رؤية الدكتور أبوغزاله: 2025 عام التحولات الكبرى وصراعات القوى ومستقبل الشرق الأوسط

رؤية الدكتور أبوغزاله: 2025 عام التحولات الكبرى وصراعات القوى ومستقبل الشرق الأوسط

• الصراع الصيني والأمريكي وأثره على الشرق الأوسط
• خارطة اطماع الكيان المحتل ومستقبل المنطقة العربية
• المقاومة الفلسطينية الباسلة: نموذج للصمود والانتصار
• إيران والشرق الأوسط
• قرار محكمة العدل الدولية سابقة قانونية ضد الكيان المحتل
عمان – عرض المفكّر العربي، الدكتور طلال أبوغزاله، رؤيته حول ما ينتظر العالم والمنطقة العربية خلال العام القادم، وذلك في ظلّ ما شهدته المنطقة من تطوّرات كبيرة خلال الشهر الأخير من سنة 2024، مشيرا إلى أن العام 2025 سيكون صعبا بكلّ المعايير، كما أنه لن يكون في صالح العدوّ الصهيوني.
وقال الدكتور أبوغزاله رئيس ومؤسس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية في مقابلة عبر شاشة “OTV” اللبنانية إنّ ما يحكم المنطقة والعالم هو الصراع الصيني الأمريكي، ومصالح هذين القطبين، لافتا إلى أن العالم محكوم اليوم بالأطماع التوسعية التي عبّر عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند حديثه عن طموحه بضمّ كندا وبنما وجرينلاند إلى الولايات المتحدة، في مقابل موقف مهمّ عبّر عنه المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية الذي قال إن أمريكا دولة عدوانية وإنه لا يجوز أن نبقى نعيش في عالم تحكمه العدوانية الأمريكية.
ويرى الدكتور أبوغزاله أن الحكم على الأوضاع في سوريا ومستقبلها لا يزال مبكّرا، حيث أن النظام لم يستقر بعد، وما جرى ليس نهاية القضية بل هي البداية فقط، وستدخل البلاد مراحل عديدة من التحوّر والتطوّر والصراع والاختلاف والاتفاق، فنحن أمام خطوة أولى من مسيرة معقّدة وصعبة ستحكمها عوامل كثيرة، فإلى جانب القوتين الرئيستين (أمريكا والصين) هناك تركيا والمنظمات الارهابية والكيان الصهيوني الذي يستمرّ في السيطرة والتوسّع في الأراضي السورية مدعيا بأن هذا التوسع مؤقت.
ولفت أبوغزاله إلى الأطماع الصهيونية في سوريا والمنطقة، حيث عرض “خارطة حكماء صهيون” التي تكشف أهداف الصهاينة في التوسّع والسيطرة على كلّ الموارد المائية والنفط والغاز في المنطقة، وبما يتجاوز خارطة سوريا عام 1919 التي كانت تضمّ أجزاء واسعة من لبنان والأردن ومصر إلى جانب سوريا.
وأشار الدكتور أبوغزاله إلى أن قادة الكيان الصهيوني يتحدّثون اليوم وبصراحة عن خارطة جديدة للشرق الأوسط، وأنهم بدأوا بمخططات التوسع التي لا حدود لها، خاصة في ظلّ تصريحات ترامب بأن “مساحة دولة اسرائيل صغيرة ويجب توسعتها”.
وقال الدكتور أبوغزاله إن الاحتلال الاسرائيلي لن يغادر أي منطقة احتلّها، بما في ذلك الجولان وجبل الشيخ، بل سيحاول التوسّع أكثر وأكثر، كما يُعلن قادة الاحتلال بأن هذه المنطقة أصبحت جزءا من أمنهم القومي، ويُعلنون أيضا بأن “الوقت حان لضمّ الضفة الغربية”، بمعنى أن القرار متخذ مسبقا لكن “توقيت التنفيذ أصبح مناسبا” بسبب احتدام الصراع بين العملاقين (الصين وأمريكا).


وشدد الدكتور أبوغزاله على أنه “مهما حاول الأعداء فرض حلول على المنطقة، فإنهم لن يتمكّنوا من فرض أمر يخالف التاريخ والجغرافيا، فنحن موجودون وسنبقى دولا عربية، وسننتصر لا محالة، لكن الوقت والثمن سيكون صعبا”، مبيّنا أن كلّ هذه المشكلات ستحلّ عندما يجلس الطرفان “الأمريكي والصيني” على الطاولة، وسيكون الحلّ وفقا لما يحكمه التاريخ والجغرافيا.
وأكد الدكتور أبوغزاله أن الاحتلال لن يخرج من سوريا أو لبنان بالمفاوضات أو بقرار من الأمم المتحدة، مبيّنا أن السبيل الوحيد لإخراج العدوّ من الأراضي اللبنانية هو بالبطولة والتضحية والمقاومة على غرار ما فعله أبطال غزة الذين رفضوا وقاوموا وسطّروا بطولات نادرة بتمسّكهم بأرضهم ووطنهم، فيما شدد أبوغزاله على أن “أحدا في الدنيا لن يُخرج الاحتلال من لبنان دون قتال، فهذا العدوّ لا يفهم إلا لغة القوة”.
وبيّن أبوغزاله أن “قطع طرق الامداد لحزب الله لا يعني نهاية الحزب”، مشيرا إلى أن حركات المقاومة في قطاع غزة لا تملك خطوط إمداد، لكنها وجدت حلولا لذلك، وظلّت تقاوم وتسطّر البطولات على مدار (15) شهرا من حرب الإبادة، وهي تضرب العدوّ ليل نهار وتوقع به خسائر كبيرة، فالمقاومة في غزة تعلم جيّدا أن لا خيار أمامها إلا الاعتماد على نفسها والانتصار، أي أن المقاوم هو من يخلق طرق الإمداد”.
ودعا الدكتور أبوغزاله العرب إلى عدم الاستهانة بقدراتهم على القتال، لافتا إلى أن المقاومة في قطاع غزة حاربت وصمدت وهزمت أقوى الجيوش في المنطقة، وأن هذا الجيش لم يتمكّن من تحقيق أي انتصار غير ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني الصامد”.
وجدد الدكتور أبوغزاله التأكيد على أن العدوّ الصهيوني هُزم بالفعل في قطاع غزة، حيث أنه وبعد نحو (15) شهرا لم يتمكّن من تحقيق أيّ من أهداف الحرب رغم الإبادة ورغم كلّ الأسلحة المتطوّرة التي استخدمها العدوّ، كما أن المقاومة ظلّت صامدة وتسطّر البطولات ضدّ جنود العدوّ، وبقي الشعب الفلسطيني صامدا متمسّكا بأرضه رغم كلّ محاولات تهجيره”.
وعبّر أبوغزاله عن أمله وتفاؤله بإمكانية انضمام المقاومة في مدينة جنين إلى المعركة، قائلا إن جنين ستكتب نهاية الاحتلال، حيث أن انضمام جنين يعني انضمام الضفة الغربية كلّها إلى معركة التحرير التي بدأت في السابع من اكتوبر.
وتطرّق أبوغزاله إلى أهمية قرار محكمة العدل الدولية بخصوص دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا، قائلا إنه ولأول مرة توجه هذه التهمة لـ “دولة”، واللافت أن الهدف من انشاء هذه المحكمة هو ضمان عدم تكرار ما يسمى “الهولوكوست”، وإذا بها تنظر في دعوى ضدّ من أسست المحكمة من أجل حمايتهم.
ورفض الدكتور أبوغزاله الحديث عن كون الاحتلال نجح بالقضاء على إيران أو اضعافها، مشددا على أن “إيران اليوم هي أقوى دولة في المنطقة، وهي دولة نفطية وتصنّع وتصدّر الأسلحة إلى روسيا، كما أنها نجحت بأن تحوّل نفسها إلى دولة مستقلة بشكل كامل”.
وأوضح أبوغزاله أن “إيران لم تكن تعتمد على حلفائها، بل أن الحلفاء هم الذين يعتمدون عليها، فيما ظلّت إيران تحتفظ بقوّتها العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والنووية”.
وعبّر الدكتور أبوغزاله عن أسفه لاعتقاد بعض العرب أن المعركة انتهت وأن اسرائيل حكمت المنطقة، مشيرا إلى أن “طموح اسرائيل أن تحكم المنطقة وأن تصبح المنطقة تابعة لها وأن تخلق نظاما جديدا تتحول فيه الجامعة العربية إلى جامعة الشرق الأوسط ويصبح الكيان الصهيوني العضو الرئيس فيها، لكن هذا لن يتحقق، والحقائق الجغرافية والتاريخية لن تتغير”.
وعن احتمالية نشوب حرب عسكرية بين الصين وأمريكا، قال أبوغزاله إنه لا يستبعد ذلك في العام القادم، حيث أن البواخر والطائرات الحربية الروسية تحلّق حول تايوان التي ستكون شرارة الحرب العسكرية المباشرة والتي بدأت في اوكرانيا وانتقلت إلى المنطقة العربية، وستنتقل إلى بحر الصين الجنوبي، مبيّنا أن “تايوان هي الجوهرة التي تتنافس عليها الصين والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأوضح الدكتور أبوغزاله أن “تايوان تنتج 90% من المعالجات التي تشغّل الأجهزة، وإذا سيطرت دولة عليها فهذا يعني أنها ملكت وسيطرت على الدنيا كلّها”.
وختم الدكتور أبوغزاله حديثه بالقول: “السنة القادمة سنة صعبة اقتصاديا، وصعبة بكلّ المعايير، ونحن يجب أن نكون مستعدين، لنتوقع اسوأ الاحتمالات والخيارات، ولكن الخيارات والاحتمالات لن تكون أيضا في صالح العدو، فالخاسر الأكبر في هذه الحرب المالية والاقتصادية هو العدو وليس نحن”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *