“شيرين العدوي” تسلط الضوء على قانون الأسرة والخلع
صدر قانون الأسرة لينصف الأب والأم والأبناء معا فى نقاط كان بها عوار؛ لكن طلاق الخلع ظل يؤلم ولا يتفق مع إنسانية الإنسان وحقه فى الحياة. فمن الذى يدفع بالمرأة للجوء لمثل هذا الطلاق؟! إنه الزوج الذى نزعت إنسانيته وتملكته أنانيته ليدفع بالزوجة دفعا لتلجأ لهذا المصير بعدما يسد أمامها كل الطرق فتتطلق طلاقا مؤلما، فهو يجعلها تتنازل عن كل شىء لتخرج منهكة النفس خالية الوفاض ناجية بنفسها من جحيم كان من المفروض أن يكون السكن والأمان.
ففى هذا الطلاق الزوج لا يدفع نفقة العدة لزوجه، ولا يسدد نفقة تمتعه بها ولا يدفع قيمة المهر المدون إذا كان مدونا، وهذا ظلم جائر، وجور فى التطبيق، كل هذا لأن الزوجة تجرأت وطلبت عدم استكمال الحياة لأشياء تخصها أبسطها الكره ناهيك عن رجال يضربون القوارير ويكسرون ضلوعهن وغيرها من صور الإهانة.
بعض هؤلاء الزوجات لا يعملن، ويعشن فى جحيم حقيقى وقد أجبرهن آباؤهن على الزواج ممن كرهنه فعشن عيش السائمة، وعوملن معاملة غير لائقة. وفى حالات أخرى تزوجن وكلهن أمل فى حياة مستقيمة صالحة لكن الوضع انقلب لجحيم لتغير الطباع، وقد تمتع بهن أزواجهن خير متعة، لكن توافقا ما لم يتم فى العلاقة الجسدية أو النفسية فطلبن الطلاق، وبدلا من أن يتفرقا بالمعروف ولا ينسيا الفضل بينهما كان تعنت الزوج الشديد ليسلبها كل حقوقها الشرعية تقريبا، وكأنها أتت بجريمة تدينها لما طلبت الانفصال وهو مطلب إنسانى شرعى يجب أن يدافع عنه الشرع والدين والإنسانية.
أليس الزواج إيجابا وقبولا؟! فبعد العشرة الحقيقية لم يتوافقا فهل هذا ذنب تعاقب عليه طالبة الطلاق وكأنها أذنبت؟ّ!.
الرجل إذا ذهب لغانية يطلب المتعة يصرف عليها ويدللها والعياذ بالله، أما من تزوجها فى النور يهينها ويذلها من هنا أناشد المشرع أن ينظر نظرة رحمة لتلك المطلقة التى أرادت أن تحيا سعيدة آمنة هانئة، وهذا حقها الإنساني؛ ولا أخال أن تطبيق الحديث الشريف برد الحديقة ينطبق على كل الحالات، فقد علم الرسول طمع المرأة فى مال زوجها فطالبها برد الحديقة ليتأكد من كرهها للعشير، مختبرا إياها؟! ولما عرف شدة حب زوجها لها أراد أن يجبر خاطره ليتركها وشأنها برد الحديقة.
من هذا المنطلق أؤكد مناشدتى المشرع أن ينظر نظرة إنصاف لبعض الحالات؛ حيث تخرج بعض الزوجات الفقيرات خاليات الوفاض، يتسولن الأهل والأصدقاء، وربما يقعن فريسة لأبناء السوء. فهذا مانفعله بنسائنا ندفعهن إلى طرق مجهولة.
إن نظرة المجتمع للمطلقة رغم كل هذا التقدم مازالت ظالمة، ولأنها حملت لقب مطلقة أصبحت مدانة وتبخس سعادتها. ورغم انتقادى فإنى أشكرإنصاف القانون لها بتمكينها من السكن وقت العدة إذا لم يكن عندها ولد، فإن كان هناك ولد تحصل على أجر حضانتها، وأجر رضاعة الصغير، ومصروفات تعليم الصغار، وكسوتهم. وأن يحرم كل أب من رؤية أبنائه إذا لم يقم بالنفقة عليهم. إنه إنصاف كبير؛ لكننا ننشد الكمال فى العدل.