غزة ورمضان: بين مخاوف التهجير واحتمالات التصعيد بقلم . نادى عاطف
- مقدمة: صورة الواقع المرير
مع اقتراب شهر رمضان، تلوح في الأفق غيمة سوداء من التوتر والقلق فوق سماء غزة. المنطقة التي أنهكها الصراع الطويل تعيش على وقع توقعات بتصعيد عسكري جديد، وسط تكهنات بمخططات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. هذه السيناريوهات المرعبة تثير تساؤلات كبيرة عن مصير القطاع وسكانه.
- مخطط التهجير: حلم إسرائيلي أم كابوس فلسطيني؟
تتردد أنباء عن مخططات إسرائيلية تهدف إلى تهجير سكان غزة إلى سيناء، كجزء من حل طويل الأمد للصراع. هذه الفكرة، وإن كانت تلقى ترحيبًا من بعض الأطراف الإسرائيلية، إلا أنها تواجه رفضًا قاطعًا من مصر والدول العربية. مصر، التي تعتبر سيناء جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي، تؤكد أنها لن تسمح بتحويل أراضيها إلى “ملجأ” للفلسطينيين المهجرين قسرًا. هذا الموقف القوي يقلل من احتمالية تنفيذ المخطط، لكنه لا يلغي المخاوف من محاولات إسرائيلية لفرض الأمر على الأرض.
- رمضان: شهر البركة أم شهر الدماء؟
شهر رمضان، الذي يفترض أن يكون شهرًا للسلام والروحانيات، تحول في السنوات الأخيرة إلى فترة تشهد تصاعدًا في العنف والمواجهات. القدس، بمسجدها الأقصى، كانت دائمًا بؤرة للتوتر، وغزة، بمعاناتها اليومية، تتحول إلى ساحة معارك عند أي شرارة. مع استمرار التوترات الحالية، يخشى الكثيرون من أن يشهد رمضان المقبل موجة عنف غير مسبوقة، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى هدنة أو تسوية سياسية.
- تداعيات التصعيد: ماذا بعد؟
أي تصعيد عسكري في غزة لن يكون مجرد مواجهة عابرة، بل سيترك وراءه دمارًا هائلًا. البنية التحتية المتهالكة أصلاً ستنهار، والمستشفيات التي تعاني من نقص حاد في الإمدادات ستواجه كارثة إنسانية. الخسائر البشرية ستكون كبيرة، والأطفال والنساء وكبار السن سيدفعون الثمن الأكبر. على الصعيد السياسي، قد يؤدي التصعيد إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل، لكنه أيضًا قد يعمق من حالة اليأس لدى الفلسطينيين، الذين يرون أن العالم يقف متفرجًا على معاناتهم.
- أين الحل؟
في خضم هذه التوقعات القاتمة، يبقى السؤال الأهم: أين الحل؟ الحل العسكري لم ولن يحقق سلامًا دائمًا، ومخططات التهجير لن تكون إلا استمرارًا للمعاناة. الحل الوحيد يكمن في العودة إلى الطاولة السياسية، والبحث عن تسوية عادلة تحفظ حقوق الفلسطينيين في العيش بكرامة على أرضهم. رمضان، بقدسيته، يجب أن يكون فرصة لإعادة التفكير في هذه الحلول، بدلًا من أن يتحول إلى فصل جديد من فصول المعاناة.