عندما تصبح الوطنية غطاءً للفساد: قراءة في مقولة تشي جيفارا بقلم الفقير . نادي عاطف

عندما تصبح الوطنية غطاءً للفساد: قراءة في مقولة تشي جيفارا     بقلم الفقير . نادي عاطف

“عندما ترى أهل السياسة يتحدثون كثيرًا عن الوطنية، فاعلم أن البلاد تُنهب، والفساد ينخرها”، بهذه الكلمات اختصر تشي جيفارا مشاعر كثير من الناس تجاه استخدام الشعارات الوطنية في الخطاب السياسي. هذه العبارة لا تسقط فقط على عصره، بل تظل صالحة في أزمنة وأماكن مختلفة، حيث يتم توظيف الوطنية كذريعة لتبرير الممارسات التي تنتهك حقوق الشعوب وتهدر موارد الدول.

 

الوطنية: أداة أم قيمة؟

 

الوطنية، في جوهرها، هي شعور صادق بالانتماء والالتزام بمصلحة الوطن. ومع ذلك، تصبح هذه القيمة أداة في أيدي السياسيين الذين يسيئون استخدامها للتلاعب بالرأي العام. حينما تزداد الشعارات وتقل الأفعال، يتحول الخطاب الوطني إلى غطاء لإخفاء الفساد وسوء الإدارة.

 

الفساد ونهب البلاد

 

عندما يستغل الساسة الوطنية كوسيلة لإسكات المعارضة أو إخفاء الفشل، يصبح المواطن العادي هو الضحية الأولى. الفساد ينهش البنية التحتية للمجتمع، بدءًا من القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم، وصولاً إلى القضاء على ثقة الشعب في المؤسسات. هنا، يتحول الوطن من ملاذ للجميع إلى ساحة استغلال لقلّة مستفيدة.

 

الدروس المستفادة

 

التفكير النقدي: على الشعوب أن تكون واعية، فلا تنخدع بالخطابات الرنانة دون التحقق من الحقائق والإنجازات على الأرض.

 

المساءلة: لا يمكن تحقيق الإصلاح إلا من خلال تفعيل دور المحاسبة والشفافية، والضغط من أجل بناء مؤسسات قوية ومستقلة.

 

الوطنية الحقيقية: الوطنية ليست شعارًا يُرفع، بل هي أفعال تنعكس في التنمية، وحفظ حقوق المواطنين، وصون كرامتهم.

 

 

عبارة تشي جيفارا هي تذكير قوي بأن الوطنية ليست مجرد كلمات، بل التزام حقيقي تجاه مصلحة الوطن والمواطن. وعندما تُستخدم الوطنية كذريعة للتغطية على الفساد، يصبح من واجب الجميع التصدي لهذا الزيف والعمل على بناء وطن يستحق الفخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *