starlebanon

starlebanon

مكانة المصريين في الخارج ومعاملة مصر للأشقاء العرب: قراءة في الواقع والإنصاف

مكانة المصريين في الخارج ومعاملة مصر للأشقاء العرب: قراءة في الواقع والإنصاف

بقلم. نادي عاطف

شهد التاريخ الحديث تفاعلات واسعة بين الشعوب العربية، حيث ارتبطت الأوطان العربية بروابط وثيقة من التعاون والعمل المشترك. وفي هذا السياق، لعب المصريون دورًا بارزًا في مختلف الدول العربية، حيث لم يكن وجودهم في هذه البلدان مجرد هجرة عشوائية أو بحث عن ملاذ، بل جاء استجابةً لاحتياجات تنموية واقتصادية.

المصريون في الخارج: سفراء للعمل والإنجاز

لا يمكن إنكار أن المصريين المنتشرين في الدول العربية يمثلون أحد أهم القوى العاملة المساهمة في نهضة هذه الدول، سواء في قطاعات الهندسة، والتعليم، والطب، والإعلام، وحتى الأعمال اليدوية والحرفية. لم يهاجروا بحثًا عن إحسان أو بدافع العوز، بل دخلوا بعقود موثقة وقانونية، يقدمون من خلالها خبراتهم وكفاءاتهم مقابل حقوقهم المشروعة. إنهم لم يكونوا يومًا عبئًا على أي دولة، بل إضافة نوعية تساهم في التنمية، وهو أمر تؤكده الأرقام والإحصاءات الرسمية.

مصر واحتضانها للأشقاء العرب

على الجانب الآخر، كانت مصر وما زالت أرضًا مفتوحة لكل العرب الذين لجأوا إليها بحثًا عن الأمن والاستقرار. على مدى العقود الماضية، استضافت مصر ملايين اللاجئين من الدول الشقيقة التي تعرضت لأزمات سياسية أو حروب مدمرة، ولم تتعامل معهم يومًا كغرباء، بل فتحت لهم أبواب العمل والتعليم، ومنحتهم مساحة للعيش بكرامة. لم نسمع عن قيود مشددة أو إجراءات معقدة تحول دون اندماجهم في المجتمع، بل على العكس، تمتعوا بكافة الحقوق التي تكفل لهم حياة كريمة.

الاحترام المتبادل أساس العلاقات العربية

من هذا المنطلق، يصبح من الضروري أن يسود الوعي والإنصاف في الحديث عن المصريين في الخارج، كما يجب أن يقابل العطاء بالعرفان لا بالانتقاص. فالدول تُبنى على التعاون المتبادل والاعتراف بالجهود، وليس على التقليل من شأن الشعوب الأخرى. احترام مصر وأبنائها واجب كما أن احترام أي دولة عربية وشعبها أمر لا غنى عنه في مسيرة الوحدة والتعاون.

لا أحد ينكر أن لكل دولة سيادتها وقوانينها، لكن من الضروري أن يكون الخطاب المتبادل قائمًا على التقدير والاحترام. فكما استوعبت مصر الملايين من أشقائها العرب، فإن المصريين في الخارج لم يكونوا يومًا إلا رافدًا تنمويًا يضيف لقوة المجتمعات التي احتضنتهم. إن العلاقات العربية الحقيقية يجب أن تبقى مبنية على التكامل والاحترام المتبادل، بعيدًا عن أي تعصب أو تصنيف مجحف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *