لبنان: الاعتداء على فريقي “أل بي سي” و “أم تي في ” خلال تغطيتهما للأحداث في الجنوب
تعرّض فريق من المؤسسة اللبنانية للإرسال الدولية “أل بي سي” للاعتداء والضرب على يد مجموعة من الأفراد في 27 يناير/كانون الثاني في جنوب لبنان، أثناء تغطيته لعودة السكان إلى البلدات التي كانت تحتلها القوات الإسرائيلية. وفي اليوم الذي سبقه، واجه فريق إعلامي تابع لقناة “أم تي في” منعًا من التصوير في جنوب البلاد. ويضم الاتحاد الدولي للصحفيين صوته إلى نقابة محرري الصحافة اللبنانية في إدانة جميع أشكال العنف ضد الصحفيين، مؤكدًا أن عرقلة عملهم تمثل تهديدًا لحرية الإعلام.
هاجمت مجموعة من الشبان الصحفيين لارا الهاشم، العضوة في نقابة محرري الصحافة اللبنانية، وتوني كيريلوس وروبرت غسان من المؤسسة اللبنانية للإرسال الدولية “ل بي سي”، بسبب “خلافات حول وصف مقاتلي حزب الله”. وقد تعرّض أحد الصحفيين لكدمات استدعت تلقي العلاج في المستشفى، فيما أفادت قناة “أل بي سي” بأن المعتدين صادروا الكاميرا و ألحقوا أضرارًا بعربة البث المباشر التابعة للمحطة.
وقع الهجوم في قرية دير ميماس في قضاء مرجعيون، أثناء قيام الطاقم الإعلامي بتغطية عودة الأهالي إلى البلدات التي كان الجيش الإسرائيلي قد احتلها. وبعد الحادث، أفاد الفريق بأن مركبة أخرى لاحقته على الطريق السريع.
وفي حادث منفصل، تعرضت مراسلة قناة ” أم تي في”والمصور المرافق لها، قبل ذلك بنحو 24 ساعة، للطرد من بلدة مارون الراس الحدودية، أثناء تغطيتهما لعودة السكان إليها.
وأصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيانًا أدانت فيه هذه الاعتداءات وأعربت عن تضامنها مع الصحفيين المستهدفين، مشددة على موقفها الثابت في رفض أي اعتداء على الصحفيين والإعلاميين، بغض النظر عن الوسيلة التي ينتمون إليها. وجاء في البيان: “إن موقف نقابة محرري الصحافة اللبنانية واضح وثابت في رفض التعرض لأي صحافي أو إعلامي، وعدم استخدام العنف أو أي شكل من أشكال الضغط تحت أي ذريعة. وما حصل خلال اليومين الماضيين ليس له أي مبرر، خاصة بحق صحفيين وإعلاميين كانوا يقومون بواجبهم المهني”.
من جهته، ندّد الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي، بهذه الاعتداءات، مؤكدًا ضرورة حماية الصحفيين وتمكينهم من أداء عملهم دون خوف من الانتقام. وقال: “الاعتداء على الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث لا يعطل عملهم فحسب، بل يعرض سلامتهم للخطر أيضًا. ندعو السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق شامل في هذه الحوادث، كما نطالب رئيس الوزراء المكلّف نواف سلام باتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة مناخ الإفلات من العقاب والترهيب الذي يعاني منه الصحفيون في لبنان”.