قرية دير البرشا بالمنيا: من قرية تقليدية إلى مركز إنتاج وتصنيع الجبنة البلدي
بقلم نادى عاطف
في قلب محافظة المنيا،مركز ملوى وتحديدًا في قرية دير البرشا، تحولت الحياة اليومية للسكان إلى قصة نجاح ملهمة. ما كان يومًا مجرد قرية زراعية تقليدية، أصبح الآن مركزًا لإنتاج وتصنيع الجبنة البلدي، حيث يعمل الجميع، رجالًا ونساءً، بجد وإخلاص لتحقيق طفرة اقتصادية غير مسبوقة.
بداية التحول
بدأت قصة التحول عندما قرر أهالي القرية الاستفادة من الموارد المحلية المتاحة، خاصة في مجال تربية الماشية وإنتاج الألبان. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الجهود لتصبح صناعة متكاملة للجبنة البلدي، التي تشتهر بها القرية الآن. اعتمد السكان على الطرق التقليدية في التصنيع، مما أعطى المنتج نكهة مميزة وسمعة طيبة.
دور المرأة في الصناعة
تلعب المرأة في قرية دير البرشا دورًا محوريًا في هذه الصناعة. فبالإضافة إلى مسؤولياتها المنزلية، انخرطت النساء في عمليات تصنيع الجبنة البلدي، بدءًا من تجهيز الحليب وصولًا إلى تعبئة المنتج النهائي. هذا الدور لم يقتصر فقط على تحسين الدخل الأسري، بل ساهم أيضًا في تمكين المرأة اقتصاديًّا واجتماعيًّا.
التصدير للخارج
لم تكتفِ القرية بتلبية احتياجات السوق المحلي، بل نجحت في تصدير منتجاتها من الجبنة البلدي إلى أسواق خارجية. هذا الإنجاز يعكس الجودة العالية للمنتج وقدرته على المنافسة دوليًّا. وقد ساعدت هذه الخطوة في زيادة الدخل القومي للقرية، وجعلتها نموذجًا يُحتذى به في مجال التنمية المحلية.
تأثير التحول على المجتمع
أدى هذا التحول إلى تحسين مستوى المعيشة لأهالي القرية بشكل ملحوظ. فبالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة، ساهم المشروع في تقليل معدلات البطالة وزيادة الدخل الفردي. كما أن هذه الصناعة ساعدت في الحفاظ على التراث التقليدي للقرية، حيث يتم تصنيع الجبنة بطرق موروثة من الأجداد.
تحديات ومستقبل القرية
رغم النجاح الكبير، إلا أن القرية تواجه بعض التحديات، مثل الحاجة إلى مزيد من الدعم الحكومي والاستثمارات لتحسين البنية التحتية وتوسيع نطاق التصدير. ومع ذلك، فإن مستقبل القرية يبدو مشرقًا، حيث يسعى الأهالي إلى تطوير صناعتهم وزيادة إنتاجهم لتلبية الطلب المتزايد.
قرية دير البرشا هي مثال حي على كيفية تحويل الموارد المحلية إلى صناعات منتجة يمكن أن تسهم في تنمية المجتمع. بفضل جهود أبنائها، تحولت القرية إلى مركز إشعاع اقتصادي، يثبت أن الإرادة والعمل الجاد يمكن أن يحققا المعجزات. هذه القصة ليست فقط مصدر فخر لأهالي القرية، بل أيضًا درسًا يستحق أن يُحتذى به في جميع أنحاء مصر.