بو عاصي: إنفتاح “القوات” على سوريا مرتبط بإحترامها سيادة لبنان
أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي الى أن “الجميع يركز على إنعقاد جلسة ٩ كانون الثاني وعلى إسم رئيس الجمهورية العتيد وهذا المنطلق خاطئ لأن الأساس اولاً تحديد مواصفات رئيس الجمهورية والدور المطلوب منهjob description”، كاشفاً أن “كثراً من المكونات السياسية ليسوا مع جلسة ٩ كانون الثاني ولا يصرّحون بذلك في العلن إذ ثمة مناخ أنه يجب عدم التسرّع بإيصال رئيس لا يستطيع أن يواكب المرحلة والمتغيرات الكبيرة مع سقوط النظام السوري”.
وفي مقابلة عبر “الجديد”، شدّد بو عاصي على أن “القوات اللبنانية” تتميز بالوضوح في الموقف لذا لو كانت ضد جلسة ٩ كانون الثاني لأعلنت ذلك جهاراً ود. سمير جعجع والهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” يقرران الموقف من هذه الجلسة، مضيفاً:”هناك عناصر مشروعة قد تمنع إنعقادها. كما هناك أيضاً أسئلة مشروعة: لماذا أغلق الرئيس نبيه بري المجلس لمدة سنتين وشهرين وقرّر اليوم فتحه؟ لماذا لم يتم إحترام الآليات الدستورية من سنتين الى اليوم؟ ثمة متغيرات كبيرة، هل يجب أخذها بالاعتبار؟”.
بو عاصي تساءل: “هل نحن تلاميذ مدرسة كي يعطل الرئيس نبيه بري مجلس النواب لمدة سنتين وشهرين وكأنه يرسلنا الى فرصة الساعة 10 ثم يقرع الجرس وينهي الفرصة ويدعونا الى الصف؟”.
تابع: “الديناميكية السياسية الاقليمية والداخلية تغيرت كثيراً في حين ان واقع مجلس النواب ثابت وهو أضحى لا يعكس الواقع السياسي. لذا لو كان هناك إمكانية لكان يجب حلّ هذا المجلس والسير بإنتخابات نيابية مبكرة”.
ردّاً على سؤال، جزم بأن “المواصفات التي تضعها “القوات” في الظرف القائم لرئيس الجمهورية لا تفرضها على احد وهي إحترام الدستور والسيادة الامنية والحدودية والسياسية والعدالة وتوفير الامن والامان ونضيف عليهم في لبنان إحترام دور ووجود المكونات الذي يعكس روح لبنان”.
كما أكد أن هذه المواصفات تنطبق على رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ولكن هذا لا يعني انها لا تنطبق على غيره أو أنه بسبب انطباقها عليه فبالضرورة أن يترشح. تابع ردّا على سؤال: “هناك من يدعي ان ترشيح سمير جعجع مرتبط بالتغيرات الإقليمية والحرب القائمة وانهيار محور الممانعة وانه يريد الوصول الى قصر بعبدا على الدبابة الإسرائيلية. هذا الكلام يعكس حالاً من الجنون. لقد فات هؤلاء أن سمير جعجع ترشح عام ٢٠١٦ ولم تكن الظروف القائمة اليوم متوفرة حينها وهو لم يصل ولم يكن الأمر آخر الدنيا”.
كذلك، رأى بو عاصي ان من حق النائب حسن فضل الله أن يقول ما يشاء ولكن أن يعتبر أن مجلس النواب ليس بمجلس حربي كي ينتخب سمير جعجع فالأمر مرفوض، مضيفاً: “لا يستطيع ان يتعاطى معنا بالبهورة ووهج السلاح. هو نائب لديه مقعد يجلس عليه وليس من شأنه تصنيف الناس”.
هذا وإعتبر أن من غير الطبيعي ان نبحث عن رئيس من خارج النادي السياسي، مضيفاً: “هل نذهب الى نادي النجمة أو الأنصار لإختيار رئيس؟ حين ينتخب رئيس يترفّع ويصبح فوق النوادي السياسية. نحن الدولة الوحيدة في التاريخ التي “تبحث” عن رئيس للجمهورية”.
بو عاصي رأى أن هناك مشكلة سيادية لم تبدأ بالأمس مع حرب إسناد غزة بل هي منذ ١٩٥٢ مع الرئيس الراحل عبد الناصر، ثم مع الفلسطينيين ونظام الاسد و إيران، مضيفاً: “السيادة في لبنان أضحت وكأنها وجهة نظر لذا وصلنا الى النتائج التي نعيشها اليوم”.
تابع: “كـ”قوات لبنانية” نعتبر أن تعطيل الآليات الدستورية هو السبب في خرق سيادتنا لأنه خلق ثغرة تدخل منها الدول. جميع المكونات اللبنانية إختبرت الاستقواء بالخارج. المفكر السياسي نيكولا مكيافيلي ذكر منذ القرن السادس عشر أن كل الدول ذات المجتمعات التعددية يسهل خرقها لأن دائماً هناك “احمقاً” يعتبر أنه إذا إستقوى بالخارج على شركائه في الداخل يزداد قوة. لكن عملياً يدخل الخارج ويحكم البلد وهو يكون الضحية الاولى لأن هذا الخارج يؤمن مصالحه لا مصالح المستقوي به. لذلك كنا نرى رؤساء الجمهورية عندنا يدينون للدول التي تسعى في تسميتهم. اليوم، نحن من فتحنا ثغرة للخارج عبر عدم إنتخاب رئيس منذ سنتين الى اليوم”.
بو عاصي الذي أشار الى أن ثمة أمراً خطيراً جداً وهو الكلام عن البيئة الشيعية وكأنها منسلخة عن الوطن، قال: “بيار بو عاصي اليوم هنا وغداً ليس هنا. “القوات اللبنانية” اليوم هنا وغداً ليست هنا. لذا نحن نعمل لمصلحة لبنان على المدى الطويل ولا نبحث عن حلول آنية”.
رداً على سؤال، أجاب: “حقي السياسي أن اتمنى ان تكون كتلة نواب “الحزب” صفر. هذا الأمر ليس إلغائياً بل حق ديمقراطي طالما هو وفق صناديق الاقتراع. في النهاية، الناس تقرر كم ستمنح “الحزب” من النواب وليس انا من يقرر”.
في الملف السوري، اكد بو عاصي أنه غير معني بتحديد من سيحكم سوريا والأمر يجب ان يعود لخيار السوريين، مضيفاً: “بالمبدأ العام لا نرتاح للإسلام السياسي من “حزب الله” الى “داعش” و”النصرة”. لا مانع لدينا في المبدأ من زيارة سوريا، لكن ننتظر كيف ستكون العلاقة السورية – اللبنانية الجديدة وكيف سيكون شكل الحكم وأن نتأكد من إحترام سوريا لسيادة لبنان وعدم التدخل بشؤونه، فالماضي غير مشجع. بعد ذلك يبنى على الشيء مقتضاه. نحن كـ”قوات لبنانية” منفتحون على أن تكون العلاقات ضمن الأطر السياسة الصحيحة والعمل الدبلوماسي عبر السفارات”.
رداً على سؤال، أجاب: “نظرية تقسيم المنطقة والحديث عن إستمرار مشروع كيسنجر “يضحكني” وهذا الأخير كان وزيراً للخارجية الأميركية في مرحلة ماضية. انا ضد تفكيك الدول القائمة في المنطقة وأستبعد تقسيم سوريا”.