رعية القديس جاورجيوس في المنصورة احتفلت بتكريس اطفال ميداد

رعية القديس جاورجيوس في المنصورة احتفلت بتكريس اطفال ميداد

رعية القديس جاورجيوس في المنصورة احتفلت بتكريس اطفال ميداد

ببركة وحضور رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم احتفلت رعية القديس جاورجيوس في بلدة المنصورة في البقاع الغربي بتكريس اطفال جدد في الحركة الرسولية العالمية للأولاد ميداد خلال قداس ترأسه المطران ابراهيم في كنيسة الرعية بمعاونة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، كاهن الرعية الأب طوني رزق، الأب شربل راشد ومرشد حركة ميداد في البقاع الأب فادي الفحل بحضور رئيس بلدية المنصورة داني الجاويش والمخاتير وحشد من الأهالي. 

بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة هنأ فيها الأطفال واهاليهم بتأسيس فرع جديد لميداد في المنصورة ومما جاء في العظة :

” كما ترون لدينا عدد كبير من الصغار في العمر لكنهم كباراً في القيمة ومهمون جداً لأن الذي وراءنا اصبح اكثر بكثير من الذي امامنا، بينما هم الذي امامهم ما يزال مهماً جداً، وهذا المهم هو بين يديهم وبين الذين يربّونهم، لذلك نبنيه بحسب ما يريدونه وما نريده لهم لخير هذه البلدة الجميلة وخير هذه المنطقة وخير الوطن العظيم لبنان. 

ثمانية وعشرون طفلاً يتكرسون في حركة ميداد اليوم وهذا عدد كبير، دعوني اقول لكم ان هناك رعية في مونتريال كندا يرأسها شخص من المنصورة هو المطران ميلاد الجاويش فيها 500 منتسب ومنتسبة الى حركة ميداد يزينون كندا بأسرها وكل كنيستنا الملكية لأنهم منّا، من هذه المنطقة التتي تتوجع وتئن اليوم كالمرأة التي سمعنا عنها في الإنجيل المقدس، لديها ابن وحيد وهي ارملة لم يبقى لديها في الدنيا غير ولدها الذي توفي، وكانت حزينة جداً لوفاته، وكم تشبه امهات كثر في منطقتنا في بلادنا وفي البلاد المجاورة لنا ، كم هناك من ظلم وحروب وموت يحصد العديد من الشباب الصغار الذين ليس لديهم ذنب في حروب الكبار، لكنهم يدفعون ثمن اجرام الدول العظيمة بالإسم والفاقدة للضمير والكرامة وتتحكم بمصائر الشعوب الصغيرة والدول الصغيرة.

نصلي اليوم من اجل منطقتنا ومن اجل وطننا الحبيب لبنان لكي نبقى فيه لأن هذا البلد ليس لديه مثيل في العالم، عليكم ان تحبوه منذ طفولتكم واذا لم تحبوه لن تعرفوا قيمته، علينا ان نحبه ونبقى فيه ونبنيه ونبني مستقبله. انتم زينة هذه البلدة وهذه المنطقة.”

واضاف ” سمعنا في انجيل اليوم عن هذه الأرملة التي كانت تسير خلف جثة ابنها الوحيد وكانت غارقة في بحر من الدموع والحزن والألم واليأس. يقول لنا الإنجيل انه عندما رآها يسوع تحنن عليها، وانا اقول لكم انه ليس هناك في الدنيا اجمل من الإنسان الذي يحنّ على اهله، على عائلته واصدقائه وبلدته وبلاده وارضه، يعرف قيمتها وهذا يعني ان قيمته كبيرة جداً. كل شيء يبتدء منا فاذا كنا نعرف قيمة انفسنا عندها نعرف قيمة الناس المحيطين بنا، وعندما نحترم انفسنا نحترم كل الناس من حولنا، لذلك يسوع تحنن على هذه المرأة ومن خلالها تحنن علينا جميعاً لأنه حمل همومنا وكان لديه دائماً رغبة ان يمسح لنا دموعنا اذا ما بكينا ، والشعور الإنساني الموجود فيكم هو الذي جعل بلدنا من اجمل بلدان العالم . في العالم اليوم يربون الأولاد كالآلات اي من دون احساس كالروبوتات، وفي اماكن كثيرة يربون الأولاد كالآلات بدون ضمير او قلب او احساس وحنان، ليس لديهم دمعة تنهمر مع دموع الناس لأنهم بعتبرون ان كل ولد هو عالم مستقل بذاته، هه الشخصانية الفردية المؤذية للذات وللآخرين، وابشع ما يحصل اليوم انهم يقنعون الأشخاص والأولاد ان بإمكانهم ان  يتحولوا الى حيوانات، هل هذا مقبول. هل مقبول ان يتخلى الإنسان عن كرامته وعن كرامة اولاده، هذا الموت اصعب من موت ابن امرأة نائين الذي مات ابنها موتاً طبيعياً، لكن الذين يموت اولادهم موتاً ابدياً، موتاً اخلاقياً ومعنوياً مصيبتهم اكبر بكثير لأنهم لأنهم لا يسيرون فقط من البيت الى المدفن وتنتهي المأساة ويبقى الجرح داخلياً، هؤلاء يسيرون دائماً في مأتم اولادهم الذين فقدوا انسانيتهم.”

وتابع سيادته “ميزة يسوع الأساسية انه انسان، حتى لو كان الهاً، ولما صار بين الناس كان اهم شيء لديه الإنسانية، ان يكون انساناً يشعر مع الآخرين ويحبهم، يشفيهم . تأتينا اليوم مؤسسات يربحوننا جميلاً لإطعامنا رغيفاً، اتمنى ان نصل الى وقت لا نتتطلع اليهم ولا نرد عليهم، افضل لنا ان نموت من الجوع على ان نموت جائعين للكرامة التي خسرناها . اعاننا الله عليهم وعلى عطاءاتهم المشروطة التي تحد من كرامة الإنسان عوضاً من ان تزيدها، يسرقون اولادنا من حضن مريم العذراء ويجعلوهم من مذاهب غريبة عنان وننسلا اننا اولاد مريم العذراء، اننا اخوة يسوع المسيح، وننسى اننا ابناء كنيسة عمرها من عمر المسيح. 

الكثير من الناس اليوم يفضلون الموت في منازلهم على ان يذهبوا الى المستشفى لأنه هناك سيموتون الف مرة عندما يعرفون قيمة الفاتورة الإستشفائية، مع الأسف هذه هي حال اللبنانيين. كل عجائب المسيح في الإنجيل كانت لشفاء الناس باستثنا عجيبة واحدة هي تكثير الخبزات والسمكات. لا اعرف كيف نسينا ان يسوع هو معلّم ومبشّر وشافٍ قبل ان نفكر فيه انه شخص يعطينا الرغيف. يسوع كان يشفي لأنه تحنن ولا يشتري الناس، وكل من يشتري الناس لا يكون مسيحياً، ومن يشتري الناس في هذه الأيام الصعبة يكون استغلالياً وبلا اخلاق، نحن لسنا سلعة تباع وتشترى، يسوع احبنا وتحنن علينا ومسح دموعنا واصبح قطعة من وجعنا.”

وختم المطران ابراهيم ” انا اليوم اهنئ هذه الرعية بالأب طوني رزق الكاهن الملتزم الذي لا يقصّر ابداً في رسالته الكهنوتية، وفي كل مرة نتحدث فيها اكتشف مدى محبته لرعيته، مدى حبه للناس وتفانيه وتجرده، لا يعمل كموظف ينتظر راتبه في آخر الشهر، انما يعمل كرسول يهمه ان تتقدم النفوس وتخلص، يهمه فرح الناس، يهمه ان يقف مع كل انسان في كل احتياجاته، كما اشكر النائب العام الأرشمندريت نقولا حكيم الذ احب ان يكون معنا اليوم لأنه يحب المنصورة ويحب ان يرى تطور حركة ميداد، واشكر الأب شربل راشد صاحب الصوت الجميل، اشكر الشماس الياس خزاقة، اشكر الأب فادي الفحل كاهن رعية ابلح وخدم في المنصورة سابقاً وهو اليوم مسؤول عن حركة ميداد في الأبرشية.

اسأل الرب ان يبارك الجميع ويبارك اطفال ميداد، فهم اكبر بكثير مما يتصورون لأنه بنظر الرب هم الأكبر والأشرف والأطهر والأحب الى قلب يسوع.”

كما القت المرافقة مايا حنا كلمة تحدثت فيها عن خبرتها مع الأطفال في ميداد وشكرت الله على كل النعم التي منحها للشبيبة والأطفال.

بعد دورة القرابين جرت رتبة التكريس فألبس المطران ابراهيم الأطفال فولار الحركة واقسم الأطفال على الإلتزام بحركة ميداد وتلوا صلاة الولد.

وفي ختام القداس تلا المرافق الأول الإقليمي لحركة ميداد في البقاع جورج ابو خاطر مرسوم انشاء مركز لحركة ميداد في رعية القديس جاورجيوس في المنصورة وتعيين المرافق ميشال بشارة مرافقاً اولاً على المركز لمدة سنتين قابلتين للتجديد،متمنياً التوفيق للجميع.

والقى المرافق الأول ميشال بشارة كلمة شكر على النعم التي اعطاها الله للرعية والشبيبة، وشكر المطران ابراهيم على دعمه الدائم لحركة ميداد كما توجه بالشكر الى كاهن الرعية الأب طوني رزق والمرشد الإقليمي الأب فادي الفحل وكل من رافق الأطفال في مسيرتهم حتى اليوم. وكانت لفتة خاصة الى الأخت هيلين من راهبات المحبة في المنصورة التي رافقت الأطفال منذ سنوات وساهمت في اعدادهم وتنشئتهم، وشكر ألأخت انعام على متابعة المسيرة مع الشبيبة في البلدة، وقدّم المطران ابراهيم الى ألأخت هيلين درعاً تقديرياً من الشبيبة عربون شكر وتقدير ومحبة. 

بعد القداس انتقل الجميع الى باحة الكنيسة حيث قدم اطفال ميداد رقصات تعبيرية نالت اعجاب الجميع.

وفي صالون الكنيسة التقى المطران ابراهيم بالمؤمنين واطمأن الى اوضاعهم واستمع الى مشاكله، واهدى ابن الرعية الدكتور فهد عكروش المطران ابراهيم كتاب ” المقدمة في فلسفة الدين” الصادر عن دار النهار، للأستاذ في الفلسفة في معهد يوحنا الدمشقي في جامعة البلمند الدكتور أديب صعب.

واختتم الإحتفال بقطع قالب حلوى للمناسبة.