دور التعليم في إصلاح السجناء: رؤية مستقبلية للسجون المصرية بقلم .نادى عاطف

في عالم يتجه نحو التركيز على حقوق الإنسان وإعادة التأهيل بدلًا من العقاب فقط، أصبحت فكرة تحويل السجون من مجرد أماكن للعزل والعقاب إلى مراكز للإصلاح والتعليم تكتسب زخمًا كبيرًا. في مصر، حيث تعاني السجون من مشاكل مثل الاكتظاظ ونقص الموارد، يمكن أن يكون التعليم أداة قوية لإصلاح السجناء وإعادة دمجهم في المجتمع كأفراد منتجين.
أهمية التعليم في السجون
التعليم داخل السجون ليس مجرد وسيلة لتمضية الوقت، بل هو استثمار في المستقبل. الدراسات العالمية أظهرت أن السجناء الذين يشاركون في برامج تعليمية أقل عرضة للعودة إلى الجريمة بعد الإفراج عنهم. التعليم يساعد في تحسين مهارات القراءة والكتابة، وتطوير المهارات المهنية، وتعزيز الثقة بالنفس، مما يسهل عملية إعادة الاندماج في المجتمع.
في مصر، يمكن أن تشمل البرامج التعليمية في السجون:
– التعليم الأساسي
محو الأمية وتعليم القراءة والكتابة.
– التعليم المهني
تدريب السجناء على حرف مثل النجارة، الخياطة، أو التكنولوجيا.
– التعليم العالي
توفير فرص للحصول على شهادات جامعية أو دورات متخصصة.
التحديات التي تواجه تطبيق التعليم في السجون المصرية
رغم الفوائد الكبيرة، فإن تطبيق برامج تعليمية في السجون المصرية يواجه عدة تحديات:
- نقص الموارد المالية توفير الكتب، الأدوات التعليمية، والمعلمين يتطلب تمويلًا كبيرًا.
- الاكتظاظ
السجون المصرية تعاني من كثافة سكانية عالية، مما يصعب توفير فصول دراسية مناسبة.
3.القوانين الحالية
قد تحتاج القوانين المصرية إلى تعديلات لتشجيع السجناء على المشاركة في البرامج التعليمية، مثل تقليل مدة العقوبة للمشاركين النشطين.
- التقبل المجتمعي
بعض فئات المجتمع قد تعارض فكرة توفير تعليم مجاني للسجناء، خاصة في ظل التحديات التي تواجه التعليم العام.
رؤية مستقبلية
لتحقيق نجاح هذه الفكرة، يجب اتباع خطوات عملية:
- التعاون مع منظمات المجتمع المدني
يمكن للمنظمات غير الحكومية أن تلعب دورًا كبيرًا في توفير الموارد والتدريب.
- التجارب النموذجية
بدء تجارب محدودة في بعض السجون لقياس مدى فعالية البرامج التعليمية.
3.حملات التوعية
توعية المجتمع بأهمية التعليم في السجون وكيفية مساهمته في تقليل الجريمة.
4.التعديلات التشريعية تعديل القوانين لتشجيع السجناء على المشاركة في البرامج التعليمية.
تحويل السجون المصرية إلى مراكز تعليمية وإصلاحية ليس أمرًا مستحيلًا، ولكنه يتطلب إرادة سياسية واجتماعية قوية. التعليم يمكن أن يكون المفتاح لتغيير حياة آلاف السجناء، وتحويلهم من أعباء على المجتمع إلى أفراد فاعلين ومنتجين. الاستثمار في تعليم السجناء ليس فقط استثمارًا فيهم، بل هو استثمار في مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا للمجتمع ككل.