وسوء إدارة الأزمة كان أسوأ من الأزمة عينها ونتائجها كارثية وأدت الى تفاقمها”.
العمل على التحالف السيادي متواصل
رداً على سؤال، اجاب بو عاصي: “منفتحون على الجميع والتواصل ممكن إلا مع حزب الله فالتواصل شبه مستحيل جراء إيديولوجيته وفائض القوة ولولا وجود سلاحه ونيته باستعماله كان من الممكن ان يكون هناك تواصل معه. أنا لا أصدق أقوال نصرالله عن الالتزام بالدولة وتنكره لخطابه الاسلاموي المسلّح فيما الشيخ نعيم قاسم يخبرنا انهم سيحافظون على سلاحهم حتى بعد تحرير القدس”.
من جهة أخرى، أكد بو عاصي العمل على التحالف السيادي الذي بامكانه ان يضم كل من يؤمن بسيادة لبنان وتعددية مجتمعه والممارسة الديمقراطية ونهائية الكيان والولاء والشراكة الحقيقية وتحييد لبنان عن الصراعات ومن يؤمن بالنظام الرأسمالي الحر مع الالتفاتة للشرائح المهمشة في المجتمع”.
اضاف: “للتحالف ثوابته ويمكن ان يضم “الكتائب” ومجموعات وافراد المجتمع المدني. لا نطلب ان ينضم أحد إلينا إنما المطلوب التكاتف على قدم المساواة في ظل هذه المرحلة. الوضع لا يحتمل اي لعبة سلطة. فالمصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار. فلا نية فوقية أو استعلائية لدينا وهدفنا المصلحة اللبنانية العليا ومقاربتنا سيادية سياسية والهدف منها البناء على مساحات مشتركة”.
وردا على سؤال، أوضح بو عاصي: “لا ندّعي القدرة على نزع سلاح حزب الله الآن ولكن هذا لا يعني القبول به. ليتذكر الجميع انه رغم قوة ترسانة سلاح سوريا أرغم جيشها على الانسحاب من لبنان. يجب ان نستمر بتسمية الخطأ باسمه لا ان “نبوس الايد يلي ما فينا عليها وندعي عليها بالكسر”.