الشهيد الرئيس رفيق الحريري .. شاغل الناس في حياته وبعد استشهاده

الشهيد الرئيس رفيق الحريري .. شاغل الناس في حياته وبعد استشهاده

الشهيد الرئيس رفيق الحريري .. شاغل الناس في حياته وبعد استشهاده

سامر زعيتر:

تكبر الذكرى مع مرور الأيام، وكأن الزمان يعود إلى البدايات، فاليوم ينتصر الدم على السيف في غزة هاشم، التي تلملم جراجها، وبالأمس القريب تبدل المشهد في لبنان وسوريا، ورغم كل المحطات التي مرت، تبقى ذكرى الشهيد الرئيس رفيق الحريري حاضرة في البال.

عودة بعقارب الزمان إلى الوراء، يوم كان المد القومي يشتد على وقع قضيته المركزية فلسطين، يومها كان الشهيد الرئيس رفيق الحريري يافعاً، يحلم على طريقته الخاصة بأن يصبح رجل أعمال، ومعها تكبر طموح الطبقات الفقيرة في تحقيق العدل وصنع التغيير.

حلم ابن الحاج بهاء الدين الحريري تحقق، وهو الذي عرف منذ نعومة أظافره معنى العمل في الأرض، وكان شغوفاً بالقراءة والمطالعة، فبرع في تحقيق انجازات رياضية وقفزات علمية وانجازات تعدت العمل إلى قيامة لبنان ونهضته، ليصبح شاغل الناس في حياته وبعد استشهاده، فكانت الجريمة التي أريد منها النيل من لبنان وبنيه.

عشرون عاماً من الزمن، ولا زال الشهيد الرئيس متربعاً في القلوب لكل من عرفه أو سمع عنه، صاحب القلب الصافي، المولد في عيد جميع القديسين (1 تشرين الثاني 1944) والذي سار على نهج الصالحين والعظماء فبنى نهضة لبنان، رحل في عيد الحب (14 شباط 2005)، الذي تحول بعده إلى محطة لاستعادة إنجازات شهيد لبنان والأمة.

هذا العام يطل شهر شباط باكراً بمبادرة من شقيقة الشهيد الرئيس، رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري، التي لا زالت على العهد والوفاء للشهيد الراحل، إيذاناً ببدء فعاليات احياء الذكرى لهذا العام، حيث ارتفعت في العاصمة بيروت وفي صيدا وعدد من المناطق اللبنانية لافتات كبيرة بخلفية بيضاء تحمل صورة للرئيس الشهيد والى جانبها تاريخ 14 شباط ورسم لنصف أرزة باللون الأخضر يكمّلها قلب باللون الأحمر، وفوقهما كلمة لبنان، يرتفع فوقها رسم لقلب على شكل “بالون” مربوط بخيط.

اللافتات التي رفعت تحاكي ألوان العلم اللبناني، التي تتماهى برمزيتها ومحطات مسيرة الرئيس الشهيد، الأبيض رمزاً للسلام الذي سعى لإرسائه لوطنه بتمكين الأجيال بالعلم والعمل وبتقصير عمر الحرب وإعادة البناء، والأخضر رمزاً لتجدد الحياة والأمل الذي تمنحه أرض لبنان المعطاءة بالخير التي منها انطلق رفيق الحريري وحلم بكل ما هو جميل لوطنه وحقق ما استطاع في بناء الإنسان والوطن، والأحمر رمزاً للحب والفداء اللذين جسدهما رفيق الحريري في حياته وشهيداً لأجل لبنان.

ستبقى الذكرى حاضرة في قلوب كل محبيه وعائلته الكريمة التي تسير على نهجه في العطاء والمحبة، ورغم مرور الأيام والمحطات التي عصفت بلبنان والمنطقة، لكن السنوات العجاف تأتي لتؤكد مراراً وتكراراً بأن لبنان كان أجمل، يوم كان الشهيد الرئيس حاضراً في بلسمة الجراح وتحقيق إنجازات، سجلها التاريخ بحروف من ذهب.