منفذيّة عكّار في “القومي” أحيت الذكرى 15 لشهداء مجزرة حلبا الإرهابيّة

منفذيّة عكّار في “القومي” أحيت الذكرى 15 لشهداء مجزرة حلبا الإرهابيّة

أحيت منفذيّة عكّار في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الخامسة عشرة لشهداء مجزرة حلبا، في باحة مكتب المنفذيّة في حلبا، بحضور عضو المجلس الأعلى جورج ديب ممثِّلاً مركز الحزب، العميد ساسين يوسف، رئيس لجنة منح رتبة الأمانة إلياس العشّي، منفّذ عام عكّار أحمد السبسبي وهيئة المنفذيّة، منفّذ عام الكورة عبد الله ديب، منفّذ عام وادي خالد برّي العبد الله، منفّذ عام الضنيّة منهل هرموش، أعضاء من هيئة منفذيّة طرابلس وعدد من أعضاء هيئات المنفذيات، الأمناء رياض الشدراوي، سعد سكاف وفيلمون جبّور وجمع من القوميين والمواطنين. كما حضر أمين فرع عكّار في حزب البعث العربي الاشتراكي خضر عثمان على رأس وفد.

افتُتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي ودقيقة صمت تحيةً للشهداء، ثم وضع ديب والسبسبي إكليلاً من الزهور على نصب الشهداء في باحة المنفذيّة باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان.

عرّف للاحتفال ناموس المنفذيّة عماد طنّوس فحيّا شهداء المجزرة، مؤكّداً أنّ قضيتهم ستظلّ حيّة حتّى الاقتصاص من القتلة المجرمين.

كلمة أُسَرِ الشهداء

ثم ألقت زوجة الشهيد خالد الإبراهيم، فاتن بطّيخ كلمة أُسر الشهداء واستهلّتها بالقول “نلتقي اليوم في رحاب عكّار لإحياء الذكرى الخامسة عشرة لمجزرة حلبا، هذه المجزرة الإرهابيّة التي قضى فيها  أحدَ عشرَ شهيداً قوميّاً اجتماعيّاً قدّموا دماءهم الزكيّة قرابين حريّة وتحرُّر، دفاعاً عن هويّة عكّار وكرامة أهلها وعزّتهم، وحتّى لا تقع هذه المنطقة في مستنقع ظلام الجهل والتطرُّف والإرهاب”.

واعتبرت أنّ مجزرة حلبا شكّلت مثالاً حيّاً على الإرهاب الداعشي وعلى غرار ما حصل في مخيّم نهر البارد وفي الضنيّة وجرود عرسال ضدّ الجيش اللبناني”، لافتةً إلى أنّ “الإرهاب عينه الذي امتدّ إلى سورية – الشام بدعم من الولايات المتحدة الأميركيّة والعدوّ الصهيوني والدول التي تدور في فلكهما”.

وختمت “آباؤنا الشهداء حملوا لواء الدفاع عن عكّار وعن كلّ عكّاريٍ شريف، فوقفوا وصمدوا ودافعوا واستشهدوا من أجلنا من أجل كلّ فرد في عكّار  ليس لغاية طائفيّة أو مذهبية، بل لغاية وحدوية نهضوية سامية، استشهدوا لانهم سوريون قوميون اجتماعيون، فواجهوا بشرف وارتقوا بشرف لأنهم آمنوا بقضية تساوي وجودهم، قضية الأمة قضية الشعب الواحد الموحّد.

وقالت: نؤكد إيماننا بما أقسم عليه آباؤنا الشهداء، والتمسك بالثوابت التي استشهدوا من أجلها، الثوابت الوطنية والقومية وعلى نهج المقاومة، كما نؤكد الوفاء لهم، وبأننا سنبقى سائرين على خطاهم، نؤمن كما آمنوا بفكر الزعيم المعلم انطون سعاده.

 أضافت: للمجرمين الارهابيين الذين غدروا بآبائنا نقول: العقاب جزاؤكم عاجلاً أم آجلاً، في الزمان والمكان المناسبين وبكل الوسائل المتاحة.

وختمت: باسم أبناء شهداء مجزرة حلبا نوجّه الشكر لمؤسسة رعاية أسر الشهداء التى ما زالت حتى اليوم وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية السيئة التى تمر فيها البلاد وما تتعرض له المؤسسة من محاربة ووضع العراقيل بوجهها، ورغم ذلك، ما زالت تقف الى جانب أبناء وأسر الشهداء وتؤمن لنا الدعم المادي والمعنوي، وتقف الى جانبنا وتحضننا كأم رؤوف رؤوم ولا تألو جهداً لتقديم العون والمساعدة والمشورة والتوجيه والرعاية والعناية لكل فرد وأسرة منّا، فشكراً جزيلاً متمنين لها دوام الاستمرار والثبات والنجاح في مواجهة الأنواء والعواصف التى تتعرض لها.

بهذا الايمان نحن ما نحن

وبهذا الايمان نحن ما سنكون

وسيبقى دويُّ هتافنا يدوي لتحي سورية وليحي سعاده.

كلمة منفذيّة عكّار

وألقى منفذ عام عكار أحمد السبسي كلمة منفذيّة عكّار، فقال “أحدَ عشرَ شهيداً ارتقوا من على هذه الباحة المقدَّسة وصعدت أرواحهم إلى السماء، فتألّقوا أقماراً أنارت على دروب النهضة، مارسوا البطولة بأعلى درجاتها وضحّوا بأرواحهم الغالية كُرمى لنا، وكُرمى ليبقى وهجُ النهضة في عكّار، فلا ينطفئ”.

أضاف “لا أحد يستطيع القول إنّه لا يعرفهم، ولا أحد يقول إنّه لا يراهم، كلّنا نعرفهم جيّداً، وكلّنا رأيناهم، وكلّ يوم نُكحِّلُ أحداق عيوننا بوجوههم المرسومة على حيطان أفئدتنا وعلى حيطان هذا المكتب الذي ضحّوا بحياتهم، ليبقى الحصن الذي يحمي رفقاءهم من بعدهم ويدفع عنهم كلّ الشرور”.

وتابع “نعرفهم كلّهم، أحمد وفادي ومخّول ومحمد غانم ومحمد درويش وأحمد سعد ونصر حموضة وخالد الأحمد وخالد إبراهيم وظافر حموضة ومحمود الترك. كلّنا نعرفهم لأنّهم واضحون ولم يختبئوا من أحد، ولم يُخفوا وجوههم ولم يتسترّوا في العتم”.

وأشار إلى أنّ “وجوههم كانت واضحة كالشمس، مضيئة كوجه سناء، مشعّة في مواجهة الظلام، لم يخافوا ولم يُغلقوا أبوابهم، كانوا الحرس الصادق والمؤمن، هم حرّاس العقيدة وحرّاس كلّ موقع من مواقع العزّ القومي تركوا بركةً من رائحة حضورهم ومن روحهم في هذا المدى”.

وتابع “كانوا حرّاس الوطن وحرّاس الأمّة، وهم الذين لم يعتادوا الانسحاب، بل قدّموا الدم لصون عقيدتهم لأنّهم مؤمنون بأنّ الدماء التي تجري في عروقهم ليست ملكاً لهم إنّما هي وديعة الأمّة فينا، متى طلبتها وجدتها، وقفوا وقفة العزّ كما وقف زعيمهم بوجه الذين أعدموه فاستُشهد وكان أقوى من جلاّديه. رفقائي أيّها الشهداء الذين رحلتم جسداً أنتم شهداء الحقّ الذي لا يموت أبداً، ولن نتنازل عن هذا الحقّ لأنّه حقّ الأمّة”.

وسأل عن “القضاء الغائب ونقول للقضاة أن يعدلوا وأن يُفرِجوا عن ملفّ شهدائنا في حلبا، لأنّ العدل قيمة إنسانيّة يجب أن تحصل عليها أيّ جماعة، ولأنّ الحياة لا تستقيم  من دونها في أيّ مجتمع من المجتمعات”.

وإذ أكّد أنّنا “نلُملم انتصاراتنا في الشام وحمص وحلب وقريباً على كامل ترابنا وفي كلّ المناطق التي يُسيطر عليها الإرهاب وداعموه، من أدلب وشمال حلب إلى شرق دير الزور في منطقة التمركز الأميركي المحتلّ حيث يسرق ثرواتنا، وفي حالة التوازن في الردع في لبنان مع الكيان الغاصب ومع الأجواء الإقليميّة التي تعِد بتداعيات إيجابيّة على بلادنا”، دعا “في هذه المرحلة بالذات إلى مزيد من التعاضد والتكاتف والانتباه إلى ما يُخطّط للبنان من احتمال استثمار ورقة جديدة من خطَّة جديدة يلعبها الكيان المُغتصب لأرض فلسطين وخلفه أميركا ومن معها من الغرب، وهي اللعب بورقة النزوح أمنيّاً ودفعهم لمواجهة المقاومة وحلفائها ونحن منهم، لا بلّ نحن من أسَّس المقاومة فنكون أوّل المستهدفين”.

وأردف “انتبهوا ورصّوا صفوفكم وكونوا أقوياء ولا تضعفوا، ليكون النصر نصيبكم، تحصّنوا بقوتكم وصلابة إرادتكم وعزيمتكم وصحّة عقيدتكم. وأنتم يا أهالي الشهداء، أنتم البركة وأنتم رمزٌ للعطاء الكبير، أعطيتم أعزّ وأغلى ما تملكون، كلّ التحيّة لكم والمجد والخلود لأرواح شهدائنا الطاهرة”.

كلمة مركز الحزب

وألقى عضو المجلس الأعلى جورج ديب كلمة مركز الحزب فأكّد  “أنّ الجريمة التي ارتُكبت بحقّ الشهداء والحزب وأبناء الوطن والتي ألقت الأذى بكلّ صاحب ضمير حيّ، لن تمرَّ من دون عقاب ونحن نُتابع الملفّ القانوني وأصبحت الدعوى أمام حضرة قاضي التحقيق الأوّل في الشمال وقد عقد جلسات للمحاكمة وتم إبلاغ عدد كبير من المدّعى عليهم الذين تمثّلوا بواسطة وكلائهم المحامين واستمهلوا لتقديم إجاباتهم، إلاّ أنّ الإضرابات والإقفال الذي طال القطاع العام برمّته والجسم القضائي خصوصاً، نتيجة الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة جعل من المتعذّر حتى الآن تحديد جلسة محاكمة في جميع الملفّات القضائيّة”.

وتوجّه إلى “عائلات شهدائنا رفقائنا القوميين الاجتماعيين”، معلناً “باسم قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي بأنّنا لن نحيدَ قيْد أُنملة عن ملاحقة القتلة والمجرمين والدعوى لها رقم وملفّ ونتابع القضيّة بحرص وجديّة ونحن على ثقة بقضاتنا الشرفاء وبعدالتهم وبإحقاقهم للحقّ”.

وختم “شهداءنا الأبرار يا من كرستم قول سعاده بشهادتكم “كلّنا نموت لكنْ قليلون منّا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة”، لكم منّا الوعد والعهد أنّنا لن ننسى دماءكم الطاهرة وسنلاحق القتلة المجرمين لإحقاق الحقّ وإزهاق الباطل. ولتحيا سورية وليحيا سعاده”.

.. ووضع أكليل من الزهر على نصب الشهداء في الحصنية

بعد ذلك توجَّه الوفد المركزي ومنفذ عام عكار وهيئة المنفذية  وعدد من المسؤولين والرفقاء إلى بلدة الحصنيّة وتمّ وضع إكليل من الزهر على نصب الشهداء فيها.

 وألقى مدير مديريّة الحصنية محمد حموضة كلمة وصف فيها مرتكبي مجزرة حلبا بأنهم حثالة البشر، خونة مأجورون فاسدون وغدّارون.

وقال: إن دماء شهدائنا الزكيّة التي سالت على مذبح الحريّة والكرامة، وهذه الدماء شعلة نار لن تبرُد ولن تنطفئ حتى نرى تلك الرؤوس التي تآمرت على الشهداء وعلى حزبنا تتدحرج الواحدة تلو الأخرى”.

بعدها أدّى الحضور تحيّةً للشهداء ثمَّ انتقل وفد ضمّ ديب وساسين والسبسبي وعدد من المسؤولين والرفقاء الى منزل الرفيق محمد نعّوس والد الشهيد أحمد نعّوس للاطمئنان على صحّته.