كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) أمريكا لا تريد أن تتوقف الحرب ، بريطانيا لا تريد أن تتوقف الحرب

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)  أمريكا لا تريد أن تتوقف الحرب ، بريطانيا لا تريد أن تتوقف الحرب

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)

أمريكا لا تريد أن تتوقف الحرب ، بريطانيا لا تريد أن تتوقف الحرب

إعداد: ربا يوسف شاهين

نحن تعرضنا للنكبة عام 48 ولن نقبل بأن نترك وأن نغادر وطننا مجدداً وأن نترك غزة و مخيماتها و بلداتها ومدنها .

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء

ماذا ينتظر الحكام في الغرب ، وخاصة في أمريكا لكي يوقفوا هذا العدوان وهذه الحرب الهمجية التي ادت إلى دمارٍ هائل وارتقاء عددٍ كبيرٍ من الشهداء وما زال النزيف في غزة مستمر ومتواصل .

غزة كانت أكبر سجن في العالم أكثر من مليوني شخص كانوا يعيشون في ظل حصارٍ مما جعل غزة هذا طبعاً قبل الحرب كانت غزة هي أكبر سجنٍ في العالم أما اليوم فقد تحولت إلى أكبر قبرٍ في العالم حيث أن الشهداء يرتقون ويقتلون ويستهدف الأطفال و الكبار والصغار وأضحت غزة كلها مكاناً يدفن فيه هؤلاء الشهداء بطريقة مأساوية مؤلمة وحزينة .

الخيام منتشرة في كل مكان والتهجير في كل زاوية من زوايا القطاع في مشهد يذكرنا ما حدث مع شعبنا الفلسطيني عام 48 وهجر الفلسطينيون قسراً من مدنهم و بلداتهم وقراهم وها هو مشهد النكبة يتجدد أمامنا اليوم وأمام العالم كله في غزة الأبية .

◾ واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

إن الغالبية الساحقة من سكان غزة هم من أولئك الذين نكبوا عام 48 عاشوا. النكبة غزة مليئة بالمخيمات مخيمات اللجوء لجأ إليها الفلسطينيون المنكوبون عام 48 واستقروا في هذه المخيمات على أمل أن يعودوا إلى مدنهم وقراهم و بلداتهم التي طردوا منها عنوةً عام 48 .

وبدلاً من أن يعودوا و ينعموا بحياة أفضل ها هم يتعرضون لتهجير جديد و نكبة جديدة وممارسات لا إنسانية مروعة يندى لها الجبين ما يحدث اليوم في غزة من انتهاكات خطيرة لا يمكن أن يستوعبه عقل البشري .

أيها الأحباء غزة المنكوبة تعيش مأساة لا يمكن أن يقبلها وأن يبررها أي إنسانٍ عنده قيمٌ إنسانية أو أخلاقية ولكن و يا للأسف الشديد في هذا العالم هنالك حكام وخاصة في أمريكا ، هنالك حكام تخلوا عن إنسانيتهم ، وهم يشاهدون ويتابعون ويعرفون جيداً ما يحدث في غزة ، لابل هم مشاركون في هذه الجريمة المرتكبة بحق أهلنا في غزة ، ولا يريدون أن تتوقف هذه المأساة .

أمريكا لا تريد أن تتوقف الحرب ، بريطانيا لا تريد أن تتوقف الحرب ، كما وغيرها أيضاً من الدول الغربية ، طبعاً هنالك بعض الاستثناءات بعض القادة السياسيين في الغرب الذين خرجوا وقالوا أنهم يرفضون العدوان ويطالبون بوقف هذه الحرب هذه استثناءات .

ولكن غالبية الحكام في الغرب ، هم من المؤازرين والداعمين لهذا العدوان ، وهذا يحملهم مسؤوليةً كبيرة ، مسؤوليةً أخلاقية مسؤوليةً إنسانية مسؤوليةً قانونية ، يحملهم مسؤولية أنهم شركاء في هذه الإبادة الجماعية ، وفي هذه النكبة المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني في غزة الأبية .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

المناشدات تصل تباعاً من غزة ، من أولئك الذين هم ما زالوا قادرين على أن يسمعوا صوتهم

لا أكل لا أغذية لا أدوية لا أغطية ، الأطفال يبكون وهم يتضورون جوعاً كما والكبار ، الأطفال يبكون من قلة الطعام والماء والغذاء ، هذه المشاهد المروعة من المؤسف و المحزن أنها لا تحرك هؤلاء الحكام الذين هم في الغرب والذين يتشدقون بحقوق الإنسان ، وحقوق الحيوان وحقوق الأطفال ، ولكن يبدو أن ألام شعبنا ومعاناة أطفال شعبنا لا تعني لهم شيئا

ً هم يعرفون جيداً ما يحدث في غزة وهم مشاركون في هذه الجريمة ، ولا يعملون شيئاً من أجل أن تتوقف هذه المأساة ، وهذه الكارثة الغير مسبوقة التي يتعرض لها شعبنا هناك .

قلنا بأن الناس يموتون في غزة من العطش والجوع ، وإسرائيل تفعل ما تريد ، دون أن يحاسبها أحد ، دون أن يسألها أحد ، دخلوا إلى غزة، يقتلون يدمرون يقصفون يمتهنون الكرامة الإنسانية ، ولا أحد يقول لهم في هذا الغرب ، من حكامه المتواطئين و المتخاذلين ، توقفوا يا أيها المجرمون عن إجرامكم .

وهذا إن دل على شيء ، يدل على أن هذا العالم يعاني من أزمة أخلاقية ، هنالك أزمة أخلاقية في هذا العالم ، أولئك الذين يشاهدون غزة تدمر وينكل بأبنائها بهذا الشكل ، ولا يتحركون ولا يطالبون بوقف هذا العدوان ، هذا يعني أن هؤلاء يعيشون أزمةً أخلاقيةً ولم يعد ينطلي على أحد الشعارات التي يطلقونها ، عن حقوق إنسان و ديموقراطيات وحريات إلى أخره ، أين هي كل هذه الشعارات من الجرائم المرتكبة بحق شعبنا ليس فقط من الاحتلال ، بل منهم هم ، هم الحكام بعض الحكام في الغرب هم شركاء في هذه الجريمة ، يرسلون السلاح ويدعمون ويقدمون الكثير من التسهيلات للاحتلال ، لكي يتسنى له ولكي يتمكن من قتل وتدمير والتنكيل بشعبنا الفلسطيني ، وخاصة المدنيين والأطفال في غزة الأبية المحاصرة و المنكوبة .

هذه سادس حرب تتعرض لها غزة خلال 15عاماً او 16عاماً ولكنها الحرب الأكثر قسوةً و عدوانيةً ، طبعاً هذه ليست حرب اعتيادية وليست عدواناً اعتيادياً هذه تحمل في طياتها ما هو أخطر من هذا وذاك .

◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

إنه مخطط هادفٌ للتنكيل والتشريد والتدمير والقتل ، إنه مخططٌ لإحداث نكبة جديدة ، ومتجددة وكأن الاحتلال يريد أن يقول لنا كفلسطينيين لا مستقبل لكم على هذه الأرض ارحلوا عن هذه الأرض ، لا تبقوا في هذه الأرض ، هم يتمنون أن يرحل أهلنا في غزة إلى سيناء ، أو إلى غيرها من الأماكن ، هم يريدون إفراغ غزة من أهلها ، ولكن أبناء غزة قالوا كلمتهم ، بأننا باقون في هذه الأرض ، و باقون في غزة ومشهد نكبة عام 48لن يتكرر .

نحن تعرضنا للنكبة عام 48 ولن نقبل بأن نترك وأن نغادر وطننا مجدداً وأن نترك غزة و مخيماتها و بلداتها ومدنها .

أيها الأحباء إن صمود أهل غزة يحتاج أيضاً إلى مقومات ، لا نريد للبعض أن يتغنى بهذا الصمود هذا الصمود يحتاج إلى مقومات ، يجب أن يدعم أهلنا بغزة ، يجب أن تدخل المواد الغذائية والطبية و المياه كل الأشياء التي يحتاجها أهل غزة ، ويجب أن توزع عليهم ، يجب أن تصل إلى لمستحقيها وكلهم يستحقونها ، لأن كل الشعب هناك يعاني ، وكل الشعب تضرر ، وكل الشعب حقيقةً يعيش في محنة ، وفي نكبة ، وفي ألام وفي أحزان ، المواد الإغاثية يجب ان تصل .

ولكن يبقى مطلبنا الأساسي والأهم أيها الأحباء بأن هذه الحرب يجب أن تتوقف ، هذه الحرب يجب أن تتوقف اليوم اليوم وليس غداً

كفانا دماءً و أحزاناً و دمارً و خراباً ، فلنرفع صوتنا عالياً في القدس ، وفي كل فلسطين وفي كل هذا المشرق العربي ، وفي العالم بأسره فليرفع الأحرار صوتهم عالياً مطالبين ، بأن يتوقف هذا العدوان .

لا يمكن القبول بأن يموت الناس في غزة. من القصف ومن الرصاص ومن القذائف ومن الجوع ومن انعدام وجود المقومات الإنسانية الأساسية المطلوبة لكي يعيش الإنسان .

إسرائيل تفعل هذا دون أية مساءلة ، ولذلك جرائمها مستمرة ومتواصلة ، ولم تتوقف منذ عام 48 وحتى هذه الساعة .

للأسف هذه المنظومة الغربية منحازة لإسرائيل وممارساتها الظالمة بحق شعبنا الفلسطيني .

نتمنى ونطالب بأن تتسع رقعة الأحرار في هذا العالم الأحرار مناصري الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وخاصة في أمريكا في أوروبا في أستراليا نتمنى أن تتسع رقعة هؤلاء لكي يتحولوا بعدئذ إلى قوة ضاغطة قادرة على ان تؤثر على سياسة بلدانهم وحكام بلدانهم .

أيها الأحباء فلتتوقف الحرب ، نحن في القدس نرفع الدعاء والصلاة من أجل أهلنا في غزة ، من أجل أهلنا في الضفة الغربية ، اقتحامات لبيت لحم ، لرام الله ، لنابلس ، لجنين و مخيمها ، كل فلسطين مستهدفة ، وفي المقدمة منها القدس ، التي يسعى الاحتلال لسرقتها وطمس معالمها والنيل من مقدساتها فليتوقف العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .