شهر رمضان : من الاستبانة إلى حق الملح

شهر رمضان : من الاستبانة إلى حق الملح
بقلم :نضال شهاب
يتزامن زمن الصوم مع شهر رمضان المبارك هذا العام، وبالطبع فإن هذا الشهر يضفي على حياتنا طابعًا روحانيًا واجتماعيًا، حيث تكثر فيه العبادات، ويلتزم فيه الصائم وغيره بالعادات والتقاليد الرمضانية المليئة بالإيمان والتآلف والمودة. ومع مرور الزمن، تحافظ هذه العادات والتقاليد على مكانتها، رغم بعض التغيرات التي فرضها التطور الحديث، لتظل جزءًا أساسيًا من هذا الشهر، الذي هو أكثر من مجرد صيام عن الطعام والشراب، إذ يمثل مناسبة تعكس قيم التكافل والتضامن والتواصل الاجتماعي.
ومن العادات الرمضانية التي تميّز بها لبنان، نذكر: الاستبانة، المدفع الرمضاني، موائد الإفطار الجماعية، المسحراتي، وحق الملح.
بعض هذه العادات اندثر، وبعضها لا يزال قائمًا، مثل “الاستبانة” أو “سيبانة شهر رمضان”، وهي عادة رمضانية متوارثة من التقاليد القديمة لمدينة بيروت، حيث تخرج العائلات في نزهات جماعية إلى الشواطئ والجبال في اليوم الأخير من شهر شعبان لتناول المأكولات والحلويات احتفالًا برؤية الهلال، واستقبالًا لشهر الخير، ليعودوا إلى ديارهم فرحين بقدومه.
أما مدفع رمضان، الذي كان يُستخدم للإعلان عن موعد الإفطار، فلم يعد موجودًا.
بينما لا تزال موائد الإفطار الجماعية، سواء في المنازل أو في الساحات العامة والمساجد، تُقام من قبل الجمعيات الخيرية وأهل الخير لمساعدة الفقراء والمحتاجين، تعبيرًا عن روح التضامن والتآخي. كذلك، لا يزال المسحراتي جزءًا أصيلًا من المشهد الرمضاني في بعض البلدات والمدن، حيث يجول في الأحياء ليلًا حاملاً طبلته، ويطرق عليها لإيقاظ الصائمين لتناول السحور، وسط أجواء تراثية جميلة.
أما “حق الملح”، فهو تقليد يُعبّر عن شكر الزوج لزوجته، حيث يقدّم لها في آخر يوم من رمضان هدية رمزية أو مبلغًا ماليًا، تقديرًا لجهودها في تحضير الطعام والعناية بالعائلة.
وبالطبع، لا ننسى الاحتفال بليالي القدر وعيد الفطر السعيد، اللذين يحملان معاني الفرح والروحانية والتقارب الأسري.