١*#فلسطين*

لا تَذرفْ وَ تَسكُبِ
عَلـىٰ وَجنَتَيكَ المدّامع
نَيلُ الشّهادَةِ
ليسَ لَهُ رادِئعٌ..
إجزعْ عَلـىٰ نَفسِكَ
مِنْ جَحافِلِ دِيدانْ..
فَالأحْرارُ لا تَلفهُمْ أَكفانْ..
وَ قُلْ:- عَسَىٰ أنْ أكُونَ
شَهيدًا لِعرُوسِ المَدائِنِ..
طَهُرَتْ مِنَ الدَّنسِ
وَ عَلَا ذِكرُها بِالمَآذِنِ …
زُيِّنَتْ أعطافُها
بِلآلِئٍ وَ دُّرَرِ المَنَّانِ..
نَخيلُهَا.. زَيتُونُها
عَطَّرَهَا شَذَا الجِنانِ..
ما بَلَّتْ يوماً رِيقَها
بِكَأسِ الآس و الذُّلِ..
فدِنَانُ الخُضُوعٍ والركُوعِ
ليسَت مِن صِنفِها…
ولا عَيبَ قد مَسَّ أطرافَها
” مُسَلَّمَةٌ لاَ شِيَةَ فِيهَا”
حَتَّـىٰ خُطَىٰ صَهـْ..يوني
ما نَـجَّسَتْ ثُراهَا..
مِنْها عَرَجَ المُشَرَّفُ،
في لَيلَةِ الإسرَاءِ
وَ غَدَتْ هَمزة وَصلٍ
بَينَ الأرضِ وَ السَّماءِ!

ياسمين عبد السلام هرموش
………………………………………………………….
٢*#غزة*

امْرَأةٌ مُتَمَرِّدَةٌ
خُلِقَتْ مِنْ رَحِمِ أمَّةٍ مُتَجَمِّدَةٍ
كَتُحْفَةٍ لُغَوِيَّةٍ
عَنْ سُطُوْرِ المُحالِ مُتَفَرِّدَة …
قَوامٌ ممشُوْقٌ
يَعلُوْ قِمَمَ الكِبْرياء…
وغَدائرُ شَعْرٍ غَجَرِيٍّ
تَنْسابُ معَ الحُرِّيَّة …
أنْفُها كَشُمُوخِ
زُبَيْدَةَ العَبّاسِيِّة…
شِفاهُ ثَغْرِها خَمْرِيَّة
كَصَرَخاتِ الحَقِّ
المُدْمِيَةِ العُنْفُوانِيَّة …
عِطْرُها مِنْ زَهْرَةٍ بَرِّيَّة
قَدْ كَسَرَ عُنْقَ الزُّجَاجَةِ والعُبُوْدِيَّة…
لا تَتَعَثَّرُ خُطاها
وإنْ مَشَتْ دُوْنَ نِعالٍ
على أرضٍ زهْرِيَّة ..
امْرَأةٌ كالبَدْرِ واضِحَةٌ جَلِيَّة
ومُضِيَّئةٌ في الليالي القَمَرِيَّة…
لا تَقْبَلُ الضَّيْمَ صَلْبَةٌ أبِيَّة..
ثابِتَةٌ كَجُذُوْرِ الزَّيْتُوْن
وعِنْدَ تُرابِ أرْضِها راسِخَةٌ قَوِيَّة …

ياسمين عبد السلام هرموش
………………………………………………………………….
٣*#الأمة_العربية*

أنا امرأةٌ عاجِزَةٌ مَرْمِيَّة..
أدْعَى الجامعةُ العَرَبِيَّة…
ودُوْنَ أنْ ادْرِي..
أصْبَحْتُ رَمْزاً للأمِّيَّة…
وضَحِكَتْ مِنْ جَهْلِيَ الاممُ الدَّعِيَّة …
فأيْنَ هُوَ ذَنْبِيْ؟!
مِنْ ذُنُوْبِ البَشَرِيَّة؟!
ولكنْ لا أُبالِيْ ..
عَجِزْتُ وسأبْقَى
في نَظَرِ الأممِ العَصِيَّة…
أرْمَلَةٌ وعاقِرٌ شَمْطاء…
في أرضٍ قاحِلَةٍ جَدْباء ..
لا تُنْبِتُ شَيْئاً بالكُلِّيَّة ..
فلَمْ أُنْجِبْ ..
لا وَلَداً ولا تَلَداً ..
ولكنْ لا أُبالِيْ …
فإنِّي عَمِيْلَةٌ وسِيا سِيَّة..
ماتَ في صَدْرِيَ الضَّمِيْر…
مِنْ غابِرِ الهَجِيْرِ والزَّمْهَرِيْر…
فتَحَوَّلْتُ إلى كُتْلَةٍ جَلِيْدِيَّة …
وصِرْتُ مَهْزَلَةَ التَّارِيْخ
ومَحَطَّةً للضَّرْبِ والتَّوْبِيْخ ….
بِهَوِيَّةٍ خَرْساءٍ عَرَبِيَّة..
صِدْقاً لا أبالِيْ …
ولَنْ أُبالِيَ على امْتِدادِ هذِهِ السَّرْمَدِيَّة
ولكنْ سَتُوْلَدُ مِنْ رَحِمِ الظَّلام …
وتَنْهَضُ مِنْ بَيْنَ الرُّكام …
أمَّةٌ تَتَمَسَّكُ بأُصُوْلِها المُحَمَّدِيَّة

ياسمين عبد السلام هرموش
…………………………………………………………………………
٤*#رُبّ_أَخٍ*

لا تَقلْ أَخي
لِكُلِّ هَويَّةٍ عَربيَّةٍ
وَ تَنسِبُ الأُخُوَّةَ
للأصُولِ العِرقيَّةِ
أَخي.. مَنْ كانتْ
لهُ القدسُ أُختًا سِنِّيَّةً
وَ مَنْ جَرتْ بِعرُوقِهِ
الشَّهامةُ الحَقيقيّةُ
أَخي.. مَنْ اِسْتنكَرَ
وَ عارضَ العُبوديَّةَ
مَنْ رَتَّلَ الرَّحمَةَ
في كُتبِهِ المَقدِسيَّةِ
أَخي.. مَنْ خَلعَ
نَعلَ الدُّولِ الإرهابيَّةِ
وَ رحَّبَ بآبنِ آدمَ
حفاوةَ المَّحبةِ الوديّّةِ
لمْ يقلْ: أبيضُ وَ أسودُ
أو أَديانٌ وَ مَذهبيَّةٌ
قالَ: أَمقتُ الإجرامَ
وَ المَشاهدَ المأساويَّةَ
سُحقًا لأُمَمٍ جَعلتْ
مِنَ العربِ مسرحيّةً
وَ تضحكُ دونَ ضميرٍ
كَمشاهدٍ كوميديّةٍ
كُنَّا فَخرًا وَ رايةً ساميَّةً
لِلنَّهضةِ الإسلاميّةِ
فَكمْ لَنا مِنَ الفتُوحاتِ
وَ الحضاراتِ التَّأريخيَّةِ
قَدْ سجَّلَها الأوَّلونَ
وَ ذَوو النُّفوسِ الأبيَّةِ
عَجَبي لِزمانٍ!
صارَ فيهِ الإفريقيُّ خيرَ البشريَّةِ
وَ العربُ مَحطَّ سُخريَّةٍ
لِلمجازرِ وَ الدمويَّةِ
يَستمتِعُ بأَرواحِ البَّشرِ
وَ كَأنَّها تمثيليَّةٌ هزليَّةٌ
فَرُبَّ أَخٍ لمْ تَلدْهُ أُمَّةٌ
قَدْ أَزهقَتِ الإنسانيَّةَ!

ياسمين عبد السلام هرموش
…………………………………………………………………..
٥*#أين_ملامحي؟!*

غارةُ صهيُونٍ كسرتْ مرآتي
شَوَّهتْ ملامحَ أجزائي
لم أعدْ أرىٰ أشيائي
اِجتثتْ وارفَ أطرافي
صمتُ العرب يُلازم منطوقي
وَ لُغةُ الغاشمِ دكَّت حصُوني
تَزخرُ الدموعُ عندَ جفوني
خرساءُ صارتْ.. أمُّ حرُوفي
توغّلَ الجزعُ جدارني
بين كسورٍ وَ شروخِ
بِتُّ لا أعرفُ أين ملاذي
اِنصعقَ السَّكنُ مع الوجلِ
وَ تَخَلَّتِ الرُّوحُ عنِ الجسدِ
دونَ حياءٍ.. أو خجلِ
لم أعُدْ أسمعُ تردُدَ أنفاسي
حشرجةٌ تخنقُ حَلقي
تلاشتْ منّي زفراتي
وَ انقبضتْ كلُّ أنفاسي
أرواحٌ من حَولي تمورْ
وَ آمالٌ معها تُدفنُ في القبورْ
صار الثَّرىٰ وسادتي وَ لَحافي
وَ قَرعُ النُّعولِ عزفَ آذاني
لمْ أرَ زهورَ القُدسِ النَّدية
أزهقتها عوسجةٌ بربَريَّة

ياسمين عبد السلام هرموش
………………………………………………………………….
٦*#لا_تَعِظني_بالصّبرِ*

لا تَعِظني بالصَّبرِ
علـىٰ صقيعٍ وَ أنتَ تَلتحفُ مِعطَفًا
وَ قِفّازًا..
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ جُوعٍ وَ أنتَ تَتَجشَّأُ تُخمةً
وَ شَبعًا…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـٰى قُنُوطٍ وَ أنتَ تَرقُصُ فرحًا
وَ سَعدًا…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ شَظَفٍ وَ ضَنَكٍ وَ أنتَ تفطرُ خَبزًا وَ عَسلًا..
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـٰى سَقْمٍ وَ داءٍ وَ أنتَ تَجرعُ دواءً
وَ تِرياقًا…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ فَقدٍ وَ منْ حَولكَ أواصرُ الرَّحمِ وَ خلاّنِكَ..
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ قَهرٍ وَ ظُلمٍ وَ أنتَ بالرَّفاهِ
وَ الرَّخاءِ تَنعَمُ…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ جَزعٍ وَ حَربٍ وَ أنتَ
بِالأُفْحُوصِ تَختَبئُ…
لا تَعظني بالصَّبرِ
علـىٰ دَويِّ ” آر بي جي ”
وَ أنتَ لِمعزُوفَةِ ” بيتهوفن” تَنصِتُ..
إنزلْ إلـىٰ مَنزلَتي،
أو اِكْتَفِ بِنَواميسِ الغَابِ..
وَ اَصْمِتْ!

ياسمين عبد السلام هرموش
………………………………………………………………….
٧*#طِفلَةُ_أَحْلامٍ*

زَرَعْتُكَ نُورًا
أَزاهِيرَ بَينَ حُطامِ
صَيَّرْتُ في جُذُورِكَ
أَجنِحَةَ يَمامِ
هَجَرْتُ مَدينةَ أَشباحٍ
لا حَربَ فيهَـــا
بِلا ظَلامِ
كُلُّ شَيءٍ مُباحْ
في الآفاقِ
أَنْفُرُ دُونَ ريشٍ.. أَو جَناحْ
دُونَ حَواجزٍ وَ صِدَامِ،
أَو وَجَعٍ وَ آلامِ!
أَغفُو عَلـىٰ وَسادَةٍ
مَحْشَوَّةٍ بِريشِ النَّعامِ
أَتَمايَلُ بِغَنَجٍ..
مَعَ الرِّيحِ وَ النَّسَماتِ
أَزهُو بِفِسْتانٍ
طَرَّزَتْهُ غَيماتٌ
أُلَمْلِمُ حَبَّاتِ المَطَرِ
أَصوغُهَا لآلِـىءً
أَتزيَّنُ بِعِقدِ حَياةٍ..
تَرَصَّعَ بِياقوتِ السَّماءْ
مَا أَجمَلَ لَحظَةٍ
أُنَاغِي فيهَا ذَرَّاتٍ صَمَّاءْ
لا ضَجيجَ صُحُفٍ وَ أَخبارِ
لا ثَرثرَةَ أَفكارِ
أَتنفَّسُ هَواءً
وَ رَحيقَ النَّدَىٰ
أَرتَشِفُ مَبْسَمًا
بَعيدَ المَدَىٰ
أَفْنَيتُ العُمرَ
إِ لَامَ أَبحَثُ عَنْ مَلاذٍ؟
عِندَ زَوايا الحَياةِ
لَيتَني أَعِيدُ
عَقارِبَ الزَّمانِ
أَيَّـامًـــا..
كَي أَرتَعَ فِي كَنَفِ الأَمَانِ!

ياسمين عبد السلام هرموش
………………………………………………………..
٨*#صَيّرني*

غَفوتُ..
سَقطْتُ في
دَهاليزِ الفَضاءِ
يَرَاعَةٌ مُضيئَةٌ،
جِنِّيَةٌ صَفراءُ
بِعَصَاً سِحريَّةٍ
حَوَّلَتني حُوريَّةً
حَسناءَ
زَيَّنَها وَشمُ الحِنَّاءِ
سَقَتني..
عَمَّدَتْني بِماءِ المَحبَّةِ
سَأَلَتْني عَنِ الأَحلامِ
قُلتُ لَها :
صَيّرني
يَراعًا لا يَكتبُ
سِوَىٰ ‘ حَاءٍ وَ بَاءِ!’

صَيّرني
رِصاصَةً تُصيبُ
قُلُوبَ الأعْداء

صَيّرني
مِنْجَلًا يَحصدُ أرواحَ
خَوَنَةٍ وَ عُملاءِ

صَيّرني
قَدرًا يَكسرُ قُيودَ الأَسرَىٰ
يَعيدُ كُل مَن غاب

صَيّرني
سُحُبًا تَمطرُ عَسلًا وَخُبزًا
تَملَأُ بطُونَ الجِّياعِ

صَيِّرِني
وِباءً في قَلبِ
كُلِّ مُحتلٍّ صُهيو ن

صَيّرني
رايَةَ سَلامٍ بَيضاءَ
أَزرَعُها عَلـىٰ تِلالِ الزَّيتونِ

صَيّرني
دُعاءً يُطفيءُ حُرقَةَ العُيونِ!

ياسمين عبد السلام هرموش
………………………………………

………………………………………………………………………
٩*#سَلامٌ_يحزمُ_حَقائبهُ*

رويدَكَ!!
تَمهَل!!
رَدَّ السَّلامَ :…
_يا أمةً تدَّعي دينَ الإسلامْ
بلْ يا أمةَ التسليمِ
والاستسلامْ
يا أمةً تهوىٰ التّعالي من فراغِ
وَ تنظرُ إلـىٰ دولِ الحريّة
مسطرةً مِثالية

تتقاسمُ المذا هبَ بالأحزابِ
وَ تتنازعُ علـىٰ التُرَّهاتِ
تمجّدُ السَخافَةَ
كأسمَىٰ ثقافَة
تولِّي الدَّوابَّ حكمَ الخلافَة
وَ يَبيعوا الأرضَ والعِرضَ
في سُوقِ النخاسَة
فمَن يجرؤ مِنكُم
على مُحَاسبة السَاسة ؟!!
صمٌ بكمٌ عميٌ
دونَ قَرار وأدنى اعتِراف
يا وَيلي ما أَنبَل الخِراف !!

أوَ لَمْ تَجعلوا إرثكُم مُنتجعًا
لدُولِ الحريّة ؟!!!
تستبيحُ كلَّ شَيءٍ
وَ تسرحُ بمركباتٍ حر بيَّة
تَطمسُ تأريخًا وَ أنسابًا عربيَّة
تَهدمُ حضارةً ومعالماً إسلاميّة
وتحلُ مَحلها غاباتٍ إسمَنتيّة
قَذ يفةٌ تَتبعُ أخرى
وطفلٌ يَلهو بِقنَا بِل نوَ ويّة
صَا روخٌ يتبعُ صَا روخًا
وجيلاً يُخْلَقُ مَمْسوخًا

أو لَمْ تَروا د ماءً معجونةً بالتُّرابِ
وَ أشلا ءً اختفتْ كالسَّرابِ
أَو لَمْ تَسمعوا أُمَّهاتٍ تولول نوحاً؟!!
أوَ لَم تَدروا #شمال_غزة_يموت_جوعاً‬؟
او لَم تَدروا ؟!!!
يا أُمةَ خيرِ البَشَر..
الضَميرُ باتَ
أَقسَى مِنَ الحَجَر
أَلَمْ تَدْرِ ابن آدم صّارَ
يَقتاتُ مِنْ ورقِ الشَجَر ؟!!

سأهجرُ أرضكُم
فَلا أحدٌ يَكترِثُ بي
وَ مَنْ قَضىٰ العمرَ منتظرًا
باتَ في قَيدِ الأمواتِ
فَسلامٌ عليكُم..
وتَرحَّمُوا علـىٰ ما فاتَ!

ياسمين عبد السلام هرموش
………………………………………
١٠*#جُودي_كرمًا_واقْصِفيني*

جُودي كَرمًا.. اِقْصِفيني
بِكلِّ أَيْدي العَربِ.. اِصْفَعِيني
فما عادَ هٰذا الكَوكبُ يَعنيني
مُذْ هاجـرَ السَّلامُ مَضجعَهُ
أضحَىٰ المَوتُ حُلم سِنيني
أَصلابٌ مُعَظمةٌ أنجبَتْني
لا تَهديدَ يُقلُقُني
لا شَبحَ الرَّدَىٰ..
يومًا يُثْنيني!
بَرًّا أو بَحرًا
جُودي كَرمًا
منْ كلِّ الأرجاءِ..
تَعْسًا لَكِ.. لا تَرحَميني!
فَـمَنْ لي بعدَ أُمِّي وَ أبي
يُكَفكِفُ دَمعي،
يُضَمِّدُ جُرحي؟
تَبًّـــا لَكِ اِقصِفيني
إيْ وَ رَبِّي!
لا أشكُوكِ لِغيرِ اللهِ
وُعدٌ منِّي..
فَسادٌ عَاثَ في الأرضِ
جَارَ فيها
يَمشي فوقَ أديمِهَـــا
بَطلٌ
واثقُ الخَطْوِ
مُختالٌ فَخورٌ.. يُضْرَبُ بِهِ المَثَلا
لا يُبْقي سِوىٰ الرُّفاتِ وَ الطَلَلا
ودُخَّانُ أشباحٍ
قد غَطَّىٰ كَبدَ السَّمَــا
يا أكرمَ مَنْ قَتَلَ!
إنَّ كانَ المَوتَ خَطيئةٌ
لاقتَرفتُهُ مَرّات وَ مرّاتْ
بَلْ قَدَّستُهُ بينَ كُل ذُنوبي
فكيفَ أنّهُ لِجنَّاتِ النَّعيمِ
أَقصرَ السُّبُلا!؟!
جودي كرماً اقْصفيني
فلا في الأرضِ مَنْ يَحميني
أو يَسألُ عنْ
عَدَمي أَو تَكْويني
جودي كرماّ واقصِفيني
أَثْمُلُ مِنْ خَمرِ الجِّنانِ
وَ لا كَأسُ الآسِ يَسْقِيني
أَمُوتُ وَاقِفًا..
كَفنُ الشَّهادَةِ يَكْسيني
وَ لا ثَوبُ الجُّبنِ وَ الذِّلِّ..
يُحْييني!

ياسمين عبد السلام هرموش
……………………………………….
١١*#العَجوز*

لا أعلمُ إنْ كانتْ لوحةً واقعيَّة!!
أمْ أنَّها ريشةُ رسَّامٍ..
أفكارُهُ إجرا ميَّة؟
يا ابنَ آدم
أَوَ ما تَعجبُ؟!
أَوَ ما تَغضبُ؟!!
قد حقّ قَول الشّاعرِ:-
“لا يُلامُ الذِّئبُ علـىٰ عدوانِهِ
أنَ يَكُ الرَّاعي عدوَّ الغَنمِ ”
أَمَا تعلمُوا يا رعاةَ الشاةِ
مَعنَىٰ هٰذا البيتِ!
مَعذرةً أصحابُ الفخامةِ وَ القصُورْ
كَم يَبرَأُ منْ و حشيَّتكُم
كَلبٌ مسعُورْ
أَ تقولُ للكلبِ تأدَّبْ،؟!
فَيرتعبُ مِنها وَ يَتهذبْ
وَيلكُم يا تجارَ البشرِ
وَيلكُم يا أمةً أصابتْها
مُلازمة الخِسّةُ وَالذِّلةُ وَالمهانَة..
أأصابَ سَمعكُمُ الصَّممُ؟!
أو انمسَتُخم لقِردةٍ أو صَنم ؟!
لو سَمعتُم غوغَاء رُعاع كأمثَالكُم
كُنتم آذانٌ صاغيّة
أمَّا صَيحاتُ وَ آهاتُ
عَجوزٍ بَسِيطة
لا تَهتمُّوا!
وَ لِيُشطبَ قَيدُها كالسّابقين
وَ يُمحَىٰ أَثرُهَــا عن الخَريطة
يا ابنَ آدم..
إفسِدْ في الأرضِ واستَبِد
وَ اَتركِ الكِلابَ تَنهشُ باللَحمِ
فَالشيطانُ سكنَ خلايا الجسد
أَلا تكتفُوا بِمنازلَ هُدِّمتْ، ؟!
أَطفالٍ يُتِّمتْ!؟؟؟
اجرمتم و سـدَرْتُمْ في غَيِّكُم؟؟
فَلمْ يَسمَعِ الصَّيحاتِ ” مُعتصمٌ ”
وَ لا “المَّلكُ النَّاصِرُ”!
يَعودُ لِيرفعَ العَلمَ
فاللّٰهُ تَعالَـىٰ
يَرعىٰ العِبادَ فوقَ الثَّرَىٰ
وَ لنْ يَترُكَ أُمُورَهُم سُدَىٰ!

ياسمين عبد السلام هرموش
………………………………………………………………
١٢*#عِرْفَانُ_جَميلٍ*

تحيةَ إجلالٍ و إكبار
لفارسةٍ جَسُور
لمْ يَجمحْ حصانُهَــا
لمْ يَسقطْ سِلاحُهَــا
إمرَأَةٌ قدسيّةٌ
سَكتَ عَنهَــا العَذْلُ،
وَ تَكلمَتْ فوهَة البُندقيّة
سَفينَةُ صَحراء
شتاؤُهَــا نارٌ،
لا باردٌ و لا مَطرُ
طرحُهَـــــا جَمْرٌ
لا أثمارٌ، وَ لا شَجرُ
أُمُّ الشُّهداءِ
خيمةٌ وَ جُدُرُ
حَطَبٌ وَ خُبزُ تنُّورٍ!
تَحيةً لكُلِّ جَرحٍ مفتُوحْ
كُلِّ ثَكْلَـىٰ علـىٰ
الأَطْلالِ تَنُوحْ
تَحيةً لِأَطفالٍ..
تَنامُ في حِضنِ الوَجـعِ
يُؤرِّقُهَــا جِدارُ الصَّمتِ
وَ لا يَسيلُ منهـــا دمْعُ
تحيةً لِكلِّ قَطرةِ دَمٍ
سَقَتْ قَلبَ التُّرابِ،
وَ فاحَ مِنهَا..مِسكٌ و عِطْرُ!

ياسمين عبد السلام هرموش
……………………………………………………………………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *