starlebanon

starlebanon

مقابلة خاصة مع الأستاذ عبد السلام هنية (الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة ومدير شبكة أمواج الرياضية في غزة)

مقابلة خاصة مع الأستاذ عبد السلام هنية (الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة ومدير شبكة أمواج الرياضية في غزة)

في مقابلة خاصة مع الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، السيد عبد السلام هنية أبو اسماعيل، نستعرض مسيرته الرياضية الممتدة في قطاع غزة، التي جعلت اسمه يلمع في تاريخ الرياضة الفلسطينية، وذلك من خلال مساهماته الكبيرة في تطوير الرياضة قبل العدوان الأخير على غزة، كما نتحدث عن الاستراتيجية القادمة لإعادة بناء ما دمره الاحتلال في عدوانه على المرافق الرياضية والمنشآت، وضمن الإستراتيجية العامة لإعادة الحياة الى قطاع غزة.

حاوره عبر الهاتف من الدوحة- قطر: الاعلامي الفلسطيني إبراهيم خليل العلي

عبد السلام هنية.. قائد رياضي يصنع الفرق

إبراهيم العلي: بداية وفي مشهد رياضي مليء بالتحديات، برز عبد السلام هنية كإحدى الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الرياضة الفلسطينية، حيث نجح في ترك بصمة واضحة في مختلف المجالات الرياضية، متجاوزًا حدود الألقاب الرسمية ليصبح من أهم الشخصيات الفاعلة في تطوير الرياضة الفلسطينية.

بجهود استثنائية، أحدث هنية نقلة نوعية في البنية التحتية الرياضية، رغم التحديات التي فرضها الاحتلال والحصار، فعمل على إعادة تأهيل الملاعب والصالات، وفتح آفاقًا جديدة للرياضيين الفلسطينيين، مما ساهم في تعزيز الحضور الرياضي محليًا وعربيًا.

إلى جانب رؤيته التطويرية، يتمتع هنية بأخلاق رياضية رفيعة وانتماء عميق لفلسطين، حيث يكرس وقته وجهده لخدمة الرياضة على مدار الساعة، متابعًا لكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة لضمان تلبية احتياجات الرياضيين في غزة.

بفضل شخصيته القيادية وحرصه الدائم على النهوض بالحركة الرياضية، استطاع أن يحقق إنجازات غير مسبوقة، سواء من خلال دعم البنية التحتية، أو رعاية البطولات، أو على مستوى الاعلام الرياضي المتقدم، أو تكريم الرياضيين من شهداء وجرحى، ليصبح بحق رجل الرياضة الأول في فلسطين، ورمزًا للعطاء الرياضي في زمن التحديات.

س: بدايةً، من هو عبد السلام هنية؟

عبد السلام هنية: الاسم عبد السلام اسماعيل عبد السلام هنية، وأنا من مواليد 3 مارس 1983 في مخيم الشاطئ، غزة، تابعت دراستي في مدارس المخيم حتى الثانوية العامة، وحصلت على البكالوريوس في التربية الرياضية من جامعة الأقصى.

س: بدايةً، لو تحدثنا عن نشأتك ومسيرتك الرياضية؟

نشأت في بيئة رياضية بحتة حيث كنت أرافق والدي في نادي الشاطئ منذ طفولتي، و في سن الخامسة، بدأت أتابع الأنشطة الرياضية في النادي، وانتقلت إلى نادي الجمعية الإسلامية في عام 1987، حيث تعلقت بالرياضة أكثر، كانت طفولتي مليئة بالذكريات الرياضية مع والدي ومع نادي الشاطئ، الذي كان بطل الدوري لرابطة الأندية في غزة  بعد احتلالها عام 1967، كما كنا نتابع بطولة المساجد “سداسيات الربيع ” التي كان يشرف عليها المرحوم الشيخ احمد ياسين  بين الضفة وغزة ،   وفي انتفاضة  1987 توقف النشاط الرياضي لفترة من الزمن ، ومع  انطلاق النشاط  عام 93 كنا مع المتابعين في نادي  الشاطئ والجمعية الاسلامية  والذي سمي لاحقا نادي الصداقة .

س: كيف بدأت مشوارك الإعلامي؟

عبد السلام هنية: من مشجع في الوسط الرياضي الى بداية مشواري الإعلامي في عام 1996 من خلال كتابة بعض المقالات الرياضية، وفي هذه الفترة عينت كمدير إداري في نادي الشاطئ والجمعية الإسلامية، وفي عام 1998، شكلنا رابطة دعم المنتخب ورابطة المشجعين، وظهرت هذه الأنشطة في الإعلام الرياضي الفلسطيني بشكل بارز.

س: كيف أثرت تجربتك في بلدية غزة على مسيرتك الرياضية؟

عبد السلام هنية: في عام 1999، بدأت العمل في بلدية غزة، وكان ذلك بداية مرحلة جديدة في مسيرتي، حيث بدأ اسمي يظهر في الأوساط الرياضية أكثر، وانضممت إلى رابطة الصحافيين الرياضيين التابعة لنقابة الصحافة، كما كانت تلك الفترة بداية تعاملي مع الحكومة والقطاع الرياضي من خلال التنسيق مع الوزير زياد أبو عمر ووزير الصحة كمال الشرافي.

س: كيف كانت بداية انطلاقتك الرسمية في المجال الرياضي؟

عبد السلام هنية:

بداية انطلاقتي الرسمية كانت في عام 1999، حيث كانت أول مشاركة لي مع المنتخب الفلسطيني في البطولة العربية في الأردن، حيث كنت ضمن الجهاز الاداري، ثم في عام 2000، بدأنا مع المنتخب الفلسطيني في العراق، وبدأت المشاركة الفعلية في النشاطات الرياضية بشكل أوسع.

س: كيف انتقلت إلى العمل الإعلامي؟

عبد السلام هنية:

في عام 2001/ 2002، انتقلت للعمل في إذاعة العمال مشرفًا على الأنشطة الرياضية، ومن خلال الإذاعة، بدأنا في التنسيق والترتيب للعديد من المؤتمرات الرياضية، وكان لدينا تعاون وثيق مع الحكومة والقطاع الرياضي، حيث تواصلنا بشكل مستمر مع الوزير زياد أبو عمر ووزير الصحة كمال الشرافي، وذلك بهدف تنظيم الأنشطة الرياضية وتوفير الدعم المناسب للقطاع الرياضي.

 

 

س: كيف أثرت هذه التجربة على مسيرتك المهنية وعلاقتك مع المجلس الأعلى؟

عبد السلام هنية: كانت تلك المرحلة نقطة تحول مهمة في مسيرتي المهنية، حيث قمت بالتنسيق بين الحكومة والقطاع الرياضي، مما أسهم بشكل كبير في دعم وتطوير الرياضة الفلسطينية، وفي عام 2003، تم تعييني مديرًا في وزارة الشباب والرياضة بقرار من الرئيس ياسر عرفات، هذا التعيين كان بداية مرحلة جديدة في تطوير النشاط الرياضي في فلسطين، حيث بدأنا بدعم البطولات المحلية والشعبية بشكل أكبر.

ومن خلال هذا العمل، تمكنا من تأسيس مؤسسة “عطاء” في عام 2004، وهي مؤسسة تهتم بتكريم الرياضيين الفلسطينيين، وقد كان أول حفل تكريم لها في قطاع غزة بمناسبة ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين، حيث تم تكريم حوالي 600 رياضي من اللاعبين القدامى والكوادر الرياضية واللاعبين المتميزين، ولاحقاً هذه المؤسسة أصبحت تشكل جزءًا مهمًا في دعم الأندية الرياضية وتكريم أبطال المواسم في مختلف المنافسات الرياضية.

س: كيف بدأت علاقتك مع الإعلام الرياضي في قناة الأقصى؟

عبد السلام هنية: عام 2005، بدأت قناة الأقصى بتقديم برامج رياضية، وكان لي شرف إدارة قسم البرامج فيها، وكانت هذه القناة هي الأولى التي تبث البطولات الرياضية داخليًا عبر القنوات المشفرة، ونجحت في أن تكون جزءًا من الحياة اليومية للمشاهدين في غزة، وبعد ذلك تطورت القناة وتحولت    الى فضائية وتطور معها الأداء الاعلامي الرياضي وكنت ما زلت مديرا للبرامج الرياضية فيها.

وفي هذه المرحلة كنت ما زلت عضوا في ادارة نادي خدمات الشاطئ، ومن خلال حسن العلاقات حين تولى والدي الشهيد ابو العبد رئاسة الحكومة الفلسطينية رحمه الله تم توظيف عدد كبير من اللاعبين والكوادر الرياضية، حيث اعطى الشهيد القائد اولوية للملف الرياضي الفلسطيني.

س: في عام 2007 شهدت الساحة الفلسطينية النزاع الفلسطيني الداخلي. كيف أثرت تلك المرحلة على الرياضة الفلسطينية؟

عبد السلام هنية: أثناء هذا التباعد الفلسطيني في عام 2007، بدأنا التفكير في تشكيل لجنة للتوافق الوطني، وفي عام 2008 تم تشكيل اللجنة بتوجيه من الفريق جبريل الرجوب والدكتور باسم نعيم وزير الشباب والرياضة وبدعم مباشر من الرئيس الشهيد القائد ابو العبد هنية والرئيس ابو مازن.

وانطلق هذه اللجنة على هامش بطولة نادي خدمات الشاطئ بطولة الوحدة الرياضية  والتي كانت بقيادة الحاج علي ابو حسنين وكانت هذه البطولة الاولى وانطلاق لجنة التوافق،  وضمت هذه اللجنة كوادر رياضية  وطنية كبيرة  ابراهيم ابو سليم جمال ابو حشيس وليد ايوب والمرحوم جمال بحيصي والشهيد محمد الدلو وصلاح ابو العطا ومساندة من  امين الصيام وحمود النيرب والاخ احمد حلس ابو ماهر بجهده الكبير، والشهيد زكريا ابو معمر ابو احمد،  ومن خلال هذه اللجنة بدا العمل في ترتيب التوافق في بعض الاندية   وكان للشهيد الجعبيري ومروان عيسى  دور ميداني في ترتيب وتسليم الاندية بعد التوافق على ادارتها .

 

س: ما سر علاقتك المتميزة مع الفريق الرجوب؟

عبد السلام هنية: علاقتي مع الفريق جبريل الرجوب تعود إلى عام 2000، حينما قام الرجوب بزيارة للقائد أبو العبد. ومنذ تلك اللحظة، بدأت هذه العلاقة في التطور بشكل تدريجي. في عام 2008، ومع بداية التوافق الرياضي، بدأنا العمل معًا من أجل تحقيق التوافق الوطني في فلسطين.

ومع ذلك، ظهرت بعض التباينات خلال انتخابات الاتحاد الفلسطيني في غزة، حيث تعطلت العملية في البداية، لكن في عام 2009، بدأت الأمور تتضح بشكل أكبر، وتمت تسوية العديد من العقبات التي أدت إلى استئناف عمل الاتحاد بشكل سليم.

وفي عام 2010، انطلق النشاط الرياضي الرسمي في قطاع غزة بعد انتخاب الاتحاد في المحافظات الجنوبية، وهو ما شكل بداية جديدة لتعزيز الأنشطة الرياضية في المنطقة.

س: كيف بدأ التعاون مع دولة قطر لتعزيز الرياضة الغزاوية؟

عبد السلام هنية: في عام 2011، وخلال زيارة علاجية لقطر، أسست علاقات قوية مع الديوان الأميري القطري، اللجنة الأولمبية، بالإضافة إلى العديد من الكوادر الرياضية والشخصيات البارزة في قطر، وكانت هذه المرحلة بمثابة نقطة انطلاق حاسمة في تطوير الرياضة في قطاع غزة، حيث تم التركيز على تطوير الكوادر الرياضية، واستضافة الأندية، وتطوير الإعلاميين والمدربين.

كما تم دعم البطولات والمسابقات الرياضية، بالإضافة إلى تكريم اللاعبين المتميزين، مما كان له تأثير كبير في تعزيز الحركة الرياضية في غزة خلال الفترة الممتدة من 2011 حتى 2013، هذه الجهود ساهمت في النهوض بالرياضة الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، من خلال التعاون المثمر مع العديد من الجهات الداعمة.

س: حدثنا عن دورك في تطوير البنية التحتية الرياضية في قطاع غزة؟

عبد السلام هنية: بدأنا في تطوير البنية التحتية في قطاع غزة في عام 2012، حيث تم إعادة تأهيل ملعب اليرموك بحضور الشهيد الرئيس أبو العبد رحمه الله، وكان ذلك بمبلغ 250 ألف دولار، وفي نفس العام، تم تطوير ملعب بيت لاهيا بدعم من رجل الأعمال الفلسطيني القطري عماد أبو عجينة رحمه الله، وفي عام 2013، تم تطوير خمس صالات رياضية في القطاع من خلال ترميمه وتحويل ارضيتها لتصبح أرضية باركيه، وهو إنجاز كبير بفضل دعم رجل الأعمال القطري محمد العمادي.:

س: ماذا عن دعم الإعلام الرياضي والمشاريع الاجتماعية؟

عبد السلام هنية: في عام 2012، أطلقنا إذاعة “أمواج”، وهي أول إذاعة متخصصة في الرياضة في فلسطين، والتي تحولت لاحقًا إلى مؤسسة إعلامية تحتضن العديد من الكفاءات الإعلامية الشابة، وقد أسهمت هذه المؤسسة في تسليط الضوء على الرياضة الفلسطينية، وكانت ملهمة للجماهير الرياضية في قطاع غزة، كما كانت مصدر إلهام للأسرى في سجون الاحتلال ولعدد من المناطق في الضفة الغربية.

وأصبحت “أمواج” علامة فارقة، حيث تجاوزت كل التوقعات بفضل الجهود الكبيرة المبذولة، وبفضل هذه الجهود، أصبحت المؤسسة علامة مميزة في مجال الرياضة الفلسطينية على مستوى الوطن، وخاصة في قطاع غزة، والحمد لله، احتفلنا بمرور 12 عامًا على انطلاق شبكة “أمواج”، التي تترك بصمة متميزة كل عام في الإعلام الرياضي الفلسطيني.

كما قدمنا دعماً رياضياً واجتماعياً ملموساً للاعبين من خلال مشاريع عديدة، فقد تم تكريم الرياضيين الفلسطينيين بمنحة عمرة إلى الديار المقدسة، بالإضافة إلى دعمهم في مشاريع اجتماعية لتحسين حياتهم الشخصية، مثل دعم زواجهم. كان هذا الدعم بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية، التي ساهمت في العديد من المشاريع الاجتماعية التي عززت القدرات النفسية والاجتماعية للاعبين الفلسطينيين.

وفي نفس السياق، انطلقنا في خطة شاملة لتطوير الكادر الفني، ودعم الأندية الرياضية في مجال البنية التحتية والدعم اللوجستي، بهدف تحسين مستوى الرياضة الفلسطينية وتعزيز تطوير الأندية والأنشطة الرياضية.

س: متى عينت في اللجنة الأولمبية الفلسطينية والمجلس الاعلى ؟

في عام 2012، تم انتخابي كعضو في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الفلسطينية، كما صدر قرار من رئاسة السلطة الفلسطينية بإعادة تفعيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، وتم اختياري عضوًا فيه، كما تم انتخابي نائبًا لرئيس اتحاد الطائرة الفلسطيني، مما أتاح لي الفرصة للمساهمة بشكل أكبر في تطوير الرياضة الفلسطينية على مختلف الأصعدة.

استمرت جهودنا في تطوير البنية التحتية الرياضية من عام 2017 حتى 2021، وهو ما يُعد من أهم الإنجازات في مسيرتي، فقد تم، بفضل الله، ومن خلال الدعم الذي قدمه المرحوم باسل ناصر مسؤول المشروع الانمائي (UNDB).

ومن خلال زيارتي للمملكة العربية السعودية، تمكنا من الحصول على تبرع لتطوير خمسة ملاعب في قطاع غزة، بفضل تعاوننا مع الصندوق السعودي والمهندس محمد النملة.

كما كان للدولة اليابانية بصمة هامة في هذا المجال، حيث رعى السفير الياباني بطولة “طوكيو الأولى”، التي تم تنظيمها بجهود الأخ سعيد أبو غزة، مدير مشروع UNDB.

وتم أيضًا افتتاح ملعب رفح البلدي بتمويل منحة قيمتها مليون دولار، ليضاف إلى سلسلة المشاريع التي أسهمت في تحسين البنية التحتية الرياضية في قطاع غزة.

س: كيف تم تطوير الرياضة الفلسطينية في السنوات الأخيرة؟

عبد السلام هنية: في عام 2012، تعرض ملعب فلسطين في غزة للتدمير الكامل نتيجة العدوان الإسرائيلي، ولكن بفضل الدعم المباشر من ممثل سمو أمير قطر، الشيخ جاسم بن حمد، وتمكنا من إعادة إعمار الملعب بمبلغ مليون دولار. جاءت هذه الخطوة نتيجة للعلاقات القوية التي تربطنا بقطر، والتي لعبت دورًا كبيرًا في مساعدة الرياضة الفلسطينية.

بعد ذلك، بدأنا في تنفيذ مشروع كبير لترميم وتطوير الصالات الرياضية الداخلية، والذي شمل بعض المشاريع الخاصة بتحديث بنية هذه الصالات، وهو ما يعكس تطورًا ملحوظًا في قطاع الرياضة في غزة، بالإضافة إلى ذلك، كان هناك دعم رياضي مستمر من بعض الدول عبر مؤسسات مثل “تيكا” التركية، إلى جانب دعم رجال الأعمال والشخصيات الرياضية المؤثرة في المنطقة.

ومنذ بداية عام 2014 /2015، حصلنا على المنحة الرياضية من المجلس الأعلى للرياضة، التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز البنية التحتية للرياضة في قطاع غزة.

وهنا أود أن أؤكد أن هذه الإنجازات لم تكن نتيجة لجهودي الشخصية فقط، بل كانت ثمرة جهود جماعية من خلال ما أسسه الرئيس الراحل أبو العبد من علاقات متميزة مع بعض الدول العربية التي دعمتنا، وبتوفيق من الله، كنت مجرد جندي في تسويق هذه المشاريع من أجل دعم الرياضة الفلسطينية، أنديتها، وشبابها.

س: لكم محبة واضحة في قلوب الرياضيين في الشتات فما سرها؟

عبد السلام هنية: إن دعم الشتات الفلسطيني يُعد من الواجبات الأساسية للتحرك في بعض الساحات التي تحتضن أحبائنا وإخواننا اللاجئين من أبناء شعبنا الفلسطيني، ولذلك، كان من الضروري تقديم الدعم لهم في مخيمات اللجوء، حيث يعانون من العديد من الصعوبات.

في إطار الدعم، قام الوزير محمد المدهون بزيارة إلى مخيمات اللاجئين في لبنان، حيث قدم منحة بقيمة 50 ألف دولار لصيانة ملعب حيفا في مخيم الرشيدية، هذه الزيارة كانت خطوة هامة في تعزيز الروابط مع المجتمع الفلسطيني في الشتات، وكان لها أثر كبير في قلوب اللاجئين.

بالإضافة إلى ذلك، وخلال زيارتي الى لبنان عام 2021 تم تقديم الدعم لبعض الأندية الفلسطينية في لبنان، فضلاً عن ترميم بعض المنشآت الرياضية مثل ملعب الكشافة في مخيم البداوي الشمالي وكما شمل الدعم صيانة ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيم عين الحلوة.

كان هذا الدعم جزءاً من هدف رئيسي لنا، وهو تعزيز التعاضد والتراحم بين أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم، وإننا نؤمن أن هذا التكامل يساهم في بناء مستقبل أفضل للجميع، ويعكس التزامنا المستمر بقضايا شعبنا وهمومه.

س: ما هي الخطط المستقبلية لإعادة بناء ما دمره الاحتلال من ملاعب ومنشئات رياضية؟

عبد السلام هنية: لقد دمر الاحتلال الإسرائيلي جميع المنشآت الرياضية في قطاع غزة، بما في ذلك الملاعب، الصالات الرياضية، مراكز الأندية، والأكاديميات الرياضية. من أبرز الأماكن التي تم تدميرها هي ملاعب الفيفا والملاعب الدولية في غزة، بالإضافة إلى ملاعب المستثمرين، الملاعب في الساحات والحارات، والملاعب التابعة للمدارس والجامعات.

لم يقتصر التدمير على المنشآت فقط، بل طال أيضًا الرياضيين والكوادر الرياضية بمختلف فئاتهم. فقد تعرض الرياضيون من الناشئين والكبار، وكذلك الفتيات، للاستهداف والقتل، وكان هذا جزءاً من التدمير الشامل الذي تعرضت له الحياة في غزة.

نحن اليوم أمام تحدي كبير في إعادة الحياة لرياضتنا الفلسطينية، أولاً، يجب أن يتوقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل، كما أنه من الضروري أن يتم وضع خطة حقيقية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع ضرورة أن تكون الرياضة جزءاً مهماً من هذا المشروع.

بدأنا بالفعل في حصر الأضرار التي لحقت بالمنشآت الرياضية، وتم تشكيل لجان مشتركة للعمل على هذا الملف. كما تم التواصل مع الأصدقاء من الدول الصديقة لتنسيق الجهود في هذا الاتجاه.

كان هناك أيضاً حديث واضح في اجتماع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في العراق، الذي حضره الفريق جبريل الرجوب، حيث تم الاتفاق على ضرورة إعادة إعمار المنشآت الرياضية في لبنان وفلسطين.

وفقًا للإحصاءات الأولية، قدرت الخسائر في المنشآت الرياضية في قطاع غزة بأكثر من 70 مليون دولار.

س: لقد ورد دور الشهيد القائد ابو العبد اسماعيل هنية في صيانة ودعم الرياضية الفلسطينية، هل تخبرنا عن حياته الرياضة رحمه الله؟

عبد السلام هنية: الوالد الشهيد القائد كان رياضياً متميزاً في بداية حياته الرياضية، حيث لعب في نادي الشاطئ ونادي الصداقة في أواخر السبعينيات والثمانينيات. كما شغل منصب كابتن منتخب الجامعة الإسلامية في تلك الفترة. كان له حضور رياضي بارز في مختلف المحافل، وساهم بشكل كبير في تطوير الرياضة في غزة.

خلال الانتفاضة المباركة، كان الشهيد القائد جزءاً من الحراك الشعبي، حيث شارك بشكل فاعل في هذه الحركة الوطنية، مما أدى إلى إبعاده عن غزة.

رئاسته لنادي الجمعية الإسلامية

في عام 1993، تسلم الشهيد القائد رئاسة نادي الجمعية الإسلامية، حيث قاد النادي حتى عام 2000. في فترة رئاسته، برز نادي الجمعية الإسلامية (الصداقة) كبطل للكرة الطائرة، حيث مثل فلسطين في البطولة العربية في السعودية عامي 1996 و1997، وكان الوفد حينها برئاسة الشهيد أبو العبد.

تحت قيادته، أصبح فريق كرة القدم في النادي محط الأنظار، حيث تمكن من الوصول إلى الدرجة الممتازة وضم في صفوفه العديد من نجوم فلسطين، وكان من أبرزهم النجم هيثم حجاج الذي سجل أول هدف لفلسطين في البطولة العربية في عام 1999 بالأردن، حيث احتلت فلسطين المركز الثالث في تلك البطولة.

دوره كوزير الشباب والرياضة

في عام 2006، إلى جانب رئاسة الوزراء، تسلم الشهيد القائد وزارة الشباب والرياضة. خلال هذه الفترة، كان له دور مهم في دعم الرياضة الفلسطينية، حيث قدمت الحكومة دعماً خاصاً للرياضة من خلال توظيف اللاعبين وتطوير المنشآت والمنتخبات الرياضية. كما ترأس وفد الوزارة في دورة الألعاب الآسيوية (الآسياد) في الدوحة عام 2006.

 

دعم الوفاق الرياضي

كان الشهيد القائد الراعي الأول للوفاق الرياضي في غزة، الذي أسس لانطلاق ونجاح الأنشطة الرياضية في القطاع. وكان له دور أساسي في دعم الرياضة من خلال زيارته للمؤسسات العربية واستقبال الوفود الرسمية، مما ساعد على تحسين الوضع الرياضي في فلسطين.

علاقاته مع دولة قطر كانت أيضاً لها تأثير كبير في دعم المنشآت الرياضية وتطوير اللاعبين في فلسطين، حيث قدمت قطر دعماً خاصاً للرياضة الفلسطينية في العديد من المجالات.

س: في الختام، كيف ترى دور الرياضة في فلسطين؟

عبد السلام هنية: الرياضة في فلسطين تمثل رمزًا للصمود والتحدي، رغم التحديات الكبيرة، إلا أن الرياضة تعتبر أداة نضال وطنية، ومصدراً للفخر لشعبنا الفلسطيني، وهي رسالة أمل للشباب الفلسطيني في كل مكان.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *