أقيم حفل تكريمي على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بدعوة من رجل الأعمال عماد سوبرة

أقيم حفل تكريمي على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بدعوة من رجل الأعمال عماد سوبرة

أقيم حفل تكريمي على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بدعوة من رجل الأعمال عماد سوبرة عضو هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى في دارته بمنطقة شانية بالجبل بحضور العديد من الشخصيات.

 وبعد ترحيب من صاحب الدعوة عماد سوبرة، قال المفتي دريان، نحن نحتاج باستمرار الى مثل هذه اللقاءات الأخوية التي تعزز تضامننا وتقاربنا من بعضنا بعضا، نحن أمة لا تيأس ولا تحبط رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، علينا أن نواجه كل ما يعترينا من أزمات بالعزم والعمل الصادق ولدينا ثوابت إسلامية ووطنية  نحافظ عليها ونلتزمها لأننا مؤمنون بلبنان العيش المشترك بمسلميه ومسيحيه ولا يمكن إلا ان يكون الوطن موحدا بجميع أبنائه وبالمساواة التي نص عليها اتفاق الطائف، وسنبقى نسعى ونعمل بجهد وكد حتى نخرج مما نحن فيه من انهيار خصوصا وان الناس بدأت تشعر بخيبة أمل من أغلبية القيادات السياسية التي تصر على تحقيق مصالحها الشخصية على حساب الوطن والمواطن الذي يكافح لتأمين لقمة عيشه وبالكاد تكفيه ولا تكفيه في أغلبية الأحيان في ظل الفوضى السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية مما يسبب هجرة الشباب والشابات للعمل خارج البلاد ليتمكنوا من تأمين مستقبلهم ولمساعدة ذويهم في البقاء بالوطن الجريح الذي ينزف كل يوم تأخير بدون انتخاب رئيس للجمهورية والذي هو مدخل لانتظام عمل المؤسسات الرسمية المترهلة .

هناك تشرذم وحالة ضياع في لبنان ولا ندري الى متى سيستمر هذا الوضع المذري وكيف سنخرج من هذه الحقلة التي تدور حول نفسها دون إيجاد أي حلول تذكر،

المسلمون السنة في لبنان لا مشروع خاص لديهم بل يؤمنون بالدولة وهم مكون أساسي في بلد الطوائف التي نحترمها جميعا ولا يشوبها شائبة في التعاطي مع بعضها بعضا ولن نسمح لاي احد ان يشعل نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.

ولا نرضى إلا بالدولة القوية القادرة الحاضنة للجميع ولا يمكن لاحد ان يحل مكانها في رعاية الوطن والمواطنين، فالدولة لكل طوائفها ومذاهبها وأطيافها، تجمع ولا تفرّق، تصون ولا تبدِّد، ورمز هذه الدولة رئيس جمهوريتها وحكومتها الوطنية، ولا تقوم الدولة الا بالإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا لا يعني ان كل الحل للازمة اللبنانية بانتخاب رئيس للجمهورية بل هو بداية الحل ومفتاح لكل الأزمات التي نعانيها ، وبانتخاب رئيس نكون وضعنا على السكة الصحيحة لانتظام عمل المؤسسات، وهذا يحتاج الى جهد ومثابرة لننهض بمؤسساتنا، البعض من الساسة ما زال يعيش حالة المكابرة والتصلب في مواقفه السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع الناس الذين يعانون من أزمة الماء والكهرباء والغلاء خصوصا إننا على أبواب فتح المدارس والتكاليف الباهظة التي يتكبدها الناس.

       واننا نؤكد ان حركة الموفدين المكوكية الى لبنان لمساعدته في انتخاب رئيس للجمهورية لن تثمر ما لم تصفو نية المسؤولين اللبنانيين في العزم بصدق على انتخاب رئيس، والتخلي عن المصالح الشخصية أمام مصالح الوطن والمواطنين فالدولة ومؤسساتها أكبر من أي أمر آخر،  واذا لم نساعد انفسنا فكيف نرجو أن يساعدنا الآخرون، على كافة القوى السياسية أن تحسم خيارها داخليا ويسارعوا الى انتخاب رئيس للجمهورية وبعدها تشكيل حكومة قادرة وفاعلة ليساعدنا بعد ذلك الأشقاء والأصدقاء والا عبثا ننتظر الحل من الموفدين وهذا هو المطلوب وما يمكن أن يسعى اليه السياسيون للخروج من مأزق الرئاسة وما يليها من أزمات بعيدا من الشروط والشروط المضادة التي تزيد من تعثر انعقاد الحوار، فالمحافظة على الوحدة الوطنية والإسلامية ضرورة وطنية وهي أساس في اجتياز المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان .

هناك أزمة أخلاقية بالوطن يحاول البعض ان يفرضها علينا بحجج واهية وتحت مسميات حرية الرأي ولكن للحرية حدود وضوابط ولا تكون على حساب المبادئ والقيم الدينية التي كفلها الدستور،  ولن نسمح بتمرير أي مشروع على حساب أخلاقنا ومعتقداتنا الدينية التي نحرص عليها وندافع عنها برموش أعيننا مسلمين ومسيحين .

ومهما كانت الهجمة كبيرة علينا ممن يروجون الأفكار والأعمال الشاذة في وطننا فنحن لهم بالمرصاد ونواجههم بالحكمة والعقل لا بالكلام السيء الذي يخرج من بعض أفواه من يدعون حرية الرأي  وهم في الحقيقة يخربون الحرية ويسيئون اليها، بهذه الحرية المنضبطة نحفظ العائلات والأسر ونصونها ونحمي المجتمع والوطن والأمة، وهناك من يحاول إفساد أولادنا تحت شعار الحرية المطلقة والمسمومة وواجبنا مكافحة هذه الظاهرة القديمة الجديدة التي تشوش أفكار أبنائنا وهي بعيدة عن ديننا وأعرافنا ومجتمعاتنا.

ودار الفتوى منفتحة على الجميع وتتعاون مع الجمعيات الإسلامية وفي مقدمتها جمعية المقاصد ورئيسها  الدكتور فيصل سنو الإنسان المؤمن الذي لا غبار على دينه وتوجهه الإسلامي، واعرفه اكثر من أربعين سنة وواكبته بكل عمل يقوم به، وعندما تولى مهام الجمعية تابع المسيرة ونهض بها الى مصاف المؤسسات الكبرى التي نعتز بها ونفتخر وكيف أصبحت المقاصد وهي جزء من تاريخنا الإسلامي والبيروتي الماضي والحاضر، دار الفتوى الى جانب جمعية المقاصد ورئيسها وزيارتي التضامنية لمستشفى المقاصد بعد تعرضها لاعتداء نابع من حرصنا الشديد على المقاصد وما تقوم به من تقديمات ومساعدات للمجتمع اللبناني، علينا جميعا ان ندعم المقاصد والوقوف الى جانبها لمتابعة مسيرتها الإسلامية والوطنية كما أرادها المؤسسون وهم من أهل بيروت.