قداس في سيدة النجاة على نيّة نقيب المحامين فادي المصري

قداس في سيدة النجاة على نيّة نقيب المحامين فادي المصري

قداس في سيدة النجاة على نيّة نقيب المحامين فادي المصري

المطران ابراهيم: نثق بقدرتكم على تحمل المسؤولية والعمل من أجل مصلحة العدالة والقانون

ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم قداساً احتفالياً في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة على نيّة نقيب المحامين فادي المصري من اجل توفيقه في مهامه وصحته ونجاحه، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأبوين ايلياس ابراهيم وادمون بخاش.

حضر القداس الى جانب النقيب المصري وعائلته، الوزير والنائب السابق ايلي ماروني، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، مفوضوا نقابة المحامين في زحلة المحامون  امال الحاج البقاعي، مارسيل قسيس ووليد مالك، مفوض نقابة المحامين لدى المحاكم الروحية في زحلة الأستاذ نجيب كعدي ممثلاً نقيبة المحامين السابقة امل حداد، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، منسق حزب الوطنيين الأحرار في زحلة فارس شمعون وحشد من المحامين من زحلة والبقاع وبيروت. 

بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم كلمة هنأ فيها النقيب المصري وقال :

” نحتفل اليوم بهذا القداس الإلهي على نية قامة قانونية وصلت إلى قِمَّة هرم المحاماة في لبنان لخدمة الوطن والمواطن والانسان، عنيتُ به سعادة النقيب فادي المصري. نُهنئكم على انتخابكم نقيباً للمحامين في بيروت ونتمنى لكم التوفيق والنجاح في مهمتكم الجديدة. إننا نثق بقدرتكم على تحمل هذه المسؤولية والعمل من أجل مصلحة العدالة والقانون، فأنتم تمثلون أحد الأعمدة الرئيسية في نظام العدالة والنزاهة والشفافية وحماية حقوق الناس، لا سيما المظلومين والفقراء منهم.”

واضاف” إنجيل اليوم يدعونا لنأخذ لحظةً للتفكير في مفهوم السبت ومعناه في اليهودية، وكيف يرتبط هذا المفهوم بما نسميه “القانون” في زمننا الحاضر. في هذا النص الإنجيلي يتحدث المسيح عن ضرورة التحرر من السبت وقوانينه. ففي السبت يمتنع اليهود عن العمل وعن القيام بأنشطة تُخالف يوم الراحة والعبادة والامتثال لوصايا الله والالتزام بالتقاليد الدينية.

سمعنا كيف كان المسيح يشفي امرأة منحنية منذ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً وكان ذلك في يوم السبت. وضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ. انزعج رَئِيسُ الْمَجْمَعِ من هذا وقال للجمعِ: إن العمل في السبت محرم. لكن المسيح وصفهم بالمرائين وأظهر لهم أن التحرر من السبت هو تحرر من الأنظمة التي قد تكون عائقًا للشفاء والرحمة.”

وتابع سيادته ” يشير المسيح إلى أهمية فهم القوانين بشكل منفتح ومتوازن. على الرغم من أهمية الالتزام بالقوانين، يجب أن نتذكر دائمًا أن العدل والرحمة والشفاء هما جزء من مسيرتنا الإنسانية والإيمانية. هذا ما يقوله لنا الكتاب المقدس في سفر الأمثال: ” إِجْرَاءُ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ أَكْثَرُ قُبُولاً عِنْدَ الرَّبِّ مِنَ الذَّبِيحَةِ.” أي منَ الحفاظ على السبت.

قد يكون لدينا تصورات ثابتة حول القوانينِ والتقاليد، لكن المسيح يذكرنا بأن التحرر من الإدمان على العَقلانية الزائدة والقوانين الجامدة قد يفتح لنا باباً أفضل للحفاظ على الحق والعدل.

المسيح يُريدنا أن نكون قلوبًا مُنفتحة ومتسامحة تجاه الآخرين. فالتحرر من السبت هو التذكير بأن المحبة والرحمة هما الأهم في حياتنا.”

وختم المطران ابراهيم” إن فهم علاقة السبت والقانون في ضوء دعوة المسيح للتحرر يمكن أن يوجهَنا نحو حياة متوازنة ومفعمة بالمغفرة والرأفة. لنكن دائمًا على استعداد للنظر بعمق في تفاصيل القوانين ومعانيها والتحرر عندما يكون ذلك مناسبًا للمحافظة على الأخلاق في علاقتنا مع الله وبعضنا البعض. 

فلنتمسك إذن بقاعدة ذهبية أعطانا إياها السيد المسيح وهي أن: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.” (مرقس 2: 27). ولنتذكر دائما قولَ القديس بولس: ” إنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي” (2 كورنثس 3:6).  آمين.”

وفي نهاية القداس كان لنقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش كلمة جاء فيها:

” لم يكن النجاح يومًا وليد الصدفة ولا هو “ضربة حظ” أو لعبة أرقام او اسم نسحبه بالقرعة فيفوز صاحبه، انه قرار. انه مثابرة وجهد وسهر وتعب وتراكم خبرات. 

ونجاح الصديق النقيب فادي المصري لا يخرج عن هذا الإطار ولا يشذ عن القاعدة. وفوزه بانتخابات نقابة المحامين التي هي النقابة المولجة بحماية الحق والدفاع عنه ما هو الا دليل ثقة زملاء ومحامين.”

واضاف” نتساءل لماذا بدء المسيرة النقابية من سيدة النجاة في زحلة ؟ ويأتي الجواب تلقائيا اوليست زحلة عاصمة الكثلكة التي يعتز بها كل ملكي كاثوليكي لرمزيتها ؟

وها أنا كنت قد بدأت نفس المسيرة ومن نفس المكان وكانت سيدة النجاة رفيقة دربي أنارت لي طريق النجاح والمثابرة. 

أوليست هي من ألهمت المطران إبراهيم وأنا وفاوضت معنا لإنقاذ مستشفى تل شيحا من الانهيار؟ فأردت للصديق النقيب فادي المصري ان تكون انطلاقته من هذا الصرح المقدس وببركة سيدنا المطران إبراهيم مخايل ابراهيم.”

وختم بخاش” صديقي فادي، أعرف كما يعرف الجميع أنك ستكون نصير الحق والدفاع عنه ونصير الإنسان والمظلوم اينما كان. كما ستكون الصوت الصارخ في وجه الظلم خصوصًا في هذه الايام حيث تُنتهك في وطننا حقوق الانسان كما يتم التعرض للحريات: حرية الرأي والتعبير والإعلام.

لن اطيل، ولا كلام يعلو على ما تفضل به صاحب السيادة في كلمته وأختم بشكره وشكر جميع الحضور وأتمنى التوفيق للصديق النقيب فادي.” 

وتحدث نقيب المحامين فادي الأستاذ فادي المصري شاكراً المطران ابراهيم والنقيب بخاش فقال:

“أشكر صاحب السيادة المطران إبراهيم مخايل ابراهيم من عميق القلب على القداس الذي قدمته لنا، وهو أكبر هدية ممكن ان اتلقاها بمناسبة انتخابي، قداس على نية المحامين في لبنان ونقابة المحامين، وعلى نية توفيقي ونجاحي. وهذا اول نشاط لي خارج اعمالي النقابية البحتة.

انا مسرور جداً ان اكون في مطرانية سيدة النجاة بضيافة المطران ابراهيم وفي حمى سيدة النجاة لكي نضع هذه الولاية في رعايتها وفي رعاية الرب من اجل توفيقنا ومرافقتنا في كل خطوة نقدم عليها.”

واضاف ” اشكر النقيب بخاش والأستاذ عزيز ابو زيد على العناية والمجهود الذي بذلوه من اجل التحضير لهذا النهار، وكلمة النقيب بخاش تعبّر عما يختلج في تفكيري من انه لدينا واجب كنقيبي اطباء ومحامين تجاه الإنسان في لبنان يخرج عن إطار الواجب المهني او النقابي البحت، لدينا مهمة انسانية من اجل خلاص لبنان والحفاظ على المُثُل العليا التي يمثلها لبنان وأهمها الحرية. ونحن كنقابتين نعنى بالإنسان في صحته وحقوقه، وليست صدفة ان الله وضعنا في طريق بعضنا البعض في هذا الوقت المفصلي في تاريخ لبنان وفي هذه المحنة التي يجتازها وطننا، نحن لدينا مهمّة رسولية لوضع ايدينا مع بعضنا البعض من اجل العمل سوياً على خلاص الإنسان لكي يعود لبنان وطناً للحرية ووطناً للإنسان.”

وتابع المصري ” اشكر معالي الوزير ايلي ماروني على حضوره معنا اليوم، ومنذ اليوم الأول لزيارتي الى زحلة منذ ثلاث سنوات في مهمة انتخابية كنت الى جانبي وما زلت حتى اليوم، اشكر الأستاذ سعد الخطيب عضو مجلس النقابة الذي اتى اليوم من مكان بعيد، وله في زحلة محبة خاصة لدى الجميع. أقدم محبتي الكبيرة للزملاء والزميلات جميعاً، ومحبتي لزحلة التي كانت صادقة ووفية ومخلصة منذ اليوم الأول لترشحي عام 2020 وعند انتخابي عام 2021 كعضو لمجلس النقابة واليوم عند انتخابي نقيباً للمحامين. كانت زحلة دائماً الى جانبي، وشعرت انه في كل مرة أزورها اكون بين اهلي، ولم أكن اشعر بطعم الفوز الا عند قدومي الى زحلة، لذلك ليس صدفة ان يكون اول نشاط لي من زحلة لأنني بين اهلي ورفاقي والمحبين وبين الأشخاص الصادقين الذين اعطوا بدون حساب، وهنا لابد ان اذكر شخصاً كان له دائماً محبة خاصة لي وعناية ورعاية خاصة، تعلمنا منه، رسّخ فينا محبة زحلة وحب الطقس البيزنطي، الأستاذ منير البقاعي اوجه تحية لروحه.” 

وختم ” اليوم بالنسبة لي هو عيد حقيقي، هذا الوجود والحضور والاحتضان وخاصة في مطرانية سيدة النجاة في زحلة، والبقاع العزيز جداً على قلوبنا وله علينا الكثير لأنه يمثل لبنان الحقيقي من ناحية حرارة الإيمان وحرارة العلاقات الحقيقية اللبنانية الأصيلة، العائلة اللبنانية مجموعة هنا اليوم من خلال الحاضرين والغائبين، اوجه لهم جميعاً التحية واعاهدهم ان أسير دائماً على هدى وضوء التعاليم التي تلقيتها، والذي تحدث عنها المطران ابراهيم عن انجيل اليوم، ان ” السبت في خدمة الإنسان وليس الإنسان في خدمة السبت” ، فلنخرج جميعاً من هذه الأطر الضيقة والعادات المقيّدة للإنسان ولننطلق نحو الإنسان الحقيقي والخدمة الحقيقية، الخدمة الرسولية ولا نتقيد بأشياء جامدة وموروثة، ولنقل اننا جميعاً متضامنين ومتكاتفين نعمل جميعاً بمحبة وايمان ورجاء، وهذه هي الفضائل المسيحية التي ستنقذ لبنان. هذه الفضائل يجب ان تكون لكل اللبنانيين ولكل انسان، إذا آمنا بها وعملنا على هدى تعاليمها نستطيع الوصول الى بر الخلاص.

من جديد كل الشكر لسيادة المطران ابراهيم على الاستقبال والمحبة، وانا عرفت المطران ابراهيم من كندا، هو المطران البنّاء ومطران العمل، ومن كاتدرائية المخلص في كندا الى سيدة النجاة في زحلة مسيرتك ستكون مرشدة لنا في عملنا من اجل خدمة لبنان وخدمة الإنسان.” 

بعد القداس استقبل النقيب المصري والمطران ابراهيم والنقيب بخاش المهنئين في قاعة المطران اندره حداد.