المطران ابراهيم استقبل المفتيان الغزاوي والرفاعي في زيارة معايدة: نؤكد على ضرورة قيام لبنان من كبوته
استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم في سيدة النجاة سماحة مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي وسماحة مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي على رأس وفد من دار الفتوى في البقاع ضم مدير أوقاف البقاع الشيخ عاصم الجراح، المدير الإداري لمؤسسات دار الفتوى الشيخ عمر جانبيه، مدير مكتب المفتي الغزاوي الشيخ زياد هيفا، رئيس دائرة المغتربين الشيخ عبد الناصر الخطيب، إمام وخطيب مسجد المعلقة الشيخ إبراهيم البريدي، إمام وخطيب مسجد حوش الأمراء الشيخ محمود موسى، مسؤول قسم المحاسبة الشيخ ضياء القطان و مدير المكتب الإعلامي في دار الفتوى البقاع الأستاذ حيان صالح، قدموا التهاني بالأعياد بحضور الأرشمندريت عبدالله عاصي والآباء: طوني رزق، اليان ابو شعر، ايليا عون ومارون غنطوس، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في البقاع يسوف جحا، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل، كابي بريدي، المهندس وسيم رياشي، المحاميان نزاريت اندكيان وسمير ابراهيم.
المفتي الغزاوي
وكان للمفتي الغزاوي كلمة هنأ فيها بالأعياد وتطرق الى الأوضاع في لبنان فقال:
” نلتقي اليوم بهذه الوجوه في مطرانية سيدة النجاة، ونحن من خلال هذه الأيام التي مرّت بأعياد على هذه المدينة وعلى هذا الوطن. واليوم ينتظر وطننا عيداً جديداً من خلال اكتمال مؤسسات دولتنا عند من اوكل اليه الشعب المسؤولية ان يكون مؤتمناً عليها، وان يكون من خلال الإدلاء بصوته اليوم يبرهن على تمكين اللدولة، حتى تكون الدولة محصنة بمؤسساتها وحتى يكون الشعب محصناً بدولته.”
واضاف” اتينا اليوم مع سماحة مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي واصحاب الفضيلة حتى نشارككم فرحتكم وحتى نكون كما تكونون دائماً تشاركونا الفرحة، نشارككم الفرح، ونشارككم في هذه الأيام لنكون جنباً الى جنب ولنضع اليد باليد لنبني مجتمعنا من خلال وجود هذه الوجوه بمسؤولياتها لتكون اساساً في وحدة الكلمة ووحدة الصف ووحدة المجتمع.”
وتابع” عوّدنا البقاع ان يكون مرتعنا، وعودتنا المؤسسات ان تتلاقى، وعندما تتلاقى المؤسسات وتتلاقى الأفكار نولّد في مجتمعنا ثمرة جديدة من ثمار التلاقي وعنوان المحبة. وقد مرّت قبل الأعياد مآسي على وطننا في جنوبنا وشمالنا وعلى الوطن كله، وكان الوطن بحمد الله محفوظاً بإرادة شعبه ومحفوظاً بهذه الأخلاقيات التي تميز اللبنانيون فيها، انهم يساند بعضهم بعضاً في المحن، ويقف بعضهم الى جانب بعض حتى نقول امام المأساة نحن شعب واحد ونحن أمة واحدة. لذلك عندما نتكلم عن رسالات السماء، فرسالات السماء ما جاءت الا ليحيا اهل الأرض من خلالها، فوجودنا ينبغي ان يكون حياة لأهل الأرض، وينبغي ان يستبشر الناس من خلال رسائل السماء حتى نكون بشارة بين الناس، نبشّر بالخير وننذر حتى لا يقع الناس في الشر، ولذلك نحن من خلال التلاقي ومن خلال ريارة بعضنا لبعضٍ ومن خلال رؤية المجتمع لنا متلاقين، عند ذلك يشعر المجتمع ان الأمة وان الوطن بخير طالما ان من يدلّهم على الله يلتقون مع بعضهم.”
وختم المفتي الغزاوي ” اسأل الله جلّ جلاله ان يجعل من هذه الأيام اياماً فاضلة نستمد من خيراتها حتى يعيش الناس في خيراتهم من خلال وحدة كلمتنا ووحدة وطننا ووحدة ارضنا. لبنان يستحق منا الكثير، ومجتمعنا ينتظر منا الكثير، وينبغي ان نكون مع ارادة وطننا وارادة مجتمعنا حتى نحقق الخيرات للجميع.
سيادة المطران والأهل في هذه المدينة ووطننا، جئنا حتى نكون الى جانبكم في ايام تذكّر بسيدن عيسى حتى يكون الخير في الأرض وحتى تكون الرسالة رسالة امّة من خلال مشي ابنائها في الأرض.”
المطران ابراهيم.
من ناحيته المطران ابراهيم شكر في كلمته المفتيان الغزاوي والرفاعي على زيارة المعايدة وتحدث عن انتخاب رئيس جديد للبنان فقال:
” ايها الأحباء. بإسم المحبة التي تجمعنا، وبروح الأخوّة الصادقة التي تعبر فوق المسافات، نرحّب بكم في لقاء يفيض فرحاً وسروراً بلقائكم، انتم الذي تجمعنا بهم روح الأخوّة والصداقة، حتى اننا اصبحنا عائلة واحدة نتسارك معاً في رسالة وطنية سامية ونؤلف هذا الوطن الفريد، لبنان التاريخ والحضارة، لبنان التلاقي والعيش الواحد، لبنان الذي لطالما كان قدوة في التنوع والوحدة، ومعاً نفتتح عاماً نريده بركة الهية وزمناً مقدّساً مليئاً بالأعياد والأفراح والآمال.”
واضاف” انها لحظة تاريخية ومفصلية نعيشها اليوم مع انعقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، والتي نأمل ان تضع حدّاً لفراغٍ انهك الوطن. نترقب ان ينتقل هذا القائد الوطني الذي جسّد رمز المؤسسة العسكرية وما تحمله من قيم ومعانٍ سامية الى رأس هرم الدولة والوطن ، ليقود مسيرة بناءٍ وازدهار بروح المسؤولية والشجاعة التي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة الدقيقة.”
وتابع المطران ابراهيم ” نحن في هذه اللحظة نوجّه انظارنا الى سورية الحبيبة على امل ان يكون هذا الزمن بداية عهدٍ ديمقراطي حقيقي، يلم شمل جميع ابنائها وبناتها بعد سنوات طويلة من الألم والقهر، ليعود الوطن حضناً دافئاً للجميع، ارض الحضارات ومهدها بعيداً عن الجراح والإنقسامات، كما نرفع صوتنا دعماً لغزّة الجريحة التي نريدها قائمة من تحت الرماد بشموخ وانتصار يليق بدماء ابنائها الشرفاء. غزة الصامدة تسطّر ببطولاتها مستقبلاً واعداً لشعبٍ فلسطيني ينشد الكرامة والإستقرار والإستقلال، ويستحق حياة مليئة بالسلام والعدل.”
وختم ابراهيم ” لا يسعنا الا ان نؤكد على ضرورة قيام لبنان من كبوته ومن الحرب التي ارهقته في الأشهر القليلة الماضية، وعودته الى موقعه الريادي، وطناً يعانق الحياة والإزدهار، وها هنا في قلب هذا الوطن مدينة زحلة، وفي بقاعنا الغالي نجد الأمل ينبض من جديد مجسّداً طموحاتنا واحلامنا لمستقبل أفضل.
اهلاً بكم بيننا في بيتكم. في هذه الدار انتم ضيوف القلب ولستم ضيوف الدار، انتم دائماً معنا في قلوبنا. فلقاؤنا هذا ليس فقط احتفاءً بحضوركم الكريم، بل هو رسالة لكل لبنان، انه رغم الصعاب لا يزال وطن اللقاء، وطن الأخوّة ووطن الحياة.
بإسم اخوتي الكهنة وبإسم الحضور الكريم اقول لكم نحن معكم واحد في المحبة وننبض مع بعض في هذا القلب. ”
وفي نهاية اللقاء التقطت الصور التذكارية.