بيار شويري يسلّط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربي خلال النسخة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام

بيار شويري يسلّط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربي خلال النسخة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام

بيار شويري يسلّط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربي خلال النسخة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 7 ديسمبر 2023:

شهدت فعاليات اليوم الثاني من معرض ومؤتمر “الكونغرس العالمي للإعلام” الذي انعقد أخيراً في أبو ظبي، مجموعة من المقابلات والدردشات الشخصية الجانبية، نذكر منها المقابلة مع السيد بيار شويري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة Choueiri Group، أجرتها معه لينا حسب الله، محررة “سي إن إن” الإقتصادية (الإمارات العربية المتحدة).

في إطار هذه الدردشة، سلّطت الصحفية المحاورة الضوء على الدور التقليدي والفعّال الذي يضطلع به قطاع الإعلام في الحفاظ على الثقافة العربية، إلى جانب تقديم الأخبار والمحتوى الحيوي للملايين من المشاهدين في جميع أنحاء المنطقة العربية وحول العالم. كما لفتت إلى أن التطورات التكنولوجية والرقمنة وانتشار الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي وتحوّلها إلى المنصة الأساسية لاستهلاك المحتوى باتت من العوامل التي تشكّل تحديات هائلة وملحّة للغاية.

وفي معرض تعليقه على هذه التطورات، تحدث السيد شويري عن تأثير الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي، وقال: “قبل أن نبدأ باستعراض أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربي، لا بد من تحديد الجمهور المستهدف. إلى من نتوجّه؟ إلى الشعوب العربية التي يناهز عددها 350 مليون شخص، أو إلى نحو 150 مليون شخص على وجه التحديد؟ بالتالي، وبما أن ما يقرب من 60 في المائة من هؤلاء السكان (أي نحو 200 مليون شخص) هم ما دون سن الـ 30 عاماً، يصبح السؤال الرئيسي الذي يتعيّن أن تطرحه وسائل الإعلام العربية على نفسها: ’هل نجحنا في التفاعل بشكل فعال مع هذه الفئة السكانية؟‘ يبدو أن وسائل الإعلام العربية لا تتواصل بشكل فعال مع هؤلاء بلغتهم، حيث أن هذه الفئة تتضمّن مجموعة من الأفراد الذين يتواصلون في الغالب باستخدام منصات ’تيك توك‘ و’فيسبوك‘ و’إنستغرام‘، ويتخذون القرارات خلال أول 6 ثوان من مقطع الأخبار الذي يشاهدونه. هذه الفئة من الجمهور تفضل المحتوى الذي لا يتخطى الدقيقتين أو 2.5 دقائق على الأكثر، وتضمّ في الغالب أفراداً في حالة تنقل دائمة، ويعتمدون بشكل أساسي على المحتوى المخصّص للهاتف الجوال أولاً. وبالتالي، ينبغي أن يكون أي نوع من المحتوى مصمماً لتلبية احتياجاتهم.”

ولدى سؤاله عن أهمية المحتوى، شدد السيد شويري على أهمية “التطوير المستمر لمواكبة متطلبات مستهلكي المحتوى المتغيرة باستمرار”. وقال أيضاً: “لمواكبة عملية التحديث والتطوير الحاصلين، لا بد من الاطلاع بشكل مستمر على مختلف البيانات والأبحاث في هذا المجال، سواء كان ذلك من خلال مراقبة نسبة المشاهدة، أو تحليل أنماط القراءة، أو اعتماد أساليب التعلم المختلفة التي تسهل تكييف المحتوى بحسب ما يؤثر على الجمهور أو

يجذبه. وعند التحدث عن التكنولوجيا، لا بد أن ندرك أن الهدف لا يقتصر على الوصول إلى التكنولوجيا، إنما على اعتمادها بشكل فعال. من الضروري أن نواكب التطورات التكنولوجية وأن نستخدم الأساليب التي تستفيد من هذه الابتكارات. أما بالنسبة إلى توزيع المحتوى، لا بد أن نحرص على مواكبة الاتجاهات الحالية والتنبؤ بالتطورات المستقبلية. وهذا يعني استخدام وسائل توزيع المحتوى الفعالة في الحاضر والقابلة في الوقت عينه للتكيف في المستقبل لتبني أي مقاربات جديدة لدى ظهورها.”

ورداً على سؤال الصحفية عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي عبر منظومة الإعلام العربي، وهيمنة المنصات والشركات الأجنبية في جميع أنحاء القطاع، أعرب السيد شويري عن آمال كبيرة في إمكانية تطوير المنصات المحلية، وقال: “نحن قادرون على إنشاء نسخة عربية من تطبيق ’تيك توك‘ (TikTok)، ولا يوجد أي سبب يمنعنا من استخدام مثل هذا التطبيق لنشر المحتوى الخاص بنا. إن هذه المنصات موجودة ويمكن استخدامها بمثابة قناة لتسويق المحتوى الخاص بنا، لا سيما نمط المقاطع قصيرة المدة. ما لدينا حالياً هو محتوى مرئي طويل المدة، مثل خدمات البث، التي تتنافس مع المنصات الأجنبية. كذلك، لا بد أن أؤكد على أهمية إحاطة أنفسنا بالتشريعات، مع الانتباه إلى وجوب أن تكون مثل هذه التشريعات وقائية، وألا تؤثر سلباً علينا. وفي حين تشكّل وسائل الإعلام الوقود الذي يغذي الإعلان، من الأهمية بمكان أن نسعى لحماية القطاع. في فرنسا مثلاً، فرض البرلمان الفرنسي ضرائب على الإعلانات الإلكترونية على شركة ’جوجل‘ لدعم قطاع النشر. وأخيراً، وفي إطار سعينا لإدارة الإعلام الترفيهي العربي، أود أن أوجّه رسالة واضحة – من الضروري أن تتمّ إدارة هذا القطاع كشركة خاصة، مع التركيز على النتائج والأداء، على الربح والخسارة، لأن هذه العناصر ستكون أساسية لتوليد محتوى عالي الجودة لمنطقتنا.”

وفي إطار هذه الدردشة، تحدث السيد شويري عن أهمية نسب الاستثمار لكل شخص: “تنفق معظم دول مجلس التعاون الخليجي نحو 100 دولار أمريكي للشخص الواحد، في حين أن هذه النسبة تبلغ عشرة أضعاف ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعادل 1000 دولار للشخص الواحد. هذا يعني أن العالم العربي بأكمله يستثمر 14 دولاراً فقط للشخص الواحد في وسائل الإعلام، وهذا الاستثمار المنخفض للغاية يؤثر بشكل مباشر على جودة المحتوى. ما ينبغي مراعاته أيضاً هو أن الإنفاق الإجمالي في مجال الإعلام في المنطقة يبلغ 5 مليارات دولار، يتمّ رصد 65 في المائة منه لدعم القنوات الرقمية و35 في المائة للقنوات غير الرقمية. في العالم العربي، يتم استثمار 80 في المائة لدعم الإعلام الرقمي، وهذه برأيي نسبة غير متوازنة، إذ أن معظم هذه الميزانيات تستفيد منها كبريات الشركات العالمية مثل “ميتا” (Meta) و”جوجل” (Google) و”تيك توك” (TikTok) و”سناب” (Snap)، بالتالي، فإن المبلغ المتبقي للاستثمار في المحتوى المحلي ليس كافياً. من شأن هذا الاستنتاج أن يدفعنا للتركيز على الاستثمارات المحلية وحمايتها. إذ لا يمكن أن ننكر أن لدينا منصات ناجحة بالفعل لخدمات المشاهدة حسب الطلب في الدول العربية، من قبيل “شاهد” (Shahid) أو “ستارزبلاي” (Starz Play)، وهي تلاقي نجاحاً في العالم العربي يفوق نجاح خدمة “نتفليكس” (Netflix). بالتالي، وبهدف تحفيز النمو في المنطقة، لا بد أن يكون الاستثمار أكبر بمعدل خمسة أضعاف (25 مليار دولار بدلاً من 5 مليارات دولار). لتحقيق ذلك، لا بد من زيادة الإنفاق الإعلامي في العالم العربي، مع التركيز على المحتوى والتوزيع والبيانات. علاوة على ذلك، يعدّ اعتماد التقنيات

الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي أمراً بالغ الأهمية، مع الحرص في الوقت عينه على أن تكون النتائج على قدم المساواة مع المنصات الدولية. إذا نجحنا في تحقيق ذلك، فإن الاستثمار الإعلامي سيشهد بطبيعة الحال نمواً كبيراً.”

كما أعرب السيد شويري عن تفاؤله بمستقبل وسائل الإعلام التقليدية، وقال في هذا السياق: “لا يعني استحواذ الوسائل الرقمية على حياتنا أن وسائل الإعلام التقليدية تقترب من نهايتها. بل على العكس، إنها تتطور وتتكيف مع متغيرات التكنولوجيا الجديدة. وعلى الرغم من التراجع المطّرد للصحف الورقية، إلا أنها بدأت بالانتقال إلى المنصات الرقمية، مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. كذلك، انتقلت مشاهدة شبكات التلفزيون التقليدية مثل “سي بي سي” (CBC) و”إيه بي سي” (ABC) في الولايات المتحدة الأمريكية إلى شبكات فردية تتكيف مع التكنولوجيا. كذلك، تعمل شركة “جي 42” (G42) على إطلاق نموذج اللغة العربية للذكاء الاصطناعي، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى التطور، بالتزامن مع دمج التكنولوجيا. أود أن أشير إلى الحدث الذي حضرته مؤخراً، حيث صرح خلاله الرئيس التنفيذي لشركة “نتفليكس” (Netflix) أن عصر البث التلفزيوني قد مات. الأمر المثير للاهتمام هو أنه طرح في بداية عرضه التقديمي السؤال التالي: ’هل زال عصر الراديو؟‘ هذا يؤكد أن عصر البث التلفزيوني لم يمت، بل أن المحتوى يبقى هو العامل الأبرز والأهم، لأن المحتوى هو كل شيء في أي وسيلة.”

وفي ختام حديثه، أشار السيد شويري إلى وجوب تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام والإعلان، وقال في هذا السياق: “برأيي وبحسب تجربتي، لطالما كانت وسائل الإعلام ناجحة، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا النجاح يعني أن المنتجين العرب يتمتعون بالقدرة على تحسين إنتاجهم. وأنا أعتقد أننا نسلك الطريق الصحيح نحو تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل القريب جداً.”

لمشاهدة فيديو المقابلة، يُرجى الضغط هنا.

لمحة عن مجموعة Choueiri Group

مجموعة شركات Choueiri Group هي مجموعة رائدة في المجال الإعلاني في منطقة الشرق الأوسط وهي ناشطة في هذا المجال منذ أكثر من 50 سنة. وهي اليوم تسوّق وتدير المساحات الاعلانية لـ16 محطة تلفزيونية فضائية ومحطتين تلفزيونيتين أرضيتين، و7 وسائل إعلام مطبوعة، و14 محطة إذاعية، وما يزيد على 30 موقعاً إلكترونياً، بالإضافة الى تطبيقاتها الإلكترونية على الهواتف الذكية، و78 دار سينما. كما وتملك المجموعة إحدى أكبر شبكات اللوحات الإعلانية الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن مجموعة من الفرص التسويقية التجريبية. وتمارس مجموعة شركات Choueiri Group نشاطها في عشرة أسواق تضمّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا واليابان، وتقدم أجود الخدمات لعملائها الإقليميين والدوليين من خلال شبكتها الواسعة المكونة من عشر شركات تابعة ومكتبين تمثيليين وأكثر من 400 تنفيذي ملتزم.