انا من الجيل اللي كبر بالوجع مش بالسن كتب .نادى عاطف
نحن الجيل الذي لم تُقَس سنوات عمره بالرقم المكتوب في بطاقات الهوية، بل بالمواقف التي تركت في أرواحنا ندوبًا لا تُمحى. نحن الجيل الذي حمل على عاتقه أعباء الحياة قبل الأوان، وعرف معنى الفقد، والمسؤولية، والخيانة، والخذلان، في أعمار كان يجب أن تُكرَّس للبراءة والفرح.
كبرنا في زمنٍ تسارعت فيه التحديات، وتداخلت فيه المعاني. تعلَّمنا أن نواجه كل شيء وحدنا، أن نخفي ضعفنا خلف ابتسامة زائفة، وأن نُلبس وجوهنا أقنعة الصلابة. أصبحنا خبراء في التعامل مع الصدمات، وكأن الحياة قررت أن تجعلنا أبطال معركة لم نختر خوضها.
كل جيل يواجه تحدياته، ولكن تحدياتنا كانت مضاعفة. بين الأحلام الكبيرة التي صدمتها وقائع صعبة، وبين آمال صغيرة تتبخر في زحمة الحياة، وجدنا أنفسنا نبحث عن السعادة في أشياء بسيطة. أصبح الفرح إنجازًا، والنجاة انتصارًا.
ورغم كل هذا، نحن الجيل الذي لم ينكسر. قد نتعثر، قد نبكي أحيانًا في صمت، ولكننا نستمر. نحمل في قلوبنا أحزاننا كذكريات تعلّمنا كيف نكون أقوى. نحن الجيل الذي فهم أن الوجع جزء من الرحلة، لكنه لا يحدد النهاية.
ربما كبرنا بالوجع، لكننا نؤمن أن الألم يصنع منا أناسًا أكثر قوة، أكثر حكمة، وأكثر تعاطفًا مع الآخرين. هذه هي حياتنا، وهذه هي قصتنا، ونحن فخورون بها، لأنها ببساطة صنعت منا ما نحن عليه اليوم.
mz6ohj