المُرتَضى من البلمند: يوجِعُنا شمالًا ألا يُبعث أملٌ في معرفة مصير مطرانَي حلب ويؤلمنا جنوبًا إذ نرى السلامَ مستباحًا ومهدَ المسيح محتلًّا من هيرودس هذا الزمان

المُرتَضى من البلمند: يوجِعُنا شمالًا ألا يُبعث أملٌ في معرفة مصير مطرانَي حلب ويؤلمنا جنوبًا إذ نرى السلامَ مستباحًا ومهدَ المسيح محتلًّا من هيرودس هذا الزمان

المُرتَضى من البلمند: يوجِعُنا شمالًا ألا يُبعث أملٌ في معرفة مصير مطرانَي حلب ويؤلمنا جنوبًا إذ نرى السلامَ مستباحًا ومهدَ المسيح محتلًّا من هيرودس هذا الزمان

قررنا ادراج متحف دير سيدة البلمند البطريركي على لائحة المتاحف الوطنية، وانطاكيا وسائر المشرق ستنتصر

شارك وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى قبل ظهر اليوم في افتتاح “متحف دير سيدة البلمند البطريركي” برعاية وحضور غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذوكس، وبحضور نائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الحكومة وعدد من النواب والأساقفة ورئيس ونواب رئيس جامعة البلمند ورئيس دير البلمند ولفيف من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية، وكان للمرتضى كلمة قال فيها أن ” أعمدة الحكمة سبعة هي نفسها أحرف إنطاكيا وعلى تيجانِها المحفورةِ بإزميلِ التاريخ ارتفعَ مُتحفُ الزمان.”

أضاف: ” مدينةٌ….. هي أيضاً سائرُ المشرق، جعلتْ سلطانَها الروحيَّ أوسعَ من مَقامِها على مصبِّ عاصٍ في حضن خليج، وعمَّقت في فضاءِ أزمنتِها المتعاقبة جذورَ الانتماءِ إلى الحقِّ والإيمان، والوطن والإنسان”.

وعن قيمتها التاريخية أكد المُرتَضى ” إنّها التراثُ والفكر وعبق الزمان والأوان، ومساحة الرجاء التي ما برحت تتجدَّدُ على مرِّ الزلازلِ التي أتت اليها وعليها، بفعل الطبيعة… أو بفعل التاريخ….لا فرق. لأنَّ الروح الذي هبَّ فيها ما زال هو هو حاضراً ملء جراحها إلى اليوم، ومن آياتِه أنْ نصَّبَ على كرسيِّها من يقطعُ كلمةَ الحقّ باستقامةٍ، ويتعهَّدُ الناسَ على مثال الراعي الصالح، ويرفعُ عصاه في وجوه الذئابِ الخاطفة التي تَعِيثُ الفرقة والفساد في الأرض”.

وعن المتحف أردف قائلًا: ” ولأنّ اليوم ابن البارحة، كانت ندوةٌ منذ وقتٍ قريب في جامعة البلمند، أقمتموها يا صاحب الغبطة عن مرحلةٍ من عمر الكنيسة. واليوم تفتتحون متحفَ البلمند الذي يضمُّ كنوزًا من التراث الأنطاكي، فكأنَّكم فيما تفعلون، تغرزون مداميكَ الحاضرِ في أساساتِ التاريخ، لتؤكّدوا، من هذا الصرحِ الروحي والثقافي، ما حفِظتْه الحياةُ على امتدادِ أربعةَ عشر قرنًا: أنَّ هذه الأرضَ المشرقيةَ ليست إلا مختبَرًا إنسانياً حيًّا تتجلّى فيه إرادة الله تعالى، بأن يكون الناسُ على تنوُّعٍ بديعٍ كفسيفساء الكنائس، يتعارفون ويتعاضدُون وينشرون السلام فيما بينهم، وفي جميع الأمم، فيصير عيشهم الواحد في تعدّدٍ، والمتعدّد في وحدةٍ، على شبه هذا المتحف، ذاكرةً لبلادِنا كلِّها، ناطقةً بفعلِها الضخم في مسيرة الحضارة الإنسانية”.

ومخاطبًا البطريرك يوحنا العاشر قال: ” نحن يا صاحب الغبطة بجوارِ عيد ميلاد يسوع، سيّدِ الرجاء والسلام. وإنَّه

ليوجِعُنا جدًّا أن نتلفَّتَ شِمالًا فلا نُبصرَ ضوءَ رجاءٍ يبعث أملًا في معرفة مصير مطرانَي حلب بعد انقضاء عقد من الزمان على اختطافِهما الأثيم. وأن نتلفَّت جنوبًا فنرى السلامَ مستباحًا، ومهدَ المسيح محتلًّا، وملاعبَ طفولتِه مدمرةً بقنابل أعداء الإنسانية”.

أضاف: ويُدمي منا القلوبَ والعيونَ أن نشاهدَ الأطفالَ الذين دعاهم أن يأتوا إليه، ودعانا إلى التشبّه بهم لنرثَ الملكوت، وقد أصبحوا أشلاءً على يد هيرودس هذا الزمان. ألا إنَّ الأرواحَ التي حلَّتْ بِفِناءِ خالقِها في غزّةَ وفلسطين وجنوبِ لبنان، وكلِّ أنطاكيا وسائر المشرق، ستنتصرُ حتمًا على الظلم والاحتلال والمجازر والعدوان وسائر ما ترتكبه الغدّة السرطانية التي زرعتها يدّ الشرّ في ارضنا المقدّسة”.

وختم قائلًا: “مباركٌ يا صاحب الغبطة هذا المتحف. وإلى سنينَ عديدةٍ تزرعُ فيها أرجاءَ الكرسيّ الأنطاكي خيرًا وإنجازات ونحن على الدوام بين أيديكم وفي خدمتكم لما فيه خير الإيمان والإنسان وخلاص وطننا الحبيب لبنان.

ووزير الثقافة يا صاحب الغبطة، اذْ وقف اليوم على ما يحتويه متحف هذا الدير من مخزونٍ بهيّ يُمثّل جزءاً عزيزاً ومباركاً من موروثنا الثقافي اللبناني، وبما له من حقٍّ في التقدير، يُقرّر إعلان إدراج هذا المتحف على لائحة المتاحف الوطنية اللبنانية مع ما يستتبعه هذا القرار من مكانةٍ وميّزات، على أن يستوفى لاحقاً أيّ نقصٍ قد يكون قائماً لجهة الإجراءات الإدارية أو الضوابط اللوجستية المفروضة قانوناً”.